ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة
مأتم رسمي وشعبي للمحامي منير البقاعي في سيدة النجاة
الإثنين ٢ تشرين الأول ٢٠٢٣ - 18:51
ودّغت نقابة المحامين والتجمع الزحلي العام ومدينة زحلة مفوض نقابة المحامين في زحلة، وأمين عام التجمع الزحلي المحامي منير البقاعي بمأتم رسمي وشعبي حاشد، وترأس الصلاة الجنائزية رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بمشاركة السادة الأساقفة جوزف معوض، انطونيوس الصوري وبولس سفر ولفيف الإكليروس الموقر.
حضر المأتم نقيب المحامين في بيروت الشيخ ناضر كاسبار، دولة الرئيس ايلي الفرزلي، النائب جورج عقيص ممثلاً رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، النائب سليم عون، وزير العدل السابق شكيب قرطباوي، محافظ البقاع القاضي كمال ابو جودة، عضو المجلس العسكري اللواء بيار صعب، نائب رئيس الوحدة الصحية في قوى الأمن الداخلي العميد ادوار حداد، رئيس اقليم زحلة الكتائبي داني فياض ممثلاً رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، اعضاء التجمع الزحلي العام، اعضاء مجالس نقابة المحامين السابقين والحاليين، حشد كبير من محامي زحلة والبقاع، رؤساء الأقاليم الحزبية اضافة الى قيادات امنية وعسكرية وفعاليات اقتصادية واجتماعية واعلامية، كشاف التربية الوطنية، عائلة الفقيد والأصدقاء.
بعد الإنجيل المقدس رثا المطران ابراهيم المحامي البقاعي بكلمات مؤثرة فقال: "نجتمع هنا اليوم في ذكرى من زَرَعَ السنواتِ بالبركاتِ وجعلها في حياته أزمنةَ حصادٍ للخير والنِعَم. رجلٌ تمرس العطاء بحبٍ وفرح فأحبه الله وحباه قامةَ الكبار، إنه الأستاذ المتوشحُ بوشاح الحق والعدالة المحامي الراحل منير البقاعي، مفوض نقابة المحامين في قصر عدل زحلة، الذي ترك وراءه إرثاً عظيمًا في قلوبنا وفي قلب كل من كان يزوره أو يقصده. هو المِعطاءُ الخدومُ الذي نشر العدل والمحبة لكل من التقاه. إنه القلبُ المجبول بالطيبة والتواضع، الذي نذر نفسه لخدمة العدالة بإعلاء صوت الحق وتطبيق القوانين".
واضاف" إن أردنا إنصاف هذا العظيم، تلزمنا رِبواتٌ من الكلمات لأنه كان رَجُلَ لباقةٍ ولياقة يزرع العدل فيحصِدُهُ حرية. وكم نحنُ بحاجة في هذه الأيام العصيبة لأمثاله من زرّاعي الفكر النير في العقول المستقيلة. هذا الوجه البشوش تحول إلى رمز للأمل المشتهى بوطنٍ جامع لكل من يلتقيه من مختلف الانتماءات والتوجهات، فالمحبة لا تميز ولا تُفرِّق.
منير البقاعي كان رجل القانون الصادق والرادعِ للظلم. إنه قامةٌ قانونية شامخة متوجةٌ بالصدق والتواضع، ذلك لأنه أدرك أن المحامين ليسوا مجرد ممثلين قانونيين، بل هم أيضًا وسطاء أخلاقيين يجب أن يعملوا بنزاهة وأمانة لضمان تحقيق العدالة وحماية حقوق عملائهم.
المحاماة لم تكن له مهنة، بقدر ما كانت رسالة. بدا ذلك جلياً في لهفته على مساعدة الاخرين، إذ أنه لم يتوانَ يوما عن خدمة مجتمعه وأهله في زحله والقضاء. هذا ما جعلَه مميَزاً في أدائه المنبثق من عمق إيمانه وثقافته الإنسانية والمهنية. هكذا كان الأستاذ منير حصّادا لِما زرع. حصد الكثير من محبة الناس وتقديرهم ومحبتهم فلم يدخل في سجال مع أحدٍ قط ولم نسمع عنه إلا كلماتٍ طيبة عن سيرته الحسنة.
الأصالة في العمل والخدمة العامة هما من صفات عائلته وهما الكنز الذي ورثَه عن جده داوود رزق، رئيس بلدية جب جنين، الذي كان مرجعيةً سياسية في المِنطقة، وعن والدِه طانيوس، الذي كان مفوضَ قصرِ العدل في زحلة."
واردف سيادته " هو تلميذ الكلية الشرقية وأحدُ تلامذةِ الكبير سعيد عقل. تسلم مراكز قيادية منذ صغره حتى انتسابه لنقابة المحامين، التي يترك فيها فراغا كبيراً، إلى تسلمه منصب أمين عام التجمع الزحلي العام، فكان له دورٌ هام في إنماء زحلة. كان يمول بعض التجهيزات من ماله الخاص أو يبحث عن تبرعات لتنفيذ مشاريع بنية تحتية في قصر عدل زحلة بالتعاون مع بلدية زحلة، مثل توفير مولد كهربائي لقصر عدل زحلة وإصلاح بعض قاعات المحكمة والطوابق في القصر.
إن ما قدمه هذا الأستاذ الكبير للقانون والنقابة هو من فيض ما في داخله من إيمان ومحبة أنتجا حرصا على راحة الآخرين رغم كل الظروف الصعبة والعقبات الكبيرات.
كان الأستاذ منير حريصا وملتزمًا بالحضور إلى مركز النقابة في زحلة، حتى آخر أيامه، انطلاقا من إيمانه الراسخ بأهمية تسيير شؤون قصر العدل وشؤون المحامين."
وتابع المطران ابراهيم " أيها الأحباء بالمسيح، بعد عرضِ بعضَ فضائلِ راحلنا الغالي، تُعزينا كلمات القديس بولس الذي قال: نحنُ نَعرِفُ أنَّهُ إذا تَهدَّمَتْ خَيمَتُنا الأرضِيَّةُ الّتي نَحنُ فيها، فلَنا في السَّماءِ بَيتٌ أبَدِيٌّ مِنْ بِناءِ اللهِ غيرُ مَصنوعٍ بالأيدي. كورنثوس 5: 1
أخانا منير صار في بيته الأبدي الذي هو مِنْ بِناءِ اللهِ غيرُ مَصنوعٍ بالأيدي، حيث المحبةُ تختصرُ كلَّ الشرائع التي لا يعرفُ أبناؤها الموت أبدا.
فإن الراحل الذي عمل بكلام الله ووصاياه وبذل نفسه في الخدمة فلن يرى الموت أبداً، بل يبقى حياً في قلوبنا وقلوب الكثيرين."
وختم معزياً " بإسمي الشخصي وبإسم السادة الأساقفة واخوتي الكهنة أُعزَّي اليومَ زوجة الفقيد المحامية آمال ميشال الحاج وكل أفراد عائلته ونقابة المحامين وعموم الأقرباء والأصدقاء وكل الحاضرين؛ مُصلِّيًا أَن يَمُنَّ الربُّ القديرُ عليهمِ بالسُلوانِ. وأَخْتِم هاتِفًا نشيدَ الانتصار: المسيحُ قامَ! حقًّا قامَ!".