ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة
معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان
الثلاثاء ٣ أيلول ٢٠٢٤ - 06:36
في انتظار الخارج، وما سينتج عن حراك «اللجنة الخماسية» الرئاسي، ولقاءات الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى الرياض، انشغلت الساحة المحلية في رصد ارتدادات خطابي «حكيم معراب» و»استيذ عين التينة» للبناء عليهما، رغم اقرار الكثيرين بان مواقفهما كرست الستاتيكو السلبي على الصعيد الوطني، وان احدثت «هزة خفيفة» على الصعيد الداخلي المسيحي، مع ترحيب ميرنا الشالوحي «بالتقدم القواتي».
فعلى وقع الاحداث التي يشهدها الداخل «الاسرائيلي»، احتلت مبادرة رئيس حزب «القوات اللبنانية» صدارة تحليلات اللقاءات السياسية، واهتمام الجهات الخارجية، خصوصا انها فتحت الباب امام الحديث عن تغييرات دستورية ، قابلة للنقاش بعد انتخاب رئيس، ضمن حديث وحدة الشعب والارض، وهو ما استدعى زيارة وفد «قواتي» الى دار الفتوى لتوضيح مبادرتها، التي رد عليها الشيخ قبلان بعنف.
فعلى خطى السفير المصري، تحركت معراب حيث زار وفد منها دار الفتوى، لتوضيح بعض المواقف التي اثارت الشارع السني في الفترة الاخيرة من جهة، ولبحث ملف رئاسة الجمهورية، وضرورة حث بعض النواب على اخذ المواقف اللازمة للخروج من «بوز القنينة» من جهة ثانية، وشرح مسألة التعديلات الدستورية التي تثير نقزة لدى «السنة».
طهران – واشنطن
في غضون ذلك، وفي وقت يبدو ان «شيئا ما» قد تحرك على الخط الايراني – الاميركي، بعد سلسلة المواقف الاخيرة، تكشف اوساط ديبلوماسية ان قناة تواصل جديدة بين الطرفين دخلت على الخط، في موازاة قناتي عمان والدوحة عنوانها بيروت، نجحت في تحقيق بعض التقدم، خصوصا في مسألة الرد الايراني على «اسرائيل».
وتابعت الاوساط بان هذا الخط تتولاه شخصية شيعية، تعمل بعيدا عن الاضواء في الكواليس الدولية، وتربطها علاقات قوية بمسؤول اميركي رفيع مكلف بالملف الايراني، حيث تتولى القناة الجديدة عملية نقل الرسائل بين الطرفين، والتي يبدو ان جديدها هذه الايام الملف الرئاسي اللبناني، دون تحقيق اي خرق فعلي حاليا في هذا الخصوص، وهو ما دفع بـ «الخماسية» الى ادارة محركيها المصري والفرنسي.
الملف الرئاسي
فـ «الحلحلة» الاميركية – الايرانية المتوقعة، اعطت دفعا على ما يبدو للانطلاق من جديد في المساعي الرئاسية، ومحاولات كسر الجمود القائم، مستندة الى رغبة طهران في «تقديم» اوراق تعزز حظوظ الديموقراطيين، بعدما تأكدت رغبتهم بالعودة الى طاولة المفاوضات النووية، في حال احتفاظهم بالبيت الابيض، حيث يحكى عن استراتيجية ايرانية مشابهة لتلك التي اعتمدت عام 2017 ، واوصلت الرئيس العماد ميشال عون الى بعبدا.
مقربون من واشنطن، لا ينفون في المقابل حصول تبادل رسائل حول لبنان، سواء فيما خص جبهته الجنوبية، الذي نجح «تعاون « الطرفين في تجنيب لبنان الضربة الكبرى، وهو ما سمح في الانتقال الى الملف الرئاسي، خصوصا في ظل التطورات «الاسرائيلية» الداخلية المتسارعة، والحرب القائمة بين اليمين المتطرف وباقي القوى السياسية، حيث يسعى لتعزيز سيطرته على الحكومة وعلى السلطة، تحت عنوان خوض «معركة الوجود»، وهي مواجهة ستكون لها تداعياتها على دول المنطقة، وتحديدا دول الطوق، من الاردن الى لبنان وسوريا ومصر.
ورأى زوار واشنطن ان قناعة تولدت عند المعنيين، بان حرب غزة وتمددها نحو المدن الكبرى في الضفة، بات ابعد من مسألة «طوفان الاقصى»، وهو ما ادى الى وضع الملفات الاقليمية المرتبطة على الطاولة، حيث ان احداث خرق في شأنها ممكن ان ينعكس على الوضع الفلسطيني، خلافا لما كان سائدا خلال الفترة السابقة، وهو ما قد يستفيد منه لبنان، لتمرير استحقاقه الدستوري، الذي سينقذه من «مطبات « كثيرة تولدت من وجود الشغور، وانعكست على المؤسسات.
وتابع الزوار ان الاتصالات الديبلوماسية مع عين التينة اظهرت استعدادا، عبّر عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري في أكثر من مناسبة، بامكانية انجاز الانتخابات الرئاسية في اي وقت، شرط الاتفاق على الحد الادنى المطلوب من الرئيس العتيد، وهو الهدف الاساسي من الحوار، حيث هوية الرئيس لا تعود ذات اهمية، علما ان الخارج ابلغ المعنيين بان المطلوب رئيس قادر على ادارة التفاوض مع «تل ابيب «، وان بشكل غير مباشر في الفترة القادمة.
هنا، والكلام للاوساط، تبرز مسالة «الهزة النيابية» التي يشهدها «التيار الوطني الحر»، والتي يرى البعض انها ما زالت في بدايتها متوقعا تمددها، والتي جاءت في توقيت دقيق، يبنى عليه على صعيد قلب موازين القوى في ساحة النجمة، تزامنا مع اعادة تموضع كتلة «اللقاء الديموقراطي»، وبعض النواب السنة على خلفية القضية الفلسطينية.
التيار في الديمان
مصادر في «التيار الوطني الحر» اشارت الى ان التطورات مفتوحة على كل الاحتمالات، داعية الى عدم البناء على ما يحصل من خروج واخراج من تكتل لبنان القوي، مشيرة الى ان ميرنا الشالوحي ستدرس مبادرة «الحكيم»، رغم انها تتقاطع مع طرح المعارضة الرئاسي في اكثر من نقطة، خاتمة بان انتخاب رؤساء اللجان النيابية ومقرريها، سيكون محطة فاصلة بالنسبة للبناني القوي، لتحديد تحالفاته على ضوء ما ستشهده تلك الانتخابات، ولبيان خطوط التحالف البيض من السود.
ليس بعيدا، وعشية زيارة مرتقبة للنواب الخارجين من التيار الى الديمان، استبقهم وفد من «التيار الوطني الحر»، ضم النائبين ندى البستاني وجورج عطالله ونائبة الرئيس للشؤون السياسية مارتين نجم كتيلي، والتقى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في مقره الصيفي في الديمان.
المصدر: الديار - ميشال نصر