hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

المطران مطر: لعدم ربط الاستحقاق الرئاسي بأي موقف خارج لبنان

الثلاثاء ١٥ شباط ٢٠١٦ - 11:17

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ترأس راعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر، قداسا لمناسبة عيد مار مارون قبل ظهر اليوم في كنيسة مار مارون الجميزة، عاونه فيه نائبه العام المونسنيور جوزف مرهج وكاهن الرعية الخوري ريشار أبي صالح، وشارك فيه النائب عبد اللطيف الزين ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، الرئيس أمين الجميل وعقيلته جويس، الرئيس ميشال سليمان وعقيلته وفاء، الرئيس حسين الحسيني، الرئيس فؤاد السنيورة، النائب البطريركي المطران بولس عبد الساتر ممثلا البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، الوزراء: رمزي جريج، بطرس حرب، سجعان قزي، روني عريجي، الياس بو صعب وجبران باسيل، السفير البابوي غابريللي كاتشا، والسفراء: الروسي الكسندر زاسبكين، الفرنسي ايمانويل بون، سويسرا فرانسوا باراس، سوريا عبد الكريم علي، المكسيك جايمس امارال، الأرجنتين خوسيه ماكسويل، القائم بأعمال السفارة الاميركية في لبنان ريشار جونز، ممثلة امين عام الأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، أمين عام المجلس الأعلى السوري اللبناني نصري خوري، النواب: فريد الياس الخازن، عاطف مجدلاني، مروان حمادة، هنري حلو، فؤاد السعد، ابراهيم كنعان، ناجي غاريوس، جورج عدوان، دوري شمعون، محمد قباني، روبير غانم، رياض رحال، جان اوغاسبيان، نديم الجميل، علي عسيران، احمد فتفت، حكمت ديب ومحمد الحجار، رئيس المجلس الدستوري القاضي عصام سليمان، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر، الوزراء السابقون ميشال اده، وديع الخازن، نايلة معوض، منى عفيش، ابراهيم نجار، يوسف سلامة، نقولا صحناوي،ابراهيم الضاهر، طارق متري، ناجي البستاني، زياد بارود ووليد الداعوق، النائبان السابقان غطاس خوري وعبدالله فرحات.

كما حضر نقيب الصحافة عوني الكعكي، نقيب المحررين الياس عون، نقيب الأطباء انطوان البستاني، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، رئيس الرابطة المارونية سمير ابي اللمع، مدير المخابرات اللواء ادمون فاضل ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، المدير العام لامن الدولة اللواء جورج قرعة، العقيد جوزف عبيد ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المطارنة كيريللس سليم بسترس، دانييل كورييه وجورج قصارجي، أمين عام حزب الكتائب رفيق غانم، أمين سر حركة "التجدد الديموقراطي" انطوان حداد، المستشارالإعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا وحشد من الشخصيات السياسية والإجتماعية وعدد من المؤمنين.

وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، القى المطران مطر العظة التالية: "في صبيحة هذا العيد المبارك، نتوجه منكم يا دولة الرئيس بوافر المحبة والشكر لتلبيتكم دعوتنا للمشاركة في الاحتفال بعيد شفيع كنيستنا وأبيها القديس مارون. فإن حضوركم معنا اليوم هو خير دلالة على البعد الوطني الذي أضفي على هذا العيد، منذ إعلانه مع قيام الدولة اللبنانية، عيدا رسميا لجميع اللبنانيين.
وإننا نتوجه بالشكر عينه من دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري لإيفاده سعادة النائب عبد اللطيف الزين ليشاركنا نيابة عنه في الاحتفال بهذا العيد. كما نتوجه بالشكر من سعادة السفير البابوي المطران غبرييل كاتشيا الذي يحمل إلينا بركة خاصة من صاحب القداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، ومن أخينا صاحب السيادة المطران بولس عبدالساتر الذي يمثل بيننا أبانا صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك إنطاكية وسائر المشرق الكلي الطوبى. وإننا نسأل العلي القدير أن يغدق على غبطته غزير أنعامه ليبقى على الدوام الراعي الحكيم والمدبر الأمين لكنيستنا المارونية المنتشرة في كل أصقاع الأرض، والمؤتمن التاريخي على قيم لبنان السامية وعلى حسن إتمام رسالته بين الأمم.
ونتوجه أيضا بالشكر من أصحاب الفخامة والدولة، وأصحاب السيادة أخواننا المطارنة ورؤساء الكنائس، وأصحاب المعالي والسعادة، وسفراء الدول والهيئات القنصلية والسلطات القضائية والقيادات العسكرية والأمنية والمراجع المدنية كافة لحضورهم معنا في هذا القداس ومشاركتهم أبناءنا المؤمنين والمصلين معنا في أرجاء هذا المعبد المبارك".

واردف: "لكننا نحمل في هذا العيد غصات موجعة، كما نحيا بالإيمان والحمد لله، رجاءات منيرة لظلام أيامنا الدامسة. فإننا نلتقي فيه للسنة الثانية على التوالي، دون أن يكون لنا في البلاد رئيس منتخب للجمهورية، هذا في ما العادة تقضي بأن يحضر فخامة الرئيس في يوم العيد ويقوم على رأس المصلين في هذه الكنيسة، فيضفي على المناسبة بهجة سلام ومحبة وإخاء تطال جميع اللبنانيين. فأي ذنب اقترف لبنان لتصل به الحالة إلى مثل هذا السوء؟ وأي شلل أصاب البلاد التي تعودت أن تشهد انتخابات رئاسية على مدى عشرات من السنين ولو في أحلك الظروف وأكثرها قساوة؟ وإننا نتألم أيضا أشد الألم مع أخواننا الأحباء الذين هجروا من ديارهم في العراق الشقيق، ظلما وقهرا، وهم لم يعودوا بعد إلى أرضهم وبيوتهم، رغم إنهم كانوا عنصرا أساسيا في تطوير حضارة العرب وانفتاحها على العالم. ولقد تجدد هذا الألم مع أخواننا الأعزاء في سوريا حيث يتقلص وجودهم بمقدار ما تنتشر رقعة القتال والحقد الأعمى بين المتخاصمين، هذا فيما كان هؤلاء في طليعة صناع النهضة العربية على غير صعيد".

وقال: "وإذا ما يممنا شطر القوى العظمى وهي المسؤولة عن حفظ الأمن والسلام في العالم، بعد إنشاء منظمة الأمم المتحدة التي رأت النور على إثر الحروب العالمية الكبرى، فإننا نرى هذه القوى تعمل في محاور متقابلة وفي سبيل مصالح متضاربة ولا تتصرف على الدوام تصرفا مشتركا ومسؤولا حيال ضعفاء العالم وحيال الذين يطلبون حماية لذواتهم واحتراما لحقوقهم. فندرك إذ ذاك أن أزمة العالم اليوم هي أزمة روحية قبل أن تكون أزمة سياسية. وما يقال في هذا المجال عن القوى العظمى يصح قوله أيضا في منطقتنا الشرقية المعرضة لشتى أنواع التفسخ والانحلال. فنحن هنا أيضا أمام مشهد إنساني يناصب الناس فيه العداء بعضهم لبعض على الرغم من انتمائهم إلى قومية واحدة وإلى دين واحد. فهل يعقل أن يقرأ الناس في الكتب الموحدة دون أن يجدوا بهدي أنوارها سبلا إلى الوحدة في قلوبهم وفي حياة أوطانهم؟ فهل نكابر نحن أيضا في شرقنا المعذب ولا نرى إن الأزمة التي تعصف بنا هي أيضا أزمة روحية تتمثل برفض الناس بعضهم لبعض، فيما الله يأمرهم بالأخوة وبالتعارف والتعاون والمودة إلى أقصى الحدود؟".

وأضاف مطر: "وإمعانا في المكابرة يطلق البعض على سبيل المثال أن لبنان الوطن والرسالة ليس مدرجا اليوم على أجندة الكبار، لا الإقليميين منهم ولا الدوليين، لأنهم منشغلون بما هو أكبر وأبدى. ولكن ما شغل الكبار إن لم يكن الاهتمام بحل مشاكل اليوم الروحية منها والمادية؟ فيقول البابا في هذا المجال إن ما ينقص العالم اليوم هو الرحمة، نقبلها من الله الرحوم والحنان ونوزعها بعضنا على بعض فتسود بيننا علاقات إنسانية صافية ويتغير وجه الأرض. ولقد قال أيضا البابا القديس يوحنا بولس الثاني إن لبنان هو نموذج عالمي في العيش المشترك والإخاء بين المواطنين من أديان وطوائف مختلفة. لذلك فإننا نرى ضرورة لأن يغير الكبار في أجنداتهم وأن يضعوا لبنان المثل والمثال على رأس أولوياتهم، فتفتح للشرق وللعالم أبواب جديدة للسلام. وهلا ذكرنا في المناسبة إن هذا الواقع المرير والمأزوم في منطقتنا ليس من تراثها الروحي المعروف منذ القدم. ففي هذا الشرق ولد مارون القديس في القرن الرابع الميلادي وتنسك لله على جبل ما جعله أقرب إلى الناس فطلب لهم الشفاء من ربه وكان الرب له مستجيبا.وفي هذا الشرق كان مهبط الأنبياء والمرسلين الذين قربوا السماء من الأرض وزرعوا فيها هداية لا يطلب منا سوى أن نقبلها فتتغير بها نفوسنا.
لكن الصعوبة في قبول هذا الكلام عن لبنان الرسالة تكمن اليوم وبخاصة في ملاحظة الغير لنا أن اهتموا بوطنكم أولا وحاولوا أن تتدبروا أمره ولو بالحد الأدنى من التفاهم المطلوب. وهذا ما يعيدنا إلى أزمة رئاسة الجمهورية وضرورة حلها بكل مسؤولية ودون أي إبطاء آخر في مساعينا. لذا يجب أن نضع أولا نصب عيوننا أن كرامتنا الوطنية تحتم علينا ألا نربط هذا الاستحقاق بأي موقف أو بأي موقع أو بأية إرادة خارج حدود لبنان. فما لا يقبله على نفسه أي من شعوب الأرض كيف بنا نقبله نحن لا بل نستند إليه؟ ونشير ثانيا إلى بعض المبادئ التي يجب أن تتخذ بعين الاعتبار وصولا إلى حل هذه الأزمة المستعصية".

وتابع: "من صميم القلب نرحب هنا مع جميع اللبنانيين بالمبادرات الجديدة التي كسرت جمود الحقبة السابقة وبالمصالحات والتقاربات التي تمت والتي تبشر بحلحلة ناجعة، إلا إن ما يجب تلافيه في هذه الحقبة الجديدة هو ما وقعنا فيه من خطأ خلال المرحلة السابقة عندما فصلنا بين الحفاظ على الدستور من جهة وبين احترام الميثاق الوطني من جهة أخرى. فاحترام الدستور لا يعني بالضرورة إدارة الظهر للحياة الميثاقية في البلاد؛ وهذا صحيح. لكن احترام القواعد الميثاقية لا يستقيم بمعزل عن الدستور الذي يبقى الضامن الأول للدولة ولاستمرارها. وهذا أيضا صحيح. فإذا أردنا اليوم أن يتم الاستحقاق الرئاسي على خير، وإذا عقدنا العزم على أن يكون للبلاد رئيس وأن يكون أيضا للرئيس بلاد، فلتحترم قواعد الدستور والميثاق في آن معا. وليستكمل التشاور القائم ليشمل الجميع وفي كل اتجاه، على أن نعطي للقيام بهذا الواجب فسحة زمنية لا تقاس بعد اليوم بالأشهر بل بالأسابيع، وألا تتعدى هذه أصابع اليد الواحدة لا أكثر".

وختم مطر: "لئن كان الاستحقاق الرئاسي هاجسنا الأول في هذه الأيام، فإنه يبقى في النهاية نقطة عبور إلى ما بعده من استحقاقات على صعيد لبنان والمنطقة بأسرها. ففي هذه الأيام ترسم ملامح المنطقة من جديد وتتحدد لها المصائر، شعوبا ودولا وأنظمة. لذلك يجدر بنا التأكيد وبوحي من عيد القديس مارون ومن تراث الكنيسة المارونية برمته، إننا سنبقى على ثوابتنا سواء في لبنان أم في المنطقة التي نحن جزء منها لا يتجزأ. فلقد رفعنا في السابق عاليا قيم الحرية الدينية والعيش المشترك السوي بين جميع المكونات التي تتألف منها البلاد. وهو خيارنا وقدرنا وسيبقى. وكما كنا في السابق عنصر تقارب ولحمة بين جميع أخواننا في الوطن فسنبقى على هذا الدور إلى ما شاء الله. وكما اعتبرنا مصيرنا الروحي مرتبطا بمصير أخواننا على صعيد العالم العربي بأسره، فإننا لن نسعى إلى أي مصير منفصل عنهم، بل معا نناضل ومعا نسعى نحو حياة أفضل لنا جميعا وبالسوية في السراء وفي الضراء. فعلى هذا الأمل نرفع صلاتنا اليوم إلى العلي القدير بشفاعة مار مارون أبينا وجميع الأولياء والقديسين طالبين أن يرفع عنا غضب الحروب والفتن والانقسامات، ليذوق الناس من جديد طعم الأخوة المستعادة ويعرف العالم حلاوة أهل الشرق الطيبين. سألناك يا رب أن ترحمنا فارحمنا واسكب على أخوتنا الموارنة في عيد شفيعهم وعلى جميع أخوانهم في الوطنية والمنطقة والإنسانية فيضا من نعمك وبركاتك".

بعدها تقبل المطران مطر التهاني بالعيد في صالون الكنيسة.

واثر مغادرته رد الرئيس سلام على اسئلة الصحافيين عن مجيء عيد مار مارون والفراغ في الكرسي الماروني الأول فقال:" لبنان مليء بابنائه وبرسالته الطيبة التي عبر عنها اليوم المطران مطر ونأمل من الجميع الإقتداء بكلامه والتوحد مثلما توحدوا اليوم".

وعمن يحمل مسؤولية هذا الفراغ اعلن سلام:" اليوم يوم الكلمة الطيبة والتي توحد وتجمع الشمل، وان شاءالله نتمكن بمساعدة الجميع ان نضع الأمور في نصابها وننتخب رئيسا للجمهورية بأقرب وقت".

بدوره اعلن الرئيس سليمان ردا على سؤال عمن يحمل مسؤولية الفراغ في الرئاسة الأولى ب"أن الحق على ابناء مارون، المشهدية اليوم جامعة، ولكن كان يجدر بالمرشحين ان يكونا موجودين اليوم في هذا العيد وان يشاركا بالأمس في جلسة المجلس النيابي".

بدوره اعلن الرئيس الجميل ردا على السؤال نفسه: "هناك غصة في قلب كل منا فهذا لا يعقل ولا يجوز، اكيد مار مارون ليس سعيدااليوم وهناك حلقة مفقودة، نحن حضرنا اليوم لنؤكد ايماننا بهذا الوطن الذي لن يركع مهما كانت المؤمرات، نحن نعيش انقلابا ونحن نقاومه وسنستمر بهذا العناد والإيمان لكي تعود لنا جمهورية تليق بكل اللبنانيين، ويرجع لبنان الرسالة".
سئل: هناك من يلوم المسيحيين.
أجاب الجميل: "معهم حق لأن الموارنة هم جزء من هذا التعطيل، فلا نحملن المسؤولية كليا للموارنة والمسيحيين هناك طرف آخر هو الأساس ايضا، ولكن الماروني الذي لا يحضر جلسة مجلس النواب ويخل بالأمانة مسؤول عن هذا الفراغ، ونناشد في هذه المناسبة الجميع ان يلتقوا حول الدستور الذي هو غطاء للجميع". 

  • شارك الخبر