hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - أخبار اقتصادية ومالية أخبار اقتصادية ومالية

المكتبة الشرقية تعاند الأزمة بتوسيع نشاطاتها ودائرة المستفيدين منها

الأربعاء ٨ آذار ٢٠٢٣ - 06:26

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ليست المكتبة الشرقية ككل المكتبات، فهي إضافة الى كونها مكتبة تاريخية عريقة تم تأسيسها في العام 1875، تكتنز بين جدرانها أكثر من 250.000 كتاب متخصص في منطقة الشرق الأوسط، 3700 مخطوط لا يقدر بثمن ومكتبة للخرائط الجغرافية تحتوي على نحو 2500 خريطة قديمة، وما لا يقل عن 250.000 صورة فوتوغرافية قام بالتقاطها منذ بدايات القرن الـ 19 آباء يسوعيون خلال مهماتهم وأبحاثهم. وتشتهر المكتبة أيضا باحتوائها على مجموعة دوريات نادرة تشهد لبدايات الصحافة في العالم العربي.

كل هذه المجموعات تعد مصدرا أساسيا ومهما للمعارف والأبحاث في مادة التاريخ عموما وتاريخ الشرق الأوسط خصوصا.

«الأنباء» زارت المكتبة في شارع مونو للوقوف عند نهوض هذا الصرح الثقافي الأكاديمي التراثي الكبير من جديد بعد إعادة الترميم جراء انفجار مرفأ بيروت «4 آب» والعودة الى الأضواء مع استضافة نشاطات ثقافية بدأت بالوليمة الشعرية حول أنسي الحاج التي جمعت محبيه في قاعة ليلى تركي.

اللقاء مع المدير الجديد للمكتبة جوزيف رستم لا يترك مجالا للشك: هذا المكان العريق سينبض بالحياة من جديد وبالنشاطات الثقافية.

في زمن تجاهد فيه الجامعات اللبنانية للاستمرار في مهمتها التعليمية، الى أي مدى تبقى المكتبات الجامعية أولوية؟

٭ المكتبة الشرقية لا تشبه بقية المكتبات الجامعية، ان على صعيد جامعة القديس يوسف او على صعيد لبنان. هي مكتبة تراثية لديها هم ومهمة الحفاظ على تراث مشرقي كبير ومعارف، إضافة الى المهمة التعليمية الجامعية. وعندما نكون مسؤولين عن تراث بهذه الأهمية لا يترك لنا الخيار: علينا حمايته وضمان استمراريته.

من هم القراء الذين يرتادون المكتبة الشرقية؟

٭ هي مكتبة للبحث العلمي وبالتالي يرتادها باحثون من كافة انحاء العالم، إضافة الى كل المهتمين بمجالات المعرفة المتوافرة فيها والمتخصصة بمنطقة الشرق الأوسط من تاريخ لبنان الى علوم الاثار مرورا بالعلوم الإنسانية الى العلوم الدينية وغيرها. في هذه المكتبة موجودات نادرة ليس بالإمكان الحصول عليها في مكتبات أخرى، من هنا الزامية المرور بها للذين يهتمون بموضوعات عن المشرق.

هي إذن مكتبة نخبوية؟

٭ ليس بالضرورة لأنها تناسب الباحثين والطلاب في آن معا. بإمكان الطلاب من جامعات أخرى ان يأتوا اليها ويستخدمونها كمساحة للدرس والعمل مقابل مبلغ مالي رمزي.

كيف تحافظون على هذا التراث؟

٭ المحافظة على موجودات المكتبة هي احدى مهماتنا الأساسية، نقوم بها بمساعدة اختصاصيين في المحافظة على الآثار والمخطوطات من المعهد الوطني للتراث في فرنسا. اما فريق عملنا فيهتم من جهته بالمحافظة الوقائية.

وأيضا نعتمد الرقمنة سبيلا للمحافظة على موجوداتنا. وهي عملية متواصلة لأن الموجودات قابلة دائما للتجدد والازدياد. ونحن على يقين ان القديم يفقد من قيمته اذا لم يكن هناك استمرارية.

هل تقود الرقمنة المكتبة الشرقية الى العزلة؟

٭ هذا المكان له قيمة معنوية ورمزية لدى الباحثين. التواجد هنا بين جدرانها يعني لهم الكثير. لا يمكن لباحث في تاريخ لبنان مثلا ان يكتفي بالمراجع والكتب: الانغماس في الإطار الحقيقي للبحث ضروري، وكذلك التفاعل مع باحثين آخرين والتعرف الى اهل البلد. المكتبة الشرقية تجربة انغماسية تتخطى الكتب والمخطوطات والصور الموجودة فيها. ويحصل الباحثون هنا على مساعدة فريق عملنا المتخصص والمواكبة قبل البدء بالبحث، خلاله وبعده. التحضير والمراسلات بين الباحث وفريق العمل يبدأ قبل أشهر من قدوم الباحث الى المكتبة. وتجدر الاشارة هنا الى ان أمناء المكتبة الشرقية ليسوا موظفين جالسين خلف مكاتبهم، بل هم حاضرون في كافة ارجائها يتواصلون مع الطلاب والباحثين للمساعدة وللتوعية على اهمية التراث الذي تتضمنه المكتبة الشرقية. يخرج الطالب احيانا من هنا وقد وصل به الانبهار حد القول: اريد ان أصبح عالم آثار او مؤرخا، علما ان هذه المهن ليست «على الموضة» في يومنا هذا.

وماذا عن الاضرار التي خلفها انفجار 4 آب؟

٭ بفعل عجائبي، لم تتأذ المجموعات! لحقها بعض الغبار وشظايا الزجاج فقط. اما المبنى المدرج على لائحة التراث (تحت اشراف المديرية العامة للآثار) فتضرر، وقد استطعنا إعادة ترميمه بدعم من التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع وجمعية «عمل الشرق».

ما خطتكم لجذب عامة الناس الى هذا الصرح العريق؟

٭ نعمل على سلسلة نشاطات ثقافية بدأت بأمسية شعرية تكريمية لذكرى الشاعر أنسي الحاج بالتعاون مع «مهرجان بيروت الفني السينمائي» فاضت خلالها قاعة ليلى تركي بمحبيه الذين تجمهروا وقوفا وجلوسا في الداخل وفي الخارج ولم تثنيهم الهزة الارضية التي وقعت في بداية الامسية عن البقاء حتى النهاية والاستمتاع بعرض شعري موسيقي يليق بروعة المكان. نريد ايضا ان نخلق حوارا بين الفن الفوتوغرافي الحديث ومجموعات الصور الموجودة لدينا من خلال معارض متنقلة بدعم من «مؤسسة بوغوصيان». من جهة اخرى، تستقبل المكتبة الشرقية طلابا وتلامذة في جولات موجهة لتعريف الاولاد والشباب على المكان. وكذلك نقدم لأساتذة التاريخ والجغرافيا عروضا تعليمية لإدخال عناصر من مجموعاتنا في الصفوف.

وكذلك نعمل على اعادة إطلاق موقعنا الالكتروني وصفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي لنكون على مسافة أقرب من الجمهور العريض.

كما نؤمن ان الاستثمار في الطاقم البشري لا يقل اهمية عن الاستثمار في المعدات والتقنيات الحديثة الضرورية لاستمرارية المكتبة. ولكننا في الوقت عينه نعاني من افتقار جامعات لبنان لاختصاص ترميم الكتب والصور مما يضعنا امام معضلة الحاجة الى مهارات ليست موجودة في لبنان. هذه مهن تحتاج الى الكثير من الصبر والتفاني والفضول وبالتالي لا تجذب جيل اليوم من الشباب.

جويل رياشي - الانباء

  • شارك الخبر