hit counter script

أخبار محليّة

المفتي قباني: اغتيال الحريري كان نقطة بداية العبث بأمن لبنان والمنطقة

الأحد ١٥ شباط ٢٠١٦ - 12:15

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رأى المفتي السابق للجمهورية محمد رشيد قباني، في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، ان "إحدى عشرة سنة منذ الرابع عشر من شهر شباط 2005م، مرت سريعا على غياب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، رحمه الله تعالى، مثل سنا البرق الذي يخطف بالأبصار، وخسر لبنان والعرب والمسلمون في رفيق الحريري منذ ذلك اليوم، قيادة حكيمة شجاعة ذات معرفة ودراية واسعة بالسياسات ودهاليزها وألاعيبها لبعد نظره وما يجري في وطنه وفي الخارج منها، كان يسلك في كل القضايا، رحمه الله تعالى، على أرض ذات أشواك صابرا وشجاعا من أجل لبنان وشعبه، لم يتخذ رحمه الله تعالى قرارا نهائيا في قضية دينية إسلامية إلا بعد التشاور معي في دار الفتوى، كأخ صادق وكمرجع ديني للمسلمين، تارة مباشرة في جلسات لقائنا، وتارة عن طريق أحد مستشاريه أحيانا رحمه الله تعالى".

اضاف: "إن غياب الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو تاريخ اغتياله في أكبر جريمة إرهابية عرفها لبنان ودنيا العرب والعالم، لقد فجر المجرمون الأرض من تحت موكبه ومن حوله بأطنان المتفجرات حتى يتحققوا من القضاء عليه ورفاقه تمزيقا وحرقا بالنار والبارود، وتشهد الحقيقة بأن الأيادي التي خططت وكلفت وجهزت موقع التفجير والاغتيال وقامت به، ليس عندها ذرة من دين أو إنسانية أو خوف من الله الذي لا يضيع مثقال ذرة من عدل وعقوبة يقتص بها من المجرم واحدا كان أو أكثر، في قريب أو بعيد، ومن يعشير، "ولا تحسبّن الله غافلا عما يعمل الظالمون*إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار".

وتابع: "والناظر المفكر المتابع للأحداث التي تلت استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري منذ اغتياله إلى يومنا الحاضر وأهواله وجرائمه السياسية والمدنية والعسكرية والإنسانية التي يشهدها لبنان والمنطقة العربية من حوله، يستطيع أن يدرك أسباب ذاك الاغتيال وأبعاده، وتداعياته التي تتوالى من تاريخ اغتياله إلى اليوم وما بعده في أبشع مذابح سياسية ومذهبية في المنطقة العربية، تبريرا للتدخل الأجنبي على أنواعه وبسط سيطرته على المنطقة العربية وتقاسم النفوذ فيها، بحجة القضاء على الإرهاب الذي اصطنعوه وجندوه وجهزوه ودفعوا به إلى الميادين ليكون "لعبة العدو الافتراضي الذي لا بد منه لتبرير التدخل الأميركي والروسي، وشن الحروب التي تحقق أهدافهم ومصالحهم الأجنبية".

وقال: "لذلك فإن حجة الحرب على الإرهاب التي أطلقها الرئيس الأميركي "بوش" عقب لعبة تدمير البرجين عام 2001م، هي كحجة القضاء على أسلحة الدمار الشامل المزعومة والكاذبة في العراق، سواء بسواء حتى يحتلوا العراق، وهم في الحقيقة والواقع يدمرون شعوب وبلدان المنطقة العربية وقيمها وحضارتها من أجل مصالحهم، دمر الله عليهم".

واكد ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان يدرك أبعاد هذا المخطط الدولي لتقسيم واقتسام المنطقة القديم الجديد الذي لم يكن خافيا إدراكا واعيا، والمخاطر التي تتهدد لبنان والعرب مستقبلا عند نشوبه، فكان أن بدأت الدول بتنفيذ مخططاتها لتجزئة بلاد العرب وتقسيمها طائفيا ومذهبيا بحجج تدمير الإرهاب الذي اصطنعوه أيضا باغتيال رفيق الحريري، وباغتياله دخلت المنطقة العربية في سلسلة ما نشهده اليوم في لبنان وفي المنطقة العربية على السواء".

اضاف: "لقد كان اغتيال رفيق الحريري بشخصه ورمزيته القيادية الصادقة نقطة البداية لمن أراد العبث بأمن لبنان واستقراره وأمن المنطقة العربية واستقرارها وغرس الإرهاب فيها، ورسالة من مجرمي الحروب لكل من ينتهج نهج رفيق الحريري في الاعتدال وسياسة التقارب والتعاون واحترام الاختلاف، وفحواها بأن الزمن القادم هو للعبة التطرف والإرهاب والاقتتال ومحاولة إلغاء الآخر وطمس كل رأي مخالف، وأن لا مكان للانفتاح والعيش المشترك والتعددية في المجتمع اللبناني والعربي بسلام، حتى ظهر للجميع أن أغلب المشاريع السياسية المطروحة في لبنان والعالم العربي هي مشاريع آحادية لا تتقبل سوى نفسها، ومعادية لغيرها ولكل من خالفها، لأن الأجنبي لا يستطيع أن يسيطر ويتقاسم السيطرة وبسط النفوذ إلا في هكذا أجواء في المنطقة العربية لمصلحته ومصلحة إسرائيل على السواء".

وختم قباني: "في ذكرى اغتيالك أيها الرئيس الشهيد، نفتقدك سياسيا حكيما وشجاعا، وأخا عزيزا غاليا، عشنا معه حقبة تشاركنا فيها حلم الشهيد رفيق الحريري لكل لبنان بكل طوائفه، ولبيروت بالذات، وعشنا معه حلمنا لدار الفتوى في الجمهورية اللبنانية وللمسلمين، فكان خير ناصح في أصعب الأيام التي مر بها لبنان حتى اغتاله المجرمون واغتالوا معه كل المعاني الحضارية التي حملها بأمانة ومحبة، وأخلص لها وتمناها للبنان وللبنانيين وللعرب وللمسلمين جميعا، فهل سيهنأ الذين اغتالوه يوم يعض الظالم على يديه؟. رحم الله تعالى الرئيس الشهيد رفيق الحريري شهيد كل لبنان والمسلمين منهم خاصة، ووفقنا جميعا للعمل لما فيه خير لبنان واللبنانيين بعيدا عن التنافر والاختلاف الحاصل، حتى لا يخسر اللبنانيون أنفسهم، ويخسرون جميعا وطنهم لبنان، فهل سيفعل اللبنانيون يا ترى؟ أو هل هم قادرون على فعله وهم عاجزون حتى الآن عن انتخاب رئيس لبلدهم بحجج تربصية ببعضهم؟ والفتن تجتاحهم بما كسبت أيديهم كقطع الليل المظلم؟اللهم سلم".

  • شارك الخبر