hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

علوش من حلبا: تناسينا سلاح حزب الله ووجهنا قوانا ضد بعضنا بعضا

السبت ١٥ شباط ٢٠١٦ - 20:36

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظم اقليم عكار في حزب "الكتائب اللبنانية"، ومنسقية "تيار المستقبل" في منطقة الجومة السهل الشفت- عكار، ندوة سياسة بعنوان "مشروع لبناني"، في قاعة المطالعة والتنشيط الثقافي في بلدية حلبا، تحدث فيها عضو المكتب السياسي ل"تيار المستقبل" الدكتور مصطفى علوش وعضو المكتب السياسي لحزب "الكتائب" سيرج داغر، في حضور النائبين نضال طعمة ورياض رحال، محافظ عكار المحامي عماد اللبكي، الشيخ خالد اسماعيل ممثلا مفتي عكار الشيخ زيد زكريا، الاب نايف اسطفان ممثلا المطران باسيليوس منصور، منسقي "تيار المستقبل" في عكار خالد طه وعصام عبدالقادر، منسق حزب "القوات اللبنانية" في عكار الدكتور نبيل سركيس، محافظ "الجماعة الاسلامية" في عكار محمد هوش، رئيس مالية عكار كارلوس عريضة ممثلا باسامة الزعبي، رئيس دائرة كهرباء عكار غسان خوري، رئيس اتحاد روابط مخاتير عكار زاهر كسار، امين سر مجلس "حقوق عكار" خالد الزعبي، رؤساء بلديات ومخاتير ومحازبين.

بعد النشيد الوطني، القى رئيس اقليم حزب "الكتائب" في عكار روبير نشار كلمة، رحب فيها بالحضور، ودعا إلى الوقوف دقيقة صمت حدادا على "روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الذكرى ال 11 على اغتياله"، موجها التحية إلى "أرواح الشهداء: بيار الجميل، جبران تويني، انطوان غانم، محمد شطح، اللواء وسام الحسن وشهداء ثورة الارز"، معاهدا على "الاستمرار بالنضال دفاعا عن سيادة واستقلال لبنان ولتحقيق العدالة مهما طال الزمن".

ثم تحدث علوش مستهلا مداخلته بالقول: "انه الرابع عشر من شباط، فالجرح اليوم اندمل واصبح مجرد ذكرى من قبل من نسوا واخرين لم ينسوا، ولكن تاقلموا، وبقيت قلة تتحسس ندبة الجرح في كل يوم وفي كل محطة، فهؤلاء الذين لم ينسوا رفيق الحريري بقيت صوره في بيوتهم، اكثر بكثير من مجرد ذكرى لعزيز راحل، انهم الحالمون بوطن على شاكلة حلم رفيق الحريري، هم الساعون الى الفرح والمستقبل الامن، وهم الذين لم يتمكنوا من التسوية مع التطرف، وهم انفسهم من يرون كيف يتشارك من احب ومن كره رفيق الحريري اليوم في قتله في ذكراه الحادية عشرة، وهم ايضا من يعانون من عناد مرضي، بأن لا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر".

وإذ لفت الى ان "مرجعية رفيق الحريري ووجوده في حياتنا وقضية اغتياله، تشكل لنا معالم طريق معنوية واخلاقية وانسانية وسياسية"، أكد أن "هناك 4 ركائز مترابطة ومتشابكة كانت تشكل نهج رفيق الحريري وهي:
1- حرية المبادرة والسعي والابداع والفكر والمعتقد التي تقف عند حرية الاخرين.
2- قانون تعاقدي مدني يرعى الحريات، ويضع الحدود لتماسها كما انه يلزم الحاكم برضى المحكوم من خلال العملية الديمقراطية، التي تحافظ على حقوق الاقليات السياسية وغير السياسية. ويلزم الحاكم بقواعد وضوابط مؤسساتية تمنعه من التسلط او مخالفة القانون حتى ان كان برضى المحكومين.
3- تكافل اجتماعي تحت سلطة القانون يعطي الفرصة للجميع للعلم والعمل والرعاية والتطوير، كوسيلة وحيدة للتخفيف من حدة الفروق الاجتماعية، وبالتالي الحفاظ على النمو والاستقرار.
4- السلام كهدف اسمى بحد ذاته، وهو الضمانة الاهم لصون الحرية والقانون وتامين التكافل الاجتماعي لان الحروب تلغي كل القوانين".

وقال: "في ذكراه اليوم نقول لا بد من العودة الى الثورة الكبرى، التي اطلق استشهاده شرارتها. ان يوم الرابع عشر من اذار المجيد، ولا اظن ان هذه المبادئ العامة تحتاج لصفة طائفية او هوية مذهبية، لكي تكون برنامجا وطنيا عاما، يمكنه ان يعبر الحدود الاسطورية والوهمية بين اللبنانيين، منذ ان بدا حلم المثلث الرحمات البطريرك الياس الحويك بالتحقق يوم اعلان لبنان الكبير"، لافتا الى ان "هذا التاريخ المثقل بالهواجس الممزوجة بالاحلام، ليس محصورا بطائفة دون اخرى. فالمسيحيون مهجوسون بالحرية والامان، والمسلمون مهجوسون بمنعة وقوة الامة ووحدتها...هواجس هواجس، لا وطن لها، فالهواجس لا تصنع الاوطان، ولا يمكن انشاء وطن لمجرد علاج الهواجس".

ومستعرضا التاريخ القريب والبعيد، قال: "لقد تمادينا في اهمال الحالة الشاذة، التي ضربتنا منذ نشأتنا، وسميناها تعددية، في حين انها مرض تقسيمي. وظننا تفاؤلا، ان يوم 14 اذار كان بداية تحول رعايا الطوائف في لبنان الى مواطنين لبنانيين، لكن سرعان ما زال سحر ذلك اليوم التاريخي، وعدنا الى نغمة الهواجس الطائفية والاحباط الطائفي والتهميش الطائفي والاستقواء الطائفي والتعسكر المذهبي والهيمنة المذهبية".

وخلص الى القول: "تناسينا سلاح حزب الله، لعجزنا عن مواجهته، ووجهنا قوانا ضد بعضنا بعضا، في حين ان السلاح غير الشرعي، هو سالب كل شيء بتهديده المستمر لحقوق الجميع في السياسة والاستقرار والامان الاجتماعي، وبغباء حطمنا كل الاحلام التي بنيناها في اذار، وهدرنا كل الدماء التي بذلها شهداء لم تفرقهم طوائفهم، اعتقدنا انها ستكفر عن خطايانا الاصلية، لنقوم في اليوم الثالث مواطنين فقط، من دون طوائفنا"، معتبرا أنه على "قيادة 14 اذار اليوم، ان تعود عن المشاريع المرتجلة المسماة مبادرات لا جدوى منها، الا احباط الناس، واشعارها بالغثيان والضعف، وعلينا العودة فقط الى ثورتنا المجيدة، التي احدثت المعجزة في العام 2005، وخلقتنا امة موحدة بهاجس واحد اسمه الحرية والمواطنة".

ثم كانت مداخلة لداغر، استهلها بالترحيب بالجميع، معرفا بالفكرة "التي دفعت بالاساس لعقد هذا اللقاء، لشرح مشروع حزب الكتائب، وهو مشروع لبناني. وحول افكار حزب الكتائب، وماذا يريد في هذه الاوقات، وكانت افكارنا تتجه دائما نحو كلام مبسط واضح، نتبادل الافكار والرؤى مع اصدقائنا في تيار المستقبل، ومع اصدقائنا الحاضرين، وما قاله الدكتور علوش اليوم هام للغاية".

وقال: "ان النقاش الصريح هو الطريق الاسلم نحو بناء الدولة، اذا كنا مقررين ان نبني دولة، والا فان التكاذب على بعضنا بعضا واضحة نتائجه المبهرة، التي تحققت خلال المئتي سنة الاخيرة، وما وصلنا اليه اليوم من واقع معروف".

اضاف "لماذا اسمينا المشروع: مشروع لبناني؟ اولا لانه ليس مشروعا شخصيا، يعني اننا في حزب الكتائب، لا نريد ان يكون عندنا رئيس حزب مفدى، اذكى من الجميع، وهو دائما على حق، وهو الافهم دائما منا جميعا، وليس هدفنا ابدا، ان يكون رئيس الحزب مرشحا ليكون رئيسا للجمهورية في لبنان، وان يكون اهم زعيم في لبنان. نحن الان في حزب الكتائب، نفتش ونبحث عن فريق عمل، عنده القدرة والرغبة والجراة ان يناقش وان يكون هناك زعيم اقتنع بان لا يكون زعيما، وان يعود انسانا عنده القدرة على الاستماع والمناقشة والحوار، ونصل معه الى قرار مشترك، ولا اعتقد بان قياداتنا اظهرت في العشرين سنة الاخيرة، انها اذكى من شعبنا، او اذكى من مسؤولينا ونوابنا".

وأكد أن "الرئيس الذي لا يريد ان يسمع، هو لا يجب ان يكون رئيسا، الا على نفسه، ولقد اظهرنا هذا الشيء في الاستحقاق الرئاسي، لان رئيس حزبنا السابق، كان من المفترض ان يكون مرشحا، ونحن في الحزب، كما هو معلوم، لم نصر ولم نتمسك ولا للحظة واحدة بالترشيح، وذهبنا الى تاييد الدكتور سمير جعجع، الذي كان هو مرشح 14 اذار، ولم يكن لدينا اي اشكال بهذا المعنى. اما الان فلدينا اشكال في انتخاب غير الدكتور جعجع، لاننا نختلف معه بالسياسة، وهذا كلام سنحدث فيه لاحقا. لكن الاكيد ليس تمسكا باي مركز معين".

ورأى أن "فترة تاليه السياسيين، يجب ان تنتهي باسرع وقت، ومفهوم الزعامة والعظمة يجب ان ينتهي باسرع وقت، ذلك اننا في العام 2015، ولسنا في العام 1800. واي شاب موجود في هذه الصالة مطلع اكثر بكثير من السياسيين، وقادر ان يحلل ويبدع ويعطي رايه، ولاجل ذلك نعم المشروع هو لبناني وليس شخصيا. هو مشروع لبناني لانه ليس مشروعا طائفيا، وانا مسرور جدا، ان يكون هناك اجتماعا كتائبيا في حلبا، ونبحث ككتائبيين وكتيار المستقبل، وفي هذا الحضور الغني المتنوع مشاريع وطروحات فكرية وسياسية ووطنية، وهذه كلها ثمار ونتائج لثورة 14 اذار وتفاعلاتها الحية، حيث هناك تفاعل كبير بيننا وبين مختلف القوى السياسية، ومع الجماعة الاسلامية ثمة نقاش متواصل نكتشفهم ويكتشفونا. وهذا امر ما كان ليحصل قبل 14 اذار، وفي كل مرة نفتح هكذا حوارات نكتشف اننا نشبه بعضنا اكثر بكثير، مما نحن نفكر".

وقال: "لم يعد مقبولا ان يكون حزب الكتائب، مجرد حزب مسيحي يطرح امورا وطنية، لانه من غير الممكن ان تجلس وتفكر بنفسك، وتجترح حلولا لنفسك ولغيرك، ولكي تصل الى حل وطني عليك ان تفتح نقاشا وطنيا. من هنا نحن فخورون جدا ان هناك اقبالا كبيرا، هذا احد اهدافنا، لانتساب اشخاص من طوائف اخرى الى حزب الكتائب، وهذا امر ممتاز وبات من غير المقبول ان يبقى كل واحد منا في مربعاته الطائفية، وعلينا ان نفكر معا، وان لا يفرض كل واحد منا افكاره على غيره".

أضاف "حزب الكتائب اليوم، ليس طموحه ان يبقى حزبا مسيحيا، يأتي من منطلق مسيحي ليناقش مع الاخرين، ونحن طموحنا ان نكون حزبا وطنيا، ومن هذا المنطلق نفتح النقاش مع الاخرين وهذه ليست بالخطوة السهلة، وعلينا ان نتحلى بالجراة والشجاعة، ونحن لسنا حزبا طائفيا، وليس لدينا مشروع طائفي، ونحن ايضا لسنا مشروعا اقليميا ولا دوليا ولن نكون، ونحن لبنانيون وطنيون"، مشيرا إلى أن "هناك الكثير من اللبنانيين مؤمنين بلبنان اولا، ويمارسون هذا الامر يستشهدون لاجل ذلك، ويناضلون في هذا السبيل، مثل كثيرين من قيادات 14 اذار، ولكن هناك بعض الناس الذين يقولون بلبنان اولا، الا انهم ينضمون الى احلاف اقليمية وتحالف اقليات في المنطقة، وانا لا اعرف كيف يكون هذا الشيء جزءا من لبنان اولا، عندما يساعدون على بقاء نظام سعى لتدمير لبنان اولا، واننا نتطلع اليوم، ماذا يفعل بالسوريين، وننسى ماذا فعل في الاشرفية وفي زحلة وفي طرابلس، وننسى ماذا فعل في كل محل حل فيه، بحجة انه اليوم قد اظهر حرصه على الاقليات".

واكد ان "حزب الكتائب لا يرى نفسه مشروع اقليميا، ولا يريد ان يكون مشروعا اقليميا، ولا نرى ان هذا الدور على حزب الكتائب ان يلعبه اليوم. ولا يجوز كلما تخاصم طرفان اقليميان ان نتصارع نحن في لبنان لاجلهما او بسببهما. علينا ان نكون وطنييين اولا، وكيف بامكاننا ان نكون "مشروع لبناني" بامتياز، بتوسيع مساحة الحوار في ما بيننا، وبان نتصارح على قاعدة انتمائنا الوطني، ولما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين كل اللبنانيين".

 

  • شارك الخبر