ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة
العلامة فضل الله: للكف عن إطلاق الكلمات والمواقف المسيئة للوحدة الوطنية
الجمعة ٩ آب ٢٠٢٤ - 12:37
ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين ومما جاء في خطبته السياسية:
"عباد الله أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به الإمام الحسن أخاه الإمام الحسين، حين قال له: "أوصيك بمن خلفت من أهلي وولدي وأهل بيتك، أن تصفح عن مسيئهم، وتقبل من محسنهم، وتكون لهم خلفاً ووالداً... وأن تدفنّي مع رسول الله فإنّي أحقّ به، وببيته ممّن أدخل بيته بغير إذنه... فإنّي أنشدك بالله وبالقرابة التي قرّب الله عزّ وجلّ منك، والرحم الماسّة من رسول الله: أن لا تهريق في محجمةٍ من دم، حتّى نلقى رسول الله، فنختصم إليه، ونخبره بما كان من الناس إلينا من بعده".
أيها الأحبة: إننا أحوج ما نكون إلى استلهام هذه الوصية الذي عبر من خلالها الإمام عن مدى حرصه على حفظ دماء المسلمين رغم رغبته بأن يدفن إلى جنب جده رسول الله، لنقي واقعنا مما بتنا نعاني منه، حيث بات السلاح هو الأسلوب الذي يعتمد لحل النزاعات والخصومات وحتى على أفضلية المرور، بدلا من الأخذ بالآية: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}، والتي بها تحقن الكثير من الدماء ونكون أكثر وعيا ومسؤولية وقدرة على مواجهة التحديات".
أضاف :"والبداية من التوتر الذي يعيشه اللبنانيون، بعد القرار الذي اتخذته المقاومة بحتمية الرد على العدوان الذي حصل على الضاحية الجنوبية، لمنع هذا العدو من تكرار عدوانه والتمادي فيه، للتداعيات التي قد تحصل من ورائه، والرد الذي قد يحصل من بعده، في ما نشهد في الوقت نفسه خوفا وقلقا ورعبا لدى هذا الكيان...
ونحن أمام ما يجري، ندعو إلى التنبه والاستعداد لما قد يترتب على أي رد، وأن نأخذ بالاعتبار كل الاحتمالات لأننا أمام عدو بات يتحرك بدون ضوابط وحسابات، وهو لا يراعي أي قيم ومشاعر إنسانية، لذا إننا ندعو أيضا إلى الثقة بالحكمة لدى المقاومة والتي أعلنت بكل وضوح بأن ردها لن يكون متسرعا وانفعاليا بل حكيما ويأخذ في الاعتبار الظروف الموضوعية التي يعيشها هذا البلد واللبنانيون".
وتابع :"وفي الوقت نفسه، ندعو إلى عدم الوقوع في فخ الحرب النفسية التي يقوم بها العدو ومن يقف معه ومن يسانده، والتي يسعى من خلالها إلى تعميق الشرخ بين اللبنانيين ودفعهم إلى تقديم التنازلات لحساب مستوطنيه ولحساب كيانه، ما يدعو إلى أن نستحضر عناصر القوة الروحية والإيمانية والمادية التي نمتلكها، والوعي لنقاط ضعف هذا العدو ومحدودية حركته، وإننا إذا كنا نتألم فإنه يتألم بل هو يتألم أكثر مما نتألم، وإذا كنا نخاف فإنه يخاف وخوفه أكبر من خوفنا، وإذا كنا نعاني من آثار التهجير أو فقدان الأعزاء فإنه يعاني".
واستطرد السيد فضل الله :"ونحن في ذلك لا نريد أن نهون من حجم قدرات العدو والتقدم التقني الذي يمتلكه والدعم الواسع وغير المحدود الذي يحظى به، ولكن ذلك لا يدعونا إلى أن نغفل مما لدينا من قدرات وإمكانات ظهر منها البعض وأثبت جدارته ولم يظهر الكثير، ومن استعداد عال للبذل والتضحية ومن الدعم الذي نجده من الذين يؤمنون بعدالة القضية التي تعمل لها المقاومة سواء من الداخل أو من الخارج.
إننا في هذه الظروف، أحوج ما نكون إلى رص الصفوف وتوحيد المواقف، والدعوة إلى ضرورة التكاتف والتعاون والتباذل في مواجهة التحديات الراهنة، وخصوصا أعباء النزوح من المناطق التي تستهدف أو التي يخشى استهدافها.