ليبانون فايلز - أخبار إقليمية ودولية أخبار إقليمية ودولية
مسار التطبيع التركي-السوري معطل..النظام يناكف أنقرة
الخميس ١٦ تشرين الثاني ٢٠٢٣ - 20:48
يبدو أن استكمال مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري بات بحكم المؤجل، وخاصة مع تركز الاهتمام على العدوان الذي يواصل الاحتلال الإسرائيلي شنّه على غزة.
وبينما كان يُتوقع من هذا المسار أن يجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام بشار الأسد، يقول واقع الحال إنه لا يسير وفق الخطة التي رسمتها روسيا، بدلالة غياب التصريحات التي تخص هذا المسار من المسؤولين الأتراك والنظام ومن موسكو الراعية.
استخدام أرمينيا!
وجاءت دعوة وزير خارجية النظام فيصل المقداد لدى استقباله وفد الجمعية الوطنية الأرمينية برئاسة هاكوب أرشاكيان الأربعاء في دمشق، لتركيا إلى التوقف عن تصعيد الأوضاع والصراعات في المنطقة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، لتعكس رغبة من النظام بمناكفة تركيا، وتؤكد الفشل في تجاوز العديد من الخلافات.
نقطة الخلاف الأبرز بين تركيا والنظام أن الأخير يصر على مطلب سحب القوات التركية من الشمال السوري، بينما ترى أنقرة أن هذا المطلب لا يمكن أن يتحقق مع بقاء الوحدات الكردية التي تقود قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركياً على حالها، وذلك يتطلب حلاً سياسياً شاملاً للملف السوري، لكن مع ذلك لا يمكن اختصار الخلافات عند ما سبق، حيث يبرز ملف اللاجئين السوريين.
ومن الواضح للباحث في السياسية الخارجية التركية والأمن في أنقرة عمر أوزكيزيلجيك أن طريق تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام كان مسدوداً منذ اليوم الأول، مؤكداً أن "غالبية التوقعات الوازنة كانت تستبعد حدوث أي تقدم".
ويضيف ل"المدن"، أن المفاوضات لم تبدأ إلا بسبب الانتخابات التركية والضغوط الروسية، وقبلت تركيا ذلك للحد من التصعيد مع روسيا بشأن الدعم التركي لأوكرانيا، مستدركاً: "لكن النظام لن يستطيع الاستجابة للمطالب التركية، ولا تستطيع أنقرة الانسحاب من سوريا أو إنهاء دعمها للمعارضة السورية".
مفاوضات كارثية
ومطالب تركيا، بحسب وسائل إعلام تركية، إنهاء من وجود حزب العمال الكردستاني وأذرعه في سوريا، والتقدم في المسار السياسي بمشاركة المعارضة، فضلاً عن تحديد محافظات سورية مثل حلب لإعادة اللاجئين بإشرافها.
وفي أيار/مايو، اجتمع وزير الخارجية التركية السابق مولود جاويش أوغلو بنظيره في حكومة النظام فيصل المقداد في موسكو، وأعلنت روسيا عن التوصل لخريطة طريق التطبيع بين تركيا والنظام، لكن أوزكيزيلجيك يصف المفاوضات ب"الكارثية"، ويقول: "إن طريقة تصرف وفد النظام صدمت الأتراك"، وذلك في إشارة منه إلى تمسك وفد النظام بمطلب إنهاء الوجود العسكري التركي "غير الشرعي"، وفق تعبير فيصل المقداد.
ويؤكد المعلومات التي أفصح عنها أوزكيزيلجيك ل"المدن"، هجوم بشار الأسد على أردوغان بعد أيام من اجتماع موسكو، واتهامه له بأنه يحمل "فكراً توسعياً من الحقبة العثمانية"، وذلك خلال الكلمة التي ألقاها في قمة جدة وهي المشاركة الأولى له بعد إعادته للجامعة العربية.
وعن ذلك يقول الباحث التركي إن النظام السوري لا يفوت أي فرصة لانتقاد تركيا، كما حدث في قمة جدة، والآن في الاجتماع مع الوفد الأرميني. ويضيف "تظهر هذه التصريحات أن النظام لا يعتبر الولايات المتحدة أو وحدات حماية الشعب مصدر التهديد الأول لسوريا، بل تركيا والمعارضة السورية".
وفي أيلول/ سبتمبر، قال الرئيس التركي أردوغان إن النظام السوري "لا يتبنى نهجاً إيجابياً تجاه تطبيع العلاقات" مع بلاده، معتبراً أن تطبيع العلاقات "ممكنٌ إذا تحقق تقدم في مجال مكافحة الإرهاب، والعودة الآمنة والطوعية للاجئين، إضافةً إلى المسار السياسي".