إستمع للخبر

انسحب الطقس الخريفي بهتانا في السياسة المحلية المعطّلة بفعل العناد وتقديم المصالح الخاصة. لذلك لا يزال الحراك الداخلي في حال ثابتة من الضمور نتيجة كثرة انتظارات الخارج وقلّة حيلة أهل الداخل، وهو ما جعل هؤلاء في بحث مستمر عن علاج، يبدو وهميا في كثير من الأحيان، مصدره هذا الخارج.

من تلك الانتظارات، زيارتان متتاليتان ومتقاطعتان لكل من:

١-وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الفليحي المتوقع أن يصل في غضون الأيام القليلة المقبلة (٥ تشرين الأول على الأرجح). وسبق أن أدى الموفد جاسم بن فهد آل ثاني دورا تحضيريا لافتا، بالإمكان المراكمة عليه، ولا سيّما في مسألة طرح الأسماء الجدية للرئاسة والقادرة على حصد أكبر قدر الممكن من التوافق المحلي والتغطية الخارجية.

٢-الموفد الرئاسي الفرنسي جان - إيف لودريان الذي يصل قرابة منتصف تشرين الأول، ويُنتظر ما سيحمل من أفكار جديدة بعدما أسقطت باريس نهائيا ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. ولم يعد خافيا أن باريس وواشنطن رفعا مستوى التنسيق والتواصل في الفترة الأخيرة لتطويق ما تسعى إليه قطر. وعُدّ هذا التقاطع الفرنسي- الأميركي تحفّظا مشتركا على لائحة الترشيحات القطرية التي تضمّ قائد الجيش العماد جوزاف عون والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري والنائب نعمت افرام. مع الإشارة إلى أن الدوحة حريصة على التأكيد بأن لائحتها غير مغلقة وليست حكرا على المرشحين الثلاثة، لا بل هي تشجّع على أي توافق لبناني ولن تبخل جهدا في سبيل ترجيح كفّة هذا التوافق، بما يعني أن لا حصرية قطرية على الإطلاق.

وكان لافتا في هذا السياق ما سُرّب عن رفض فرنجية سلّة حل قطري حملها الوزير السابق يوسف فنيانوس، وتقوم على انسحابه لقاء جملة مكاسب سياسية تُحجز على اسمه في العهد المقبل على شاكلة حصص وزارية وإدارية وأمنية، وتمويلية تُعدّ بمثابة تعويضات جزيلة لقاء هذا الانسحاب.

وكُشف النقاب عن أن القيادات الرئيسة تتحضّر جديا لزيارة الوزير الفليحي، وهي تضع في حسبانها إمكان أن يطرح أسماء أو أن يسألها عن أسماء تكون مقبولة محليا وخارجيا، ويأمل أن يستطيع تسويقها حيثما يلزم.