hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - حسن سلامة

انهاء الفراغ بحوار عون وفرنجية ومقاربة مشتركة بين حزب الله والمستقبل

الجمعة ١٥ شباط ٢٠١٦ - 05:45

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

ماذا بعد الجلسة الخامسة والثلاثين لانتخاب رئىس للجمهورية، وهل هناك امكانية لتكون الجلسة السادسة والثلاثون في 2 آذارا لمقبل نهاية المطاف لملء الشغور الرئاسي وانتخاب الرئيس الجديد؟
حتى الآن لا يبدو في الافق ما يؤشر الى احتمال صعود الدخان الابيض من «مدخنة» مجلس النواب، فالمسار القائم ـ وفق مصادر سياسية في 8 آذار ـ يؤكد ان الفراغ مستمر لفترة غير محددة طالما ان هناك استحالة للاتفاق على مرشح وحيد للرئاسة وتحديداً الاتفاق على العماد ميشال عون. وتقول المصادر ان مرشحي 8 آذار ارتكب كل منهما اكثر من «فاول» في سياق خوض كل منهما السباق الرئاسي.
فالعماد عون كان وافق على البنود السياسية التي جاءت في احتفالية معراب من دون العودة الى حلفائه، وبالتالي فهذه البنود تتضمن اموراً غير واضحة. وتشير التساؤلات، وتقول المصادر ما هو المضمون الحقيقي لبعض هذه البنود وبالاخص بما يتعلق بالارهاب وسوريا وسلاح المقاومة، اي من الطرفين اقتنع بوجهة نظر الآخر، وماذا عن قانون الانتخابات، وهل هناك ضمانات بان يكون اي اتفاق بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية يتناسب مع طموحات قوى 8 آذار، من حيث اعتماد النسبية وما هي حدود المشاركة في الدولة لكل من الطرفين؟
اما النائب سليمان فرنجية، فترى المصادر انه تسرّع في اخذ مبادرة رئيس تيار المستقبل ترشيحه للانتخابات كمبادرة جدية، وبالتالي فان فرنجية كان يفترض به التمهل بعض الشيء حتى يتبين «الخيط الابيض من الخيط الاسود» في مبادرة الحريري وصولاً الى اعلان الاخير رسمياً عن هذا الترشيح.


الا ان المصادر تعتقد انه كان على فريق 8 آذار ان يتفق مسبقاً على معايير محددة للملف الرئاسي، بحيث يستمر الاصرارعلى اجراء صفقة كاملة تتناول شخص رئىس الحكومة وكيفية ادارة مجلس الوزراء وقانون الانتخابات والتعيينات الامنية. وتوضح انه رغم اهمية شخص الرئيس وتوجهاته الداخلية والاقليمية، الا انه لا يستطيع تقرير الموقف النهائي في مجلس الوزراء، على اعتبار ان المجلس هو صاحب القرار في تحديد مسار اليات عمل الدولة، وكذلك الأمر في مجلس النواب حيث الاكثرية النيابية هي لفريق 14 آذار، ولذلك فاذا جرى انتخاب الرئيس الجديد فمن يضمن الوصول الى قانون عادل للانتخابات النيابية ومن يضمن عدم التجديد لمجلس الوزراء؟ وعلى هذا الاساس ترى المصادر انه كان على فريق 8 آذار الاتفاق على استراتيجية موحدة قبل الحوار مع الآخرين. وعلى اساس هذا الالتزام بهذه الاستراتيجية يتحدد المسار الرئاسي.
ورغم ذلك ترى المصادر ان امكانية الاتفاق مع رئيس المستقبل سعد الحريري حول كثير من الملفات الداخلية تبقى اكثر امكانية مما هي مع رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، فالاول قابل لتدوير الزوايا في غير ملف داخلي وحتى بما يتعلق بسلاح المقاومة، بينما جعجع يريد ثمناً كبيراً في حال وصول العماد عون الى موقع الرئاسة، فما قاله رئيس المردة عن طبيعة نقاشاته مع الحريري لا يشير الى حصول تنازلات من فرنجية بينما ورقة البنود العشرة التي اعلنت في احتفالية معراب تحمل الكثير من التساؤلات.
لذلك، فالسؤال الآخر هل يمكن انتخاب الرئيس في المرحلة القريبة رغم تخلي 8 آذار عن الصفقة الكاملة؟
وفي تأكيد المصادر ان انسحاب النائب فرنجية لا يغير في واقع الحال طالما ان الحريري لم يقتنع بدعم العماد عون، فحتى لو انسحب رئيس المردة، فالمستقبل قد يذهب نحو مقاطعة جلسة الانتخاب وربما ايضاً النائب وليد جنبلاط، ولهذا تقول المصادر ان هناك مسارين يفترض العمل سوياً بهما:
الاول: ان يقتنع العماد عون بفتح الحوار مع فرنجية للوصول الى مقاربة مشتركة للملف الرئاسي، بحيث يتم رفع مسؤولية التعطيل عن قوى 8 آذار، فمسألة التعطيل بات جزء نهائي من مسيرة هذه القوى.
ـ الثاني: سعي كل من حزب الله وتيار المستقبل عبر الحوار بينهما الذي يرعاه الرئيس نبيه بري للوصول الى مقاربة مشتركة تفتح الطريق امام انجاز الاستحقاق الرئاسي.
وتشير المصادر الى انه اذا ما استحال السير بهذين المسارين، فالمخرج الوحيد لانتخاب الرئيس الجديد يكون عبر الاخذ بما قاله الرئيس بري مؤخراً ومضمونه «فلتنزل كل الكتل الى جلسة الانتخاب ولينتخب من المرشحين من يفوز بالاكثرية»، طالما ان الاتفاق بين الكتل النيابية مستحيل، وطالما ان لا مؤشرات اقليمية قد تسهل عملية الانتخاب.
 

  • شارك الخبر