hit counter script
شريط الأحداث

متفرقات

الطيور الإستوائية مهددة في غابات إندونيسيا

الثلاثاء ١٥ شباط ٢٠١٦ - 08:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

جهز عصفور مغرد ولد قبل ايام قليلة في عشه الصغير داخل مزرعة لتربية الطيور، بسوار حديد في اجراء مهم جدا لمكافحة الاتجار بهذه الحيوانات المطلوبة جدا في اندونيسيا بسبب شدوها الجميل.
ولد العصفور في حديقة استوائية يملكها ميغاناندا داريونو في مدينة بوغور الكبيرة على جزيرة جاوا في ضاحية جاكرتا القريبة. فهذا المدافع عن الانواع البرية يبيع هذه الطيور المولودة في الاسر ويجهزها بسوار حديد ليظهر للشراة ان هذه الحيوانات لم يلق عليها القبض في الطبيعة.
ويوضح وهو يقف وسط بيوت تربية العصافير التي تحوي مئات الانواع من بينها ببغاوات رائعة وعصافير مغردة مهددة "ادركت ان العصافير التي يقبض عليها في الغابة ستختفي كليا في يوم من الايام".
ويلقى القبض على الاف العصافير الاستوائية بطريقة غير شرعية سنويا في غابات اندونيسيا الاستوائية لتباع في اسواق تصل اليها مخبأة في صناديق واحيانا داخل زجاجات بلاستيكية.
وتشكل اندونيسيا ارضا خصبة لعمليات اتجار كهذه فادغال الارخبيل الواقع في جنوب شرق آسيا تزخر بانواع الطيور المغردة مثل عصفور سومطرة الضاحك بلونين وطير لوري تشاتيرينغ الاحمر بذنب بني مائل الى الاخضر او الزرزور صاحب الجناحين الاسودين.
ومنذ قرون يضع الاندونيسيون الطيور في اقفاص كحيوانات منزلية، ويغذي هوس امتلاك عصفور في هذا البلد الناشئ الذي يشهد عدد سكانه نموا كبيرا، واشراكه في مسابقات تغريد ، طلبا لا سابق له يساهم فيه ايضا الاتجار غير المشروع.
ونتيجة لذلك بات ما لا يقل عن 131 نوعا من الطيور في الادغال الاندونيسية مهددا، اي اكثر من اي بلد اخر باستثناء البرازيل، على ما تحذر المنظمة غير الحكومية "ترافيك" لمراقبة الاتجار بالثروة الحيوانية والنباتية.
وتشكل مزارع تربية الطيور في الاسر كتلك التي يملكها ميغاناندا بديلا مستداما للاتجار الكثيف والمدر للارباح في بلد يعيش 40 % من سكانه باقل من دولارين في اليوم.
ويهدد الاتجار هذا، الكثير من الانواع المستوطنة، على ما شدد خبراء خلال اجتماع طارئ العام الماضي في سنغافورة موجهين دعوة للتدخل السريع لوضع حد لذلك.
ويقول كريس شيبيرد من منظمة "ترافيك" غير الحكومية لوكالة فرانس برس "هذا الامر يطال ملايين الطيور سنويا وقد بلغنا عتبة خطرة. يجب التحرك الان والا قد يكون قد فات الاوان للكثير من الانواع".

إلا ان هذا الشعور بضرورة التحرك السريع لا يطال بالضرورة الجمهور اذ تجوب جمعيات تضم الالاف من محبي تغريد الطيور الارخبيل للمشاركة في مسابقات وطنية بهدف الفوز بجوائز. او من اجل الشهرة.
ويقول يوهان وهو بطل في هذا المجال خلال مشاركته في مسابقة قبل فترة قصيرة في وسط جاوا "هذه المسابقات جدية جدا". ويقوم خلالها الرجال بالصراخ والصفير باتجاه طيورهم لتشجيعها على الاستمرار بالغناء. وتقوم لجنة تحكيم صارمة بوضع علامات على القدرة على الاطراب والمدة ومدى الصوت.
ويضيف يوهان بحماسة "هذه ليست مسابقة جمال انها مسابقة غناء. انها حمى التغريد". ويوضح الى جانب عصفور كناري اصفر وضع في قفص خشبي مزخرف "الغناء هو الشيء الوحيد المهم". وهذا الكناري هو واحد من خمسين عصفورا يملكها.
ووجهت نداءات كثيرة لمنع هذه المسابقات الشعبية، بمقاومة قوية. ويعتبر المدافعون عنها انها تشكل ميزة اندونيسية ويتهمون الاتجار بالطيور وليس المسابقات بالوقوف وراء التراجع الكبير في اعداد العصافير الاستوائية في الغابات.
والقبض على اي نوع من العصافير في الطبيعة، أكانت محمية ام لا، امر محظور في اندونيسيا، الا ان القوانين نادرا ما تطبق فيما فرض العقوبات قليل جدا في حق التجار او البائعين في الاسواق الكبيرة على ما يفيد كريس شيبرد.
في جاكرتا يعرف عن سوق براموكا للطيور وهي من الاكبر في آسيا، انها مكان تباع فيه انواع مهددة في غياب عمليات التدقيق. وكان قد عرض فيها قبل ايام قليلة حوالى 20 الف طير.
وقد بذلت جهود لتجنب الربط بين مسابقات غناء العصافير وعمليات الاتجار في الاسواق. فتعهدت الجمعية الاندونيسية للطيور البرية التي تنظم مسابقة مهمة لغناء العصافير، حظر استخدام الطيور البرية واستبدالها بطيور مغردة ولدت في الاسر.
الا ان الرئيس السابق للجمعية ماد سري برانا يعتبر ان العملية الانتقالية هذه ستستغرق بعض الوقت مشيرا "الى عدم وجود اجراءات ملزمة" لجمعيات اخرى غير مرتبطة بالجمعية الاندونيسية للطيور البرية تنظم مسابقات من هذا القبيل.
ومن المؤشرات الايجابية انتشار مشاريع لتربية الطيور مثل مزرعة ميغاناندا بالمئات عبر البلاد فيما قامت السلطات في الفترة الاخيرة بعمليات ضبط كبيرة لطيور قبض عليها بطريقة غير قانونية.
الا ان تغيير العادات القديمة يحتاج وقتا على ما يحذر ريا ساريانثي من المنظمة غير الحكومية لحماية الطيور "بورونغ اندونيسيا" موضحا "ليس من السهل تطوير الذهنيات".
 

  • شارك الخبر