hit counter script

مقالات مختارة - رولا عبدالله

شباط لن يموت

الأحد ١٥ شباط ٢٠١٦ - 06:52

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

المستقبل
بين شباط والرئيس الشهيد رفيق الحريري حكاية ترجع الى منتصف التسعينات، يوم سأل عن أكثر أشهر السنة ركوداً، جاءه الجواب: «شباط شهر ميّت«، فكان ردّه: «فلنحييه».

ولم تتأخّر محاولات الإنعاش، برغم تعرّض البلد لأكثر من عدوان إسرائيلي أتى في التسعينات على الجسور والطرقات والكهرباء، فإذا بشباط من العام 1997 يكرّس ولادة أوّل مهرجان للتسوق والسياحة في لبنان مسجلاً نقلة نوعية في استعادة بيروت مكانتها كمركز للسياحة على مستوى المنطقة وكذلك باقي المناطق اللبنانية، لتقفز الأرقام الى: «نصف مليون زائر في شارع الحمراء يومياً، مئتا ألف زائر في فرن الشباك، أربعمئة ألف زائر في الكسليك، مئة وخمسون ألف زائر في الأشرفية...».

وكرّت سبحة محاولات النهوض بالاقتصاد إلى أن تعدى الدخل السياحي للفنادق خلال عهد حكومة الرئيس الشهيد الأخيرة الـ76 مليون دولار وقدرت قيمة الاستثمارات في مختلف القطاعات السياحية عام 2005 بنحو 3 مليارات دولار، وتضاعفت الودائع لدى مصرف لبنان من 7 مليارات دولار في العام 1992 الى 30 ملياراً في العام 1998... إلا أن كل هذه الأرقام والإنجازات علقت شوكة في عين أطراف لم تطربها فكرة النهوض بالبلد أو تحريره من التبعية الاقتصادية والسياسية، فكان رد الرئيس الشهيد على تلك المحاولات في الأول من شباط من العام 2002 خلال حفل إطلاق مهرجان «عيش لبنان» بالآتي: «إنّ محاولة تيئيس اللبنانيين من وطنهم ومحاولة إفقادهم ثقتهم بالبلد لن تنجح. لقد مررنا بظروف صعبة. وكانت الدول قد تخلّت عنا، وأقفلت السفارات في بلادنا واستعرت الحرب، وكان القتل والدمار أمر يومي ومع ذلك لم يفقد اللبنانيون ثقتهم بوطنهم وإيمانهم بالله. من أجل ذلك أعيد بناء لبنان، ومن أجل ذلك سنستمر في بناء لبنان وسنستمر في حفز اللبنانيين على التقدم».

في كانون الثاني من العام 2005، شكّل إعلان وزير السياحة إرجاء شهر التسوّق والسياحة في شباط بداعي عدم توافر الإيرادات اللازمة، طعنة مؤلمة للرئيس الشهيد الذي أحب بلده إلى حدود أنه نجح في نفخ الحياة في الشهر «الميّت»، وكانت تلك الطعنة بداية مرحلة مهّدت لواحدة من محاولات الاغتيال المعنوي للرئيس الشهيد رفيق الحريري وصولاً إلى حكاية «إبريق الزيت»، ومن ثم الحقد الذي انفجر في الرابع عشر من شباط يوم غاب بالجسد وانتظمت الذكرى لا لتخبر حكاية شهر فحسب، وإنما لتجدد الإيمان بأن ثمّة حكايات لا يقوى عليها الموت ولا النسيان ولا كل محاولات طمس الذاكرة والتغريب. 

  • شارك الخبر