hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

قلق غربي من التداعيات السورية على لبنان

الأحد ١٥ شباط ٢٠١٦ - 07:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تبدي غير جهة خارجية قلقها من انعكاس التطورات الميدانية الدراماتيكية في سورية على الداخل اللبناني، لاسيما لجهة تزايد أعداد النازحين السوريين الذين تدفقوا إلى الحدود التركية في المناطق الشمالية، وتطرح الأسئلة عن مفاعيل كل ذلك على علاقة النازحين السوريين إلى لبنان، بـ «حزب الله» في حال أدت التطورات إلى إطالة الحرب في سورية وبالتالي إقامة هؤلاء النازحين على أرضه.
وإذ رصدت «الحياة» قيام عدد من الديبلوماسيين الغربيين بطرح الأسئلة في هذا الصدد على عدد من السياسيين اللبنانيين لاستكشاف الأخطار المحدقة بتلك العلاقة وآثارها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، فإن المعطيات تفيد بأن القادة الأوروبيين أخذوا يعتبرون أن الاندفاعة الروسية التي سترمي بمزيد من المهجرين إلى بلدانهم عبر تركيا، في المرحلة المقبلة قد تفضي إلى تقويض أسس الاتحاد الأوروبي نظراً إلى المشاكل التي ينتجها تدفق هؤلاء إلى بلدانه.
ويشترك ديبلوماسيون أوروبيون في الاستنتاج بأن السوريين الذين نزحوا أخيراً في الشمال السوري يهربون من قوات نظام الرئيس بشار الأسد، وبالتالي لن يعودوا إلى قراهم وبلداتهم التي نزحوا منها والتي احتلتها قواته أو ستحتلها، للسبب نفسه، وهذا سبق أن حصل في القرى التي سبق أن احتلها «حزب الله» (والتي يمكن أن يحتلها في سورية عبر مشاركة قواته في الحملة الأخيرة)، بدليل أن الذين فروا من بلدة القصير التي سيطر عليها الحزب (عام 2013) لم يعودوا إليها إلى الآن، ومعظمهم يتواجد في لبنان.
ويرى هؤلاء الديبلوماسيون أن «تفاقم أزمة النازحين سيبقي احتمالات الثأر عندهم بسبب استمرار تهجيرهم. وهذا ما يطرح المخاوف من انعكاس ذلك على لبنان و»حزب الله» وبالتالي وجب التهيؤ لإدارة أزمة اللاجئين على المدى البعيد لأن الحل ليس قريباً». وتنسب الأوساط الديبلوماسية الأوروبية هذه المخاوف إلى «تقديرات ومؤشرات». وتعتبر المصادر الديبلوماسية الغربية بأن جهود حماية لبنان من التداعيات السورية يجب أن تستمر بدءاً بالحض على ملء الفراغ الرئاسي الذي يؤثر في المؤسسات كافة.
ويقول مصدر فرنسي «إننا ندرك أن هناك من يرى أن لا حل في لبنان من دون حل في سورية وأن بعضهم يقول حتى أنه يجب انتظار الانتخابات الرئاسية الأميركية، لكن ليست هذه مقاربتنا، ونعتقد بأن هناك فرصة للبنان بأن يعالج مشاكله في شكل مستقل عن الأزمة السورية، وأنه يمكن وضع تصور لسلة من الأمور تشمل الاتفاق على الرئاسة وهذا لا علاقة له بالأزمة السورية».
ويشير المصدر نفسه إلى أنه بالنسبة إلى أزمة النازحين حقق مؤتمر لندن نتائج فأعلن وزير الخارجية (السابق) لوران فابيوس رفع مساعدات فرنسا إلى بليون يورو سيوجه جزء منها إلى لبنان، والخطر الاقتصادي على لبنان جزء من المخاوف بسبب عبء النازحين وخسارة التصدير عبر سورية والسوق السورية، وعلى الصعيد الأمني يجب الانتباه من الانزلاق، فالحرب في سورية تقع على بعد 60 كيلومتراً. صحيح أن الأطراف اللبنانية لا تريد حرباً، لكن المشكلة هي في أن يقوم فريق ما بحسابات خاطئة تؤدي إلى وضع متفجر».
ويقول المصدر رداً على سؤال إن فرنسا «لم تصب بتعب من أزمة لبنان وأنها الدولة التي تطرح الأزمة اللبنانية أكثر من غيرها في المناسبات الدولية، آخرها أثناء لقاء الرئيس فرانسوا هولاند مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، ووزير الدفاع جان إيف لودريان التقى أول من أمس الرئيس تمام سلام، كذلك أمس اجتمع به رئيس الحكومة مانويل فالس، وسبق للرئيس أن التقى (زعيم تيار المستقبل) الرئيس سعد الحريري وهناك اتصالات متواصلة ونحن نهتم لوضع لبنان لأنه لبنان، ولأن إيجاد حل للأزمة اللبنانية سيبعث برسالة جيدة إلى المنطقة التي تتعرض لحرائق يعمل المجتمع الدولي على إطفائها، بأنه نموذج لإيجاد الحلول للأزمات ولأن الجميع يعتقد بضرورة حماية لبنان».
ونفى المصدر ما تردد عن أن فرنسا أصيبت بخيبة أمل من عدم نجاح التسوية التي طرحها الحريري بانتخاب رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية للرئاسة لا سيما بعد اتصال الرئيس هولاند بفرنجية، قائلاً: «نحن اهتمينا، وهذا هو التعبير الدقيق لموقفنا، بحوار الحريري - فرنجية لأنه كان يشمل احتمال اتفاق على سلة والرئيس هولاند عندما التقى الحريري ثم حين هاتف فرنجية قال إن فرنسا تدعم أي اتفاق لبناني وفقا لمبدأين: تحييد لبنان عن الأزمة السورية، وأن يشمل التوافق الفرقاء الآخرين». وأكد أن زيارة هولاند لبنان التي كان أعلن نيته القيام بها «متوقفة على أن تكون مفيدة وعلى تضافر شروطها التي لم تتوافر، ولذلك هو ينتظر كي تتوافر هذه الشروط وكي تكون مفيدة».
وعما تتوقعه باريس من نتائج مناقشة أزمة الرئاسة اللبنانية مع الرئيس روحاني قال المصدر لـ «الحياة» إن هناك «ترقباً لاستمرار الاتصالات ونتائجها. ومن المعروف أن الجانب الإيراني يقول إن الحل على عاتق اللبنانيين وإنه يفترض أن يتفق المسيحيون». وعما تردد بأن المسؤولين الإيرانيين يؤيدون زعيم «التيار الوطني الحر» طالما «حزب الله» يدعمه للرئاسة اعتبر المصدر أن «الافتراض هو أنهم منشرحون لعون وفرنسا ليست ضد. وسبق أن اعتبرنا أن اتفاق عون و (رئيس حزب القوات اللبنانية سمير) جعجع مهم لأنه يجمع فرقاء مسيحيين والرئاسة للمسيحيين، لكن الرئاسة مسألة وطنية أيضاً وليست لهم وحدهم، ويجب تمتين هذا الاتفاق مع الفرقاء الآخرين. هل هذا الاتفاق يمكن أن يوحّد الفرقاء الآخرين عليه؟ لا يبدو ذلك».
ويشدّد المصدر الفرنسي على أن جهود بلاده مع إيران حول لبنان «ليست تفاوضاً على اتفاق حول الرئاسة. نحن لا ننوي كتابة اتفاق مع طهران لنقول للبنانيين هذا هو الحل. ليست هناك مبادرة فرنسية - إيرانية. إننا نسعى إلى خلق ظروف مواتية ووضعية ملائمة، عبر دعم مبادئ يرتكز إليها حل، يسمح بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة باتفاق يحصل هنا بين اللبنانيين. و(الأمين العام لحزب الله السيد حسن ) نصر الله طرح سابقاً التوصل إلى سلة لكنه عاد فعدل عن ذلك وواضح أن الحزب غير مستعجل ونوابه لا يذهبون إلى البرلمان. بعضهم يقول إن الحل في طهران والآخر يرى أنه في الرياض... بالنسبة إلينا يجب أن نعرف حدودنا وقدراتنا. لا يمكن أن نعقد اتفاقاً بالنيابة عن الآخرين». وشدد على أن لبنان «اختبار في الإطار الإقليمي حيث الحروب هي الغالبة. نعتبر أن لبنان قابل لحصول تسوية».
ويقول المصدر نفسه رداً على سؤال: «لا أحد يتكلم عن مرشح ثالث. لكن بالتعريف السياسي، يقتضي التوصل إلى حل، ألاّ يكون هناك رابح، وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك منتصر».
وليد شقير - "الحياة"

  • شارك الخبر