hit counter script

أخبار محليّة

أحمتوف: هدفنا غَرس قيمنا وتوضيح صورة روسيا

الثلاثاء ١٥ شباط ٢٠١٦ - 06:25

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

مهمّة المركز الثقافي الروسي في لبنان «غرس القيَم الروسية وتغذية الحبّ لبلاد القياصرة، ليس بمعنى البروباغندا، بل عبر تصحيح الصورة المغلوطة عنها»، ولا سيما بعد أن رفعت العملية العسكرية الروسية في سوريا والأزمة الأوكرانية مستوى الاهتمام بموسكو وسياستها في الإقليم.لا يخفي مدير المركز الثقافي الروسي في لبنان الدكتور خيرات أحمتوف إعجابه بارتفاع منسوب اهتمام اللبنانيين بسياسة روسيا ولغتها. ويقول في مقابلة مع «الجمهورية»: «الناس مهتمّون بالتعرّف إلى روسيا وجذور سياستها الخارجية، ويطرحون الأسئلة العميقة، ويرغبون في تعلّم لغتنا».

إهتمام ازداد تحديداً على خلفية الأزمة الأوكرانية، والرغبة في معرفة تاريخ روسيا وشبه جزيرة القرم، وعقب تدخّل موسكو العسكري في سوريا. ويقول: «قمنا بإجراء ندوات لإيصال العقيدة الروسية في بيت مري وصيدا والصرفند».

إهتمام متزايد باللغة الروسية

ويوضح أحمتوف أنّ الإهتمام باللغة الروسية لا يقتصر على الأفراد، بل هناك العديد من المؤسّسات الحكومية والحركات الإجتماعية والبلديات التي
أعربت عن رغبتها في التعاون معنا، وقد تلقّينا طلبات من مناطق مختلفة وضمنها مدارس في الكورة على سبيل المثال.

وعلى غرار ما قامت به مدرسة الزهراء في حوش بعلبك بإدخالها اللغة الروسية في مرحلة التعليم الابتدائي، يجري المركز الثقافي الروسي مفاوضات مع عدد من المدارس التي طالبت بإدخال الروسية ضمن مناهجها التعليمية.

لكنّ المسألة فيها صعوبات، إذ لكلّ مدرسة منهج ومستويات مختلفة، ومهمّة المركز متابعة وتوفير الأمور اللوجستية من لوازم كتب وأساتذة. وعلى مستوى الجامعات، ينوّه أحمتوف بمستوى التعاون مع الجامعة اللبنانية الفرع الثاني والجامعة اللبنانية- الأميركية وAUST، واليسوعية، ويشير إلى أنّ المركز يتّجه إلى وضع أسس للتعاون مع جامعة الحريري والجامعة الإسلامية.

وإلى جانب تعليم اللغة الروسية، تجري في المركز دورات متنوّعة من موسيقى ورقص روسي ولا سيما الباليه، وجمباز وكاراتيه والفنون القتالية الخاصة، وأنّ «الاهتمام يتركّز على جذب الأطفال كونهم قادة المستقبل».

تغذية الحبّ لروسيا

ويقول أحمتوف، الذي يشغل أيضاً منصب مستشار سفارة روسيا الإتحادية في لبنان: «إنّ جزءاً كبيراً من نشاطنا يتعلّق بغرس القيَم الروسية، ليس بمعنى البروباغندا، بل تغذية الحب لروسيا. فهناك ما بين 80 إلى 90 في المئة من المعلومات غير صحيحة عن روسيا، ونحن نحاول إيصال الصورة الحقيقية». ويشير إلى أنّ عدد الجالية الروسية في لبنان يتراوح ما بين 8000 الى 10000 روسي.

ويقول: «إنّ ما بين 40 إلى 50 ألف يتحدّثون الروسية... وهذا لا يعني أنّ جميعهم من الروس، بل إنّ جزءاً منهم تابعوا دراستهم في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة أو هم من هذه الدول».

ويُبدي أحمتوف ارتياحه لمستوى التقدّم الذي حققه المركز الثقافي الروسي. ويقول: «نجحنا في إعادة اللبنانيين الى المركز وجعله ساحة لتبادل الأفكار واللقاءات المختلفة، ولا سيما للحركات الإجتماعية والثقافية».

لسنا مهدّدين

واللافت أنّ المركز الثقافي الروسي الذي بدأ نشاطه في كليمنصو عام 1956 وانتقل بعدها الى فردان عام 1981، هو المركز الثقافي الوحيد الذي لم يغلق أبوابه طيلة الحرب الأهلية، إذ كان بمثابة مساحة تلاق، واستضاف نشاطات ثقافية وأعمالاً مسرحية ومؤتمرات، وتوسّع بحيث بات له مراكز في كلّ من بعلبك وبعقلين وطرابلس وبيت مري.

ويسعى أحمتوف عبر الجهاز المركزي في روسيا الاتحادية للدفع قدماً بأعمال التجديد والترميم في المبنى في فردان، لكنّه يتفهّم أنّ بلاده تمرّ في فترة إقتصادية صعبة. ويعزو تراجع نشاط المركز الثقافي الروسي في طرابلس إلى التوتّر الأمني الذي ساد منطقة جبل محسن والتبانة، وهو وَضع «لا يُنصح به لأفراد السفارة الروسية»، نافياً ترهيب التيارات السلفية المتشدّدة في عاصمة الشمال لموظفي المركز.

ويقول: «لم نغلق مكتبنا في المركز الثقافي الروسي الموجود ضمن مركز الصفدي، والوضع الأمني هو الذي أزعجنا، وهذا ينطبق على عمل كلّ المؤسسات الأجنبية وليس هناك شيء موجّه ضد الروس تحديداً».

المنح الدراسية

في شقّ المنح التي اعتادت روسيا الإتحادية تخصصيها للبنان، يوضح أحمتوف أنّ «عددها يتفاوت سنوياً وهي متواضعة نسبياً، مقارنة بما كان عليه الحال أيام الاتحاد السوفياتي.

ففي العام 2015 ذهب أكثر من 100 طالب إلى روسيا لمتابعة دراستهم الجامعية». ويضيف: «إنّ الاعلان عن هذه المنح يتمّ بالتعاون مع أصدقائنا في جمعية خرّيجي الاتحاد السوفياتي، جمعية الصداقة، والبلديات، وغالبية المنح لدراسة الطبّ والهندسة، وقبول الطلّاب يتمّ وفق معدّل علاماتهم».

وإذ ينوّه بالاهتمام الكبير من الحكومة الروسية ووزارة التربية الروسية، وموافقتهما على تخصيص عدد أكبر من المنح التي كانت مقرّرة للبنان، يشير إلى أنّ اللاجئين السوريين يواجهون مشاكل لوجستية كونهم لا يملكون المستندات المطلوبة، إذ عليهم أن يقدّموا أوراقهم إلى السفارة الروسية في دمشق، ونحن نعمل على قضية تسهيل تقديم المنح لا سيما للاجئيين السوريين والفلسطينيين».

ويبتسم أحمتوف لدى سؤاله عمّا إذا السوريون يرغبون بالتخصّص في روسيا؟ ويقول الدبلوماسي الذي سبق وعمل في العاصمة السورية دمشق ما بين عامَي 2002 و2004: «في قراءتهم للموقف الروسي هناك بعض السوريين الذين تأثروا بالقنوات الغربية، في حين أنّ نسبة كبيرة من السوريين يحبّون روسيا».

ويضيف: «إنّ نسبة كبيرة من السوريين يرون الواقع كما هو، وهم مشكورون لتأييدهم روسيا... حليفتهم، ورغبة روسيا الوحيدة عودة اللاجئين السلمية الى بلادهم».

تعاون شامل

ويذكّر أحمتوف بتكريس أيام للثقافة الروسية، ومنها تخصيص يوم لروسيا في الجامعات وتنظيم نشاط في بشري بالتعاون مع متحف جبران خليل جبران، بالإضافة الى مهرجاني بلونة ودوما.

والجدير بالذكر أنّ بلدة دوما تربطها علاقات تاريخية بروسيا، فهي احتضَنت «المدراس المسكوفية» التي أسستها الجمعية الأمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية في القرن التاسع عشر، والتي ساهمت بشكل كبير في تطوير الاستشراق. ومن أبرز الشخصيات التي تخرّجت من المدرسة المسكوفية الأديب اللبناني ميخائيل نعيمة.

ويقول أحمتوف: «إنّ الهدف من هذه المدارس لم يكن تعليم اللغة الروسية بقدر تنمية البلد، ونشاطنا يهدف إلى خَلق جَو من الصداقة والود بين البلدين، وتقريب روسيا الى لبنان». نشاط أحمتوف لا يقتصر على المجال الثقافي، فهو على تواصل مع جميع الاحزاب والمؤسسات. ويقول: «نحاول ان نتابع كل ما يدور في لبنان، إذ ليس في إمكاننا البقاء خارج الأجندة اللبنانية. نُجري لقاءات مع اصدقائنا اللبنانيين المؤيّدين لروسيا».

ويختم حديثه بالتشديد على أنّ «الكثير من التشويش يطاول سياسة روسيا في كلّ من أوكرانيا وسوريا. مهمّتنا شرح ماذا وراء سياسة روسيا. نحن نحبّ أن نعمل ونتواصل مع كلّ الأطراف وليس فقط مع أصدقائنا وحلفائنا، ونحن منفتحون على الجميع».

 

مي الصايغ  - الجمهورية - 

  • شارك الخبر