hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ميرا جزيني

لبنان بين الانتظار الثقيل وإنكار المسؤولين

الجمعة ٩ آب ٢٠٢٤ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

٩ أيام مرّت على اغتيال كل من القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنية، من دون أن تتبيّن بعد طبيعة الردّ الموعود من جانب إيران وحزب الله والحوثيين. وثمة انطباع بأن أحد الأوجه الرئيسة لتأنّي طهران على وجه التحديد يعود إلى خطوط التواصل غير المباشر الحاصل مع واشنطن عبر القناة العُمانية.
لا ريب أن ديبلوماسية الخطوط المفتوحة أسهمت حتى الآن في تجنيب المنطقة حربا شاملة، وقد تفتح الباب واسعا أمام تسويات كبرى، بصرف النظر إذا ما استوجب حجم الاغتيالين ردا مشتركا أو منفصلا يبقى تحت السقوف المقبولة وضمن القواعد التي تمنع تفلّت النيران وتمددها، ويفتح بعدها الباب للتسوية المنتظرة.
الواضح أن واشنطن تقود الجهد التهدوي الأبرز. والواضح أيضا أن ثمة فرصة لنجاح التفاوض الحاصل، بحيث تدفع تل أبيب الثمن وقفا للحرب في غزة، حتى لو لم يتحقق لها الهدف الأبرز وهو القضاء نهائيا على المستوى القيادي في حركة حماس وتفكيك بنيتها العسكرية، بحيث يغيب أي أثر للحركة في إدارة قطاع غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب.
ليس معروفا بعد الجواب الإيراني على هذا العرض الأميركي السخي، تماما كما ليس معروفا بعد ما إذا كان بمقدور واشنطن فرض وقف إطلاق النار على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي بات واضحا أنه يستمر على قيد الحياة السياسية حصرا بفضل نار الأزمات، سواء تلك التي يشعلها أو تلك التي يحرص على تغذيتها.
على وقع كل ذلك، يجد لبنان الرسمي نفسه في موقع انتظار تداعيات التطورات الحربية والمعارك القائمة بين حزب الله وإسرائيل، يكتفي برسم خطط الطوارئ تحسبا للاحتمالات الأخطر، نافضا يده من أي تأثير مباشر في مستوى الأحداث، ما خلا مناشدته أمس على سبيل المثال الدول الأعضاء في مجلس الأمن التدخل من أجل تجنيبه حربا واسعة.
ويستغرب سفير غربي ما يصفه بتدنّي الإحساس بالخطر لدى كثر من المسؤولين اللبنانيين الذين يتصرّفون وفق أجندة لا توحي بأنهم على دراية كاملة بالمخاطر الوجودية المحيطة بلبنان، سواء تلك الناتجة عن تزايد احتمالات الحرب، أو تلك القائمة قبلاً نتيجة استفحال الأزمة السياسية والاقتصادية.
ويقول إنه يلمس في لقاءاته نوعا من الإنكار نتيجة قراءة مغلوطة لمسؤولين لواقع الحال، ولا سيما المخاطر الناتجة عن الانهيار الاقتصادي، وهي مخاطر وجودية ناهية للكيان.

  • شارك الخبر