hit counter script

أخبار محليّة

الراعي في اليوم العالمي للمريض: ليمنحنا الرب الاستعداد لخدمة من هم بحاجة

الخميس ١٥ شباط ٢٠١٦ - 17:41

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة: حنا علوان، ميشال عون، مارون العمار وجوزيف معوض.

وبعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة قال فيها: "كان عرس في قانا الجليل (يو2:1)، يسعدنا أن نحتفل معا باليوم العالمي الرابع والعشرين للمريض، هنا في الكرسي البطريركي-بكركي، فيما الاحتفال الرسمي يقيمه موفد قداسة البابا فرنسيس في الأرض المقدسة، حيث أجرى الرب يسوع آية تحويل الماء إلى خمر فائق الجودة. ولذا، اختار قداسته موضوعا لرسالته في المناسبة إنجيل عرس قانا في إطار يوبيل سنة الرحمة. فضم ثلاثة معا: اليوم العالمي للمريض، ويوبيل سنة الرحمة، وآية تحويل الماء إلى خمر. وحدد الموضوع بالدعوة إلى "التسليم ليسوع الرحوم مثل مريم: مهما يقل لكم فافعلوه" (يو2: 5). إننا سنتأمل عبر هذه العظة في مضمون الرسالة البابوية".

أضاف: "لقد دعت لاحتفالنا ونظمته اللجنة البطريركية ليوبيل سنة الرحمة، واللجنة الأسقفية لراعوية الصحة. فإني أحيي أعضاء هاتين اللجنتين ولا سيما إخواني رئيسيها وسائر السادة المطارنة الأعضاء ومعاونيهم. ونحيي معا المرضى الحاضرين، وأولئك المتواجدين في المستشفيات والمصحات، أو في بيوتهم، أو في أي مكان آخر. ونحيي معهم أهلهم والأطباء والممرضين والممرضات وكل الذين يعنون بخدمتهم. من أجلهم جميعا نقدم هذه الذبيحة المقدسة ونصلي مع قداسة البابا فرنسيس وكل المؤمنين في العالم كله، في هذا اليوم العالمي للمريض".

وتابع: "اختار البابا فرنسيس مدينة الناصرة للاحتفال الرسمي بهذا اليوم، لأن في هيكلها أعلن الرب يسوع وجهه كرسول للرحمة الإلهية بل كمجسد لها. ففي ذات سبت دخل الهيكل ودفع إليه الكتاب ليقرأ. فكانت الكتابة من أشعيا النبي كما يورد لوقا في إنجيله، وكانت النبوءة عنه: "روح الرب علي، مسحني وأرسلني لأبشر المساكين، وأنادي للأسرى بالحرية، وللعميان بعودة البصر، وللمظلومين بالفرج، وأعلن سنة نعمة من الرب" (لو4: 18-19). هؤلاء يمثلون أنواعا من آلام البشر، ويضاف إليها آلام المرض وسواه. وكلها تضع الإنسان أمام محنة صعبة وتساؤلات، وربما تولد عنده بعض الرفض الطبيعي لهذا الواقع. فلا بد من قراءة كل هذه في ضوء الإيمان، لكونه يشكل مفتاحا يساعدنا لنرى أن بإمكان المرض والألم أن يفتحا لنا الطريق لنلتقي المسيح، الذي يسير إلى جانبنا. هي أمنا مريم العذراء التي تسلمنا هذا المفتاح، فهي الخبيرة في اكتشاف الطريق إلى قلب يسوع، كما فعلت في عرس قانا، عندما نقلت إليه مشكلة نفاد الخمر. هكذا يظهر وجه أمنا السماوية الساهرة علينا، على كل واحد وواحدة منا، في حاجاته، والتي تتوسط وتتشفع لدى ابنها يسوع من أجلنا".

وأردف: "مشهد عرس قانا يقدم لنا صورة الكنيسة المتمثلة بيسوع ومريم والتلاميذ والعروسين والخدم والمدعوين. في إطار هذه "الكنيسة المنزلية"، حصلت الآية بكل تفاصيلها: نفاد الخمر، عين مريم الساهرة، الخدم يلبون طلب يسوع إذ ملأوا الأجران الستة إلى فوق، آية تحويل الماء إلى خمر فائق الجودة، إظهار ألوهية يسوع، وإيمان التلاميذ. في كنيسة المسيح، أكانت الكنيسة الرعائية أم الكنيسة المنزلية، التي هي العائلة، مريم تعرض حاجات المؤمنين والمؤمنات إلى عرش ابنها، ونحن "نعمل ما يأمرنا به" في الإنجيل وتعليم الكنيسة وفي صوت الضمير، صوت الله في أعماقنا، والمسيح يجري آية التحويل وفقا لكل حاجة وحالة".

وقال الراعي: "في هذا اليوم العالمي للمريض، يؤكد البابا فرنسيس أن مريم، وبخاصة بالنسبة إلى كل مريض ومريضة، هي الأم المصلية والمتشفعة من أجله أو من أجلها لدى ابنها يسوع الرحوم. ويسوع ابنها لا يرفض طلب أمه. هذا رجاء كبير للجميع. إن قلبها يفيض رحمة مثل قلبه، ويداها تساعدان مثلما كانت يداه تكسران الخبز للجائع، وتلمسان المرضى فيشفون. فافتحوا نفوسكم، أيها المرضى الأحباء والمتألمون، لنعمة المسيح ورحمته، فهو عزاؤكم، كما يكتب بولس الرسول: "تبارك الله أبو سيدنا يسوع المسيح، أبو المراحم وإله كل تعزية، الذي يعزينا في مضايقنا، لكي نتمكن من أن نعزي الآخرين في محنهم" (2كور3-5). مريم هي الأم التي "تعزت" وتعزي أولادها".

أضاف: "في عناية مريم ينعكس حنان الله، كما ينعكس في حنان العديد من الناس الذين يعتنون بالمرضى والمتألمين، ويفهمون حاجاتهم، وحتى الخفية، لأنهم ينظرون إليهم بعيون ملؤها الحب. إننا، في هذا اليوم، نصلي من أجلهم جميعا ملتمسين للمرضى والموجعين الصحة الجسدية، وأيضا السلام الداخلي، وطمأنينة القلب، وهما عطية الله، وثمرة الروح القدس. والله لا يرفضهما أبدا للذين يلتمسون بثقة وإيمان. ونحييكم أنتم الذين تعتنون بالمرضى والمتألمين، سواء في البيوت أم المستشفيات أم المصحات أم في أي مركز طبي آخر. أنتم، يقول البابا فرنسيس، مثل "الخدم" في عرس قانا، الذين "فعلوا كما أمرهم يسوع" فملأوا بسخاء وللحال الأجاجين ماء إلى فوق، ووزعوا بفرح الخمرة الجيدة التي أوجدها يسوع من هذا الماء. احتاج يسوع، لكي يصنع الآية، إلى مؤازرة بشرية. هكذا يحتاج إلى تعاونكم أنتم ليحقق ما يريد فعله حسيا وروحيا ومعنويا في كل مريض ومريضة، في كل متألم ومتالمة. فاعملوا أنتم بثقة وسخاء وفرح مثلما فعل أولئك الخدم".

وتابع: "في هذا اليوم العالمي للمريض، نلتمس من يسوع الرحوم، بشفاعة مريم، أمه وأمنا، أن يمنحنا الاستعداد الدائم لخدمة من هم في حاجة، وبخاصة إخوتنا وأخواتنا المرضى. قد تكون خدمتنا بعض الأحيان متعبة وصعبة وثقيلة، لكن الرب يعرف كيف يحول جهودنا البشرية إلى شيء إلهي. نستطيع نحن أيضا أن نكون أيادي وزنودا وقلوبا تساعد الله لكي يتم معجزاته التي غالبا ما تكون خفية. كلنا الأصحاء والمرضى يمكننا أن نقدم أتعابنا وأوجاعنا مثل الماء الذي ملأ الأجران الستة في عرس قانا وحوله المسيح الرب إلى خمر فائق الجودة، لكي يحولها هي أيضا إلى قيمة فداء وخلاص".

وختم: "ويختم البابا فرنسيس رسالته لليوم العالمي للمريض 2016 بابتهال إلى السيدة العذراء كي يرافقنا نظرها الحنون في سنة الرحمة، فنتمكن من اكتشاف فرح حنان الله، وطبعه في قلوبنا وأفعالنا. ونكل إلى شفاعتها آلامنا ومحننا، أفراحنا وتعزياتنا، ونلتمس أن تميل إلينا نظرتها الرحومة في ساعاتنا الصعبة، فنرى من خلالها وجه الله الرحوم، ونرفع إليه كل مجد وتسبيح وشكر".

  • شارك الخبر