hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

احمد قبلان: وحده التصالح والتسامح والتوافق ينقذ لبنان

الجمعة ١٥ شباط ٢٠١٦ - 12:17

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة أكد فيها "أن أولويات المواطن هي الضرورة الماسة لمعنى العدالة الاجتماعية، والعدالة الاجتماعية تعني رغيف المواطن، ودواء المواطن، والمقعد الدراسي، وفرصة العمل، والسلعة الرخيصة، والرقابة الصحية، وشبه مجانية الماء والكهرباء، ومجانية التعليم، والحق بسكن لائق، وقضاء نافذ غير مسيس، وأمن فاعل، ونقابات مستقلة وقادرة، ووزارة عمل شديدة النفوذ، ووزارة اقتصاد أقوى من وحوش السلطة، وبرامج اجتماعية وتقاعد، وضمانات أهلية وحكومية، وسياسات ضد البطالة والكوارث، وتداول للسلطة، وقانون انتخاب يتيح للمواطن التأثير الحقيقي، وإعلام بلا تمويل سلطوي أو سياسي، وشبكة مواصلات متنوعة تدعم وصل الريف بالمدينة، إلى ما هنالك مما هو حاجة ملحّة للمواطن ، ما يعني أن أغلب الشرق يعيش في غاب تنهشه الذئاب".

أضاف:"يعيش لبنان لحظات مصيرية، ويمر بمنعطفات خطيرة، ولكن الرهان يبقى على الجيش والمؤسسات الأمنية، وعلى المقاومة بما تقوم به وتبذله من جهود في مواجهة إسرائيل والإرهاب، وفي حماية الأمن القومي من أجل أن يبقى لبنان وطنا للجميع. وما يجري في هذا البلد تجاوز كل الخطوط، وأبطل كل النظريات العقلية والمنطقية، وبات لبنان بحاجة إلى معجزة تنقذه من هذا الغرق المتمادي، وهذا السقوط المدوي للدولة ولكل الساسة الذين بتسلطهم وتعنتهم وعنادهم أدخلوا الوطن ومواطنيه بدوامة مأساوية يستحيل تخطيها، طالما أن ما صرنا عليه من انحلال في السلوك السياسي، وانحطاط في المنسوب القيمي والأخلاقي، هو المستحكم بالقرار الوطني، والمتحكم بمفاصل اللعبة السياسية، ما يعني أننا أمام واقع تشوهت فيه المعايير، وتبدلت فيه المقاييس، وأصبح من الصعب جدا أن نصل إلى حلول وطنية تعيد الحياة إلى هذه الدولة التي تعيش ومؤسساتها حالة من الاهتراء الفعلي، وستكون عرضة للأسوأ، إذا ما استمرت هذه الطبقة السياسية تتعاطى العمل السياسي بذهنية التعطيل، وإفراغ المؤسسات، وإتقان لعبة الفساد والإفساد، ونهب المال العام، وإفقار الناس، وكأن المطلوب إلغاء الدولة وإسقاط ما تبقى منها".

وسأل قبلان:"لمصلحة من يجري كل هذا الاعتداء على الدولة، وعلى النظام، وعلى الدستور؟ ولحساب من يحتدم كل هذا الصراع، ويتعمق كل هذا الانقسام؟ أما آن الأوان كي ندرك جميعا بأن الخصومات والعداوات تقضي على لبنان الوطن والدولة؟ وأن التصالح والتسامح والتوافق وحده الذي ينقذ لبنان، ويثبت الدولة ويعيد لها الهيبة والحضور والدور. تتحدثون عن الدين العام وعن الصفقات أيها السياسيون، تصرحون بأن الدولة على شفير الإفلاس اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، تحذرون وتنبهون في كل المناسبات إلى خطورة الأوضاع الداهمة والتحديات الصعبة، ولكنكم لم تقولوا لنا يوما ما هي الحلول يا جهابذة السياسات الوطنية والدولتية. لقد أفلستم البلد وجوعتم الناس وأغرقتمونا بالنفايات، وهل يوجد في السياسة أفظع وأبشع مما تقترفون. ومما ترتكبون بحق لبنان واللبنانيين. تدعون أنكم ضد الطائفية وأنتم الطائفيون، تتظاهرون بالوطنية فيما أنتم مذهبيون ومناطقيون وفئويون. خافوا الله، وسارعوا إلى إيقاف هذا النهج الانتحاري، وهذه السياسات الكيدية. عودوا إلى المنطق الوطني، وانزعوا كل هذه الأقنعة، وتنازلوا عن كل المناصب والمكاسب من أجل المصلحة العامة التي وحدها تحفظ حقوق الجميع".

وأشار إلى أن:"الطائفية تدمر، والمذهبية تقسم، وسياسة الرهان والارتهان تسترهن البلد بما فيه ومن فيه، لذا ندعوكم لانتفاضة تقلب صفحة الخلافات والعداوات، وتفسح المجال أمام حراك وطني جامع يعيد القطار إلى سكة الحلول الوطنية التي تنقذ لبنان، وتجعله منيعا في وجه مؤامرات الفتنة ومشاريع التقسيم والتوطين، وتمهد لقيام دولة قوية ومؤسسات تراقب وتحاسب، وتضع البرامج الاقتصادية والخطط الإنمائية التي تحرر لقمة عيش اللبنانيين من سطوة وتسلط السياسيين".

وختم قبلان:"نحن بحاجة إلى حكومة لا تساوم على حقوق الناس، ولا تجعل منهم سلعة في بازاراتها السياسية، ولا تحملهم ما لا طاقة لهم به، من ضرائب وصفقات عشوائية، ومحاصصات على حساب صحة الناس وأمنهم الاجتماعي. فمعاناة المواطنين بلغت الذروة، والخوف كل الخوف من انفجار اجتماعي كبير لا يبقي ولا يذر". 

  • شارك الخبر