hit counter script

خاص - ملاك عقيل

وفي لبنان وزارات لـ "التعاسة" و"التكاذب"...!

الأربعاء ١٥ شباط ٢٠١٦ - 07:01

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ينفرد الوزير محمد المشنوق، وزير البيئة المغضوب عليه شعبيا، بتلقف "الخبر الفضائي" الاتي الينا من دولة الامارات على صفحته على تويتر قائلا "وزيران للسعادة والتسامح في دولة الامارات العربية المتحدة. صعب علينا قراءة ذلك دون الحسرة على ما آل اليه لبنان".
صعب علينا فعلا استيعاب هكذا خبر، والأصعب قراءة تعليقات "سياسية" تحاول التماهي مع أوجاع المواطنين وافتعال الحسرة على ما آلت اليه الامور في لبنان.
ظُلم كثيرا محمد المشنوق، وحمّل أكثر مما يحتمل. لا تقاس الدعسة الناقصة لوزير البيئة مع الارتكابات الخطيرة التي اقترفتها طبقة سياسية بأمها وابيها، لكن حين تصل الكارثة الى هذا الحدّ من الانسياق الاعمى نحو المجهول تجوز المحاكمات المفتوحة والأحكام العرفية. الكل مسوؤل ومدان. في هذه الحال تقع المسوؤلية المباشرة أيضا على من لم يكن شريكا في الجرم، لمجرّد سكوته وعدم كشفه المستور وفي أقصى الحالات التستّر وإبقاء "الارتكابات بالامانات"... وعدم الاستقالة اعتراضا على "الشذوذ" السياسي.
بمطلق الاحوال، نحن أمام خبر يصعب بلعه واستيعابه. في الوقت الذي نناضل فيه لكفّ شرّ النفايات وروائحها الكريهة عن منازلنا وغرف نومنا ومدارسنا ومطاعمنا ومستشفياتنا... في الوقت الذي نبحث فيه عن تثبيت متطوّع فقير في الدفاع المدني ولا نرى حلا لانقاذه إلا بإفقار جاره المُعدم بسحب خمسة الاف ليرة من جيبته ودفعها للدولة الجشعة كي تسدّ عجزها المتنامي بسبب فسادها اللامتناهي، في الوقت الذي ترتفع فيه نسبة المكتئبين والمحبطين من اللبنانيين المستسلمين لاقدراهم، في الوقت الذي يزداد فيه بطش الفاسدين وعجز المسوؤلين... نسمع بأن دولة الامارت تعتزم إنشاء وزارة للسعادة وأخرى للتسامح.
سريعا ما يتبادر الى الاذهان صورة الرجل الأمثل ليتولّى الوزارتين معا. سيكون الاجدر لاقرار مراسيم السعادة، وتوزيع جرعات من التسامح على شعبه. لا بأس من ان نصدّر فخر الصناعة اللبنانية الى الامارات الشقيقة. فهل هناك أفضل من فؤاد السنيورة لشغل هاتين الحقيبتين؟
يزخر السوق اللبناني بأصناف لا مثيل لها في العالم من "فؤاد السنيورة وشركائه". شركة لبنانية مساهمة في تجويع اللبنانيين وتيئيسهم ودفعهم الى الهجرة والكفر بالبلد. في حكوماتنا لا مكان إلا لوزارات تعنى بشؤون "الاكتئاب المرضي" وأخرى لـ "التنكيل بالشعب" وثالثة لـ "التكالب على المصالح الشخصية" ورابعة لـ "التنويم السياسي" كي يتمكّن اصحاب الشأن العام من الافتعال بمواطنيهم براحة وهدوء بعيدا عن ضجيج الاعتراضات والاعتصامات... حكوماتنا "ُخلِقت" لتضمّ وزارات من نوع "النهب" و"السلب" و"الاحتيال" و"الهدر"... قلتم سعادة وتسامح من أصحاب السعادة في بلاد الارز؟! وزراؤنا لا يليق بهم سوى أن يكونوا أصحاب المعالي لحقائب "التعاسة" و"التكاذب"...
 

  • شارك الخبر