hit counter script

الحدث - ملاك عقيل

حين "يقاتل" زهرا... من أجل ميشال عون!

الجمعة ١٥ شباط ٢٠١٦ - 06:22

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إذا كان ترشيح سمير جعجع لميشال عون، قبل أشهر خلت، كان يعتبر من سابع المستحيلات، فإن القول آنذاك بأن النائب انطوان زهرا هو الفدائي الاول في "القوات اللبنانية" الذي قد يطرح اسم "الجنرال" لرئاسة الجمهورية ويفاتح به "حكيم معراب" هو من ثامن المستحيلات...
لكن هذا ما حصل فعلا، نائب البترون الذي تربطه خصومة انتخابية شرسة مع الوزير جبران باسيل وخصومة سياسية قاسية مع خيارات "التيار الوطني الحر" الاستراتيجية، هو أول من تبنّى خيار "عون أولا" بعد الوصول الى الحائط الرئاسي المسدود.
لذلك هو ليس من ضمن "باقة الشهداء" الذين سقطوا بعد الاعلان عن الترشيح الرئاسي في معراب في 18 كانون الثاني الماضي. يعترف زهرا مبتسما "أنه قد يكون هناك شهداء سقطوا فعلا بعد إبرام اتفاق المصالحة بين "القوات" وعون، لكنه بالتأكيد ليس واحدا منهم".
كل ما يحصل اليوم على الساحة المسيحية- المسيحية ومع الحليف الاساسي "تيار المستقبل" لا يدفع زهرا الى الندم على هذا المسار الاضطراري والانقاذي الذي انتهجته "القوات اللبنانية". أكثر من ذلك، شاء القدر "الحزبي" أن يكون أحد أبرز المنظّرين السياسيين لاحقا لمنافع الشراكة العونية القواتية على المستوى الرئاسي ومصلحة البلد والمسيحيين، على الرغم من الغبار الكثيف الذي أحاط بموقفه الحقيقي ومدى تقبّله لهذه الانعطافة الحاسمة، لا بل الزلزالية، في أجندة "القوات" وخياراتها المستقبلية.
من لا يعرف زهرا عن قرب يجهله. المقاتل السابق في "القوات اللبنانية" يستطيع أن يكون كل شئ في خدمة القضية التي آمن بها. سيكون النائب والمناضل والمحازب والناشط... والحاجب إذا اقتضى الامر الحزبي ذلك، محتفظا ببعض القناعات الراسخة التي، ان تعارضت مع توجّهات معراب أحيانا، يقفل عليها حيث يجب أن تبقى لأن "القضية هي الاساس".
زائر غزة في تشرين الثاني 2012، والنائب القواتي الماروني الذي حظي بـ "امتيازات" خاصة في المملكة العربية السعودية في مرحلة سابقة اثارت حسد بعض زملائه (خصوصا لدى زيارته القواعد القواتية في المملكة)، لعب دورا اساسيا في فتح قنوات التواصل بين معراب والرياض التي لم تمرّ، عكس ما أشيع، عبر بيت الوسط.
سيكون معتدّا كثيرا بنفسه حين يعترف أنه رغم المسافة السياسية الكبيرة التي فصلته عن العونيين، وعلى رأسهم غريمه الانتخابي جبران باسيل، لم يتجاوز يوما الحدّ المسموح به واللائق في التخاطب مع منافسيه.
"القواتي" الشرس، ينتمي الى نادي "القلّة النيابية" التي تعدّ ملفاتها بعناية فائقة وتحفظها عن ظهر قلب وتحاجج بها أصحاب الاختصاص. أول "الشهود" على براعة أمين سرّ مجلس النواب وحنكته في إدارة ملفاته ومتابعتها وسرعة بديهته هو الرئيس نبيه بري. لكن "الاستاذ" هو نقطة ضعف لدى نائب البترون. زهرا من المعجبين جدا بدهاء بري وأسلوبه في إدارة الجلسات، لا بل منظومة العمل النيابي برمّته، الى الحدّ الذي يعترف علنا "بأنني لا أتصوّر نفسي نائبا أمارس مهامي تحت قبّة البرلمان ونبيه بري ليس من يدير الجلسات". للمفارقة ان زهرا معجب ايضا باجتهاد بعض نواب "حزب الله" ومتابعتهم الحثيثة والمعمّقة لملفاتهم على رأسهم النائب علي فياض.
رغم ما سرّب عن مقرّبين من زهرا بأنه قد لا يترشّح للانتخابات النيابية المقبلة، فلا شئ مؤكّدا حتى الساعة. نائب البترون الذي يلعب دورا أساسيا اليوم في إقناع الرأي العام المسيحي بأن التفاهم العوني القواتي ليس مناورة بل أفضل الممكن، وبأن المفاضلة المفروضة بين ترشيحين ضمن 8 آذار الزمت "القوات" الذهاب نحو الشخصية الاكثر تمثيلا، وبأن المصالحة المسيحية يجب أن تكون مدخلا لمصالحات وطنية تنهي حالات التقوقع والتشرذم، قد يخوض رابع منازلة نيابية في البترون لكن هذه المرة تحت سقف "المصالحة".
حتى اللحظة يصعب تصوّر المشهد البتروني في ظل النقلة الحاسمة بين معراب والرابية وفي ظل غموض هوية قانون الانتخاب. السيناريوهات متعدّدة لكن زهرا يردّد "انا بالنهاية التزم بخيارات الحزب".
في قاموس زهرا لا عودة الى الوراء في أكثر من مجال: المصالحة التي خلقت جوا مسيحيا عاما وعارما مؤيّدا لها، ما تمّ التوافق عليه مع "تيار المرده" طوال أشهر التفاوض وهو ما قام زهرا شخصيا على هامش خلوة بكركي في عيد مار مارون بإبلاغه الى الوزير السابق يوسف سعادة، التمسّك بالعلاقة البنّاءة مع "تيار المستقبل" في محاولة لتجاوز مطبّات المرحلة الرئاسية تحت سقف الرضى السعودي على المصالحة المسيحية وعدم وضعها فيتو على اي مرشّح رئاسي وأولهم ميشال عون. ولا يجد زهرا تعبيرا أكثر ديبلوماسية لوصف من يهاجمون "لقاء معراب" بـ "أصحاب الانفعالات التي ليست في محلها".
حتى اللحظة تخفي "القوات" ورقتها حيال احتمال قيام الرئيس سعد الحريري بترشيح سليمان فرنجية في ذكرى 14 شباط. يقول زهرا "عندها سيبنى على الشئ مقتضاه". لكن نائب البترون من المتمسّكين بضرورة التقاء عون وفرنجية، في خطوة تطغى بأهميتها على لقاء القادة الموارنة الاربعة وهذا ما أبلغه شخصيا الى الراعي خلال الخلوة يوم الثلاثاء في بكركي.
لكن بتأكيد نائب البترون "الجنرال" لن يفعلها الان، وأصلا لن يكون لها اي مفاعيل، في حال بقيت المواقف على حالها. وبالتالي الذهاب الى بنشعي يقتضي في حسابات عون العودة مع موافقة من "المرده" على ترشيحه... وعندها ربما نذهب سويا مع عون الى بنشعي".
والأهم ان زهرا مقتنع بان موقف البطريرك بالدعوة الى النزول الى مجلس النواب وسط تعدّد الترشيحات ومن دون توافقات مسبقة "سيعيدنا الى المربع الاول"...
 

  • شارك الخبر