hit counter script

مقالات مختارة - جوزف الهاشم

لا عون... ولا «نور العين»

الجمعة ١٥ شباط ٢٠١٦ - 06:44

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الجمهورية

... والجلسة الخامسة والثلاثون لانتخاب رئيس للبنان العظيم، كانت أيضاً جلسة ظلماء، لا ضوء فيها ولا قمر... لا عون ولا «نور العين».
لا تفتشوا عن المرأة هذه المرّة، ولا تتذرعوا بالأقطاب غير المسيحيين وأَحزابهم الأربعة، إنها خطيئة الأقطاب الموارنة الأربعة... وإنّ كيدهم لعظيم.

إذا صحّ أن بكركي هي التي طوَّبت الأقطاب الأربعة قديسين رئاسيين، وحصرتْ بهم إرثَ السلالة المالكة، تكون بكركي قد شنَّتْ من حيث لا تدري «حرب إلغاء» على كل الطاقات المارونية البارزة، وضربت الحِرْمَ على مَنْ هُمْ أرقى وأنقى وأتقى من الأربعة القديسين الذين ظهرت عجائبهم الخارقة في هذه الدنيا قبل أن ينتقلوا الى رحاب الآخرة.

هذا هو المحلل السياسي عبد الرحمن الصلح يكتب في صفحة «قضايا» بتاريخ 14/1/2016: فيقول:

«... أليس من المعيب أن تُختصر الطائفة المارونية بأقطاب أربعة وحتى بأربعين، علماً أن الميزان السياسي لكل منهم يميل الى السيئات أكثر من الحسنات...؟»

وعطفاً على رأي الكاتب عبد الرحمن الصلح نقول: إنَّ «حسنات» هؤلاء الأقطاب من خلال الأحداث المتراكمة التي خاضوها أو التي صنعوها أو التي استغلوها، كانت كلها محكومة بالهواجس والهوس، وبالتفاعلات النفسية التي تطرح العلاقة الجدلية بين ما هو باطنٌ فيهم وما هو ظاهر.

إنّهم بفعل ترسّبات الحرب قد طوَّبوا أنفسهم بالقوة قادة للطائفة المارونية، وليسوا هم أقوياءها والأقوياء فيها ورافعي مجدها وأبراج العزّ... الموارنة كان حجمهم كبيراً في دولة لبنان الكبير بفضل دورهم الثقافي، لا بفضل عددهم، ولا بفضل زنودهم المفتولة بالإنتصارات العسكرية.

وحين راح دور الموارنة الثقافي يجنح نحو التقلّص، تقلّص معه حجمهم السياسي وحضورهم الوطني والتاريخي، وتحجّمت المناصب التي يشغلونها وشغَرت الرئاسات التي يرئسونها.

الفرسان الموارنة الذين تحولت السيوف في قبضاتهم الى خناجر، قد استغلتهم القبضات الحديدية لتجمع سيفين في غمد واحد، عبر ما قيل إنها تفاهمات جديدة وثنائيات تشابكت بها الأطراف المارونية فإذا ارتداداتها أخطر من التباينات، بما سببت من انقسامات جديدة هي أكثر ضراوة وأفدح شراً، ولا سيما على الموارنة.

أعجبتني مبادرة الرئيس نبيه بري الذي أرجأ جلسة الإنتخاب الرئاسية الخامسة والثلاثين الى ما بعد الظهر ليتسنى للمسيحيين وأقطابهم حضور القداس في إثنين الرماد، وخفي عنه، أنهم لو كانوا يمارسون الطقوس الدينية لحضروا «قداس» جلسة الإنتخاب، ولكانوا إتَّقوا التجارب الشريرة بما يسمعونه في القداديس، وارتشدوا بما يرددونه في صلاتهم كل يوم... أبانا الذي في السماوات، لا تدخلنا في التجارب ولكن نجنا من الشرير... أمين.

1 - «نور العين» صفة أطلقها السيد حسن نصرالله على النائب سليمان فرنجية.
 

  • شارك الخبر