hit counter script

أخبار محليّة

سمير فرنجية: مشروع حزب الله انتهى ولكن هذا لا يعني أن مشروعي انتصر

الإثنين ١٥ شباط ٢٠١٦ - 07:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يملك النائب السابق سمير فرنجية من «جمالية» الكلام وواقعيته الكثير، وحين يسرد الوقائع السياسية والتاريخية في لبنان، تستوقفك لحظات وفرص كان في الإمكان الاستفادة منها أو العودة إليها للتصويب والمراجعة.
لم يتعب القيادي في قوى الرابع عشر من آذار من محاولات لترميم هذه القوى مجدداً وها هو اليوم يحاول بلورة تُصوّر ما مع المستقلين من دون أن يجزم ما إذا كان هناك من إمكانية للسير به أم لا، طبعاً المطلوب بالنسبة له استخلاص العبر والعمل كقوى مشتركة على حماية لبنان والانطلاق نحو مشروع جديد، اما أي كلام عن موضوع توحيد المسيحيين فلا معنى له ما لم يحصل تواصل مع المسيحيين في العالم العربي.
لا يُطلق المواقف لمجرد اطلاقها بل يسعى لأن تكون بمثابة رسائل للجميع في لبنان وهو الذي يُدرك أن الظرف دقيق والمرحلة خطرة ولذلك فإنه يتوجه إلى سياسيِّي الفريقين بمجموعة مطالب محقة وغير مستفزة لأن عنوانها الأوّل والأخير مصلحة لبنان ومنع انتقال شرارة الأحداث الخارجية إليه.
وعن أخطاء قوى الرابع عشر من آذار، يتكلم بصراحة لـ"اللواء" ويعدد الأسباب التي أدّت إلى تراجع دور هذه القوى ودخول الخلافات إليها وذلك في جردة تقييم لها، وهو لم يعلن انهاءها ليقينه بأنه عليها تجديد نفسها إذا كان المجال متاحاً لذلك.
بمنطق المثقف السياسي والقارئ لمستقبل الأوضاع، يطل فرنجية ليطلع الرأي العام على حقائق رئيسية من الضروري أن ترافق الحياة اليومية للمواطنين، لأنها جزء لا يتجزأ من هذه الحياة وهي مُرَّة في بعض الأحيان، لكن قد تصبح حلوة إذا كانت الرغبة قوية بصياغة المشروع الجديد الحامي للبنان.
في حوارنا معه، كان الوقت يسابقنا وكنا على درجة عالية من الاصغاء لما يقوله، وتمنينا ألا ينتهي الحديث الشيِّق معه، حول الرئاسة ووضع قوى الرابع عشر من آذار والخطابات الأخيرة للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله والدور المستقبلي للقوى السياسية في لبنان، تمحور اللقاء معه، وفي ما يلي نصه:
تراجع دور 14 آذار
{ نحن على مشارف الرابع عشر من شباط والمشهد كما نراه بأن حال قوى الرابع عشر من آذار سيئ جداً، ويكاد يكون الأسوأ، ولم تعد هذه القوى موحدة بل أضحت عدّة أفرقاء، كيف تقرأ هذا المشهد وأنت أحد أقطاب هذه القوى؟
- مما لا شك فيه أن وضع 14 آذار بدأ يتراجع منذ زمن ليس ببعيد، وهو تراجع لأن هذه القوى فقدت الرؤية والمبادرة، واستمرينا لسنوات في حال من ردّات الفعل على فعل الآخرين. ومعلوم أن موقع ردة الفعل هو موقع خاسر. عندما أتت الفرص أضعناها، وإحدى هذه الفرص هي فرصة انتخابات العام 2006، حيث أنهتها محاولة السين - سين، وقبل ذلك كانت هناك فرص صغيرة وكبيرة لم نعرف اقتناصها بل فوتناها. وهذا التراجع أدى إلى لحظة من اللحظات لقيام هذا الخلاف الغريب، حيث ان قطبين أساسيين من 14 آذار مختلفان على ترشيح قطبين من 8 آذار. الصورة تبدو سوريالية بهذا المعنى، اليوم وصلنا إلى هذه الحالة، فهل إن 14 آذار قادرة على تجديد نفسها؟ هذا السؤال الكبير مطروح اليوم. برأيي أن المطلوب حصول أمرين: الأول يتعلق بإقرار قوى 14 آذار بأنها أخطأت في مراحل معينة، وهذا الخطأ نتحمله جميعاً. والأمر الثاني يتصل ببلورة رؤية لها علاقة بالتطورات الحاصلة في المنطقة. هل إن 14 آذار في هذا الجو.. أقول لا، هل ان هناك من شعور بأن الوضع في 14 آذار أضحى صعباً جداً، نعم، هناك شعور بذلك لدى الجميع، خصوصاً ان جمهور 14 آذار يختلف عن جمهور 8 آذار، فجمهور 8 آذار هو جمهور حزبي، في حيّن ان جمهور 14 آذار هو جمهور مدني، ولا يتبع زعيماً، وبالتالي لا يمكن التعاطي مع هذا الجمهور من دون المشاركة معه والتواصل معه. هذه هي أزمة 14 آذار. صحيح ان 14 آذار في أزمة كبيرة ولكن 8 آذار في أزمة أكبر ولكنها غير معلنة.
أعتقد ان حزب الله وإيران لم ينتصرا، وبالنظر إلى الوضع في سوريا، فحتى لو حقق النظام بمساعدة روسيا تقدماً في منطقة، أعتقد أن النظام الروسي غير قادر على إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه في سوريا، وبالتالي فإن دور روسيا، قاعدة أساسية للمشروع الإيراني في المنطقة انتهى. أما متى ننتقل بسوريا إلى سلطة أخرى، فأعتقد أن المسألة ما هي إلا أشهر، وإذا لم تسر المفاوضات الآن، فبالإمكان أن تسير لاحقاً وبعد شهرين، في هذه الصورة فإن حزب الله هو خاسر، لكن لسنا برابحين وهذه هي المفارقة، المشروع الذي نواجهه خاسر، ولكن في لحظة خسارته، لم نجد أنفسنا منتصرين.
دعوة لاستخلاص العبر
{ السيّد نصر الله قال في خطابه الأخير انه منتصر داخلياً بدليل ان قطبين في 14 آذار يتسابقان لترشيح قطبين من 8 آذار ، كما قال عن تنظيم الخلافات في 8 آذار، في حين ان 14 آذار تعاني من خلاف قوي، وبدا الأمر وكأن السيف مسلط فوق الرأس، فما هو قولك؟
- على هذا المستوى هناك خلاف وهذا الخلاف ليس ببعيد عن الحقيقة، لكن الأمر الذي لم يتحدث عنه السيّد نصر الله هو الأزمة الأخرى، أي أزمة المشروع العام الذي هو جزء أساسي منه، فلا يخبرني انه منتصر في لبنان، في حين اننا نبحث كم سيبقي نظام بشار الأسد، إذا كان هناك من طلب أتوجه به إلى جماعتنا فأقول يجب أن تستخلصوا العبر وتعملوا على بناء رؤية جديدة. وهذا الطلب يجب أن يتوجه إلى السيّد نصرالله لاستخلاص العبر عندها أوفر عليّ وعليك. دعونا نعود إلى هذا البلد بشروط هذا البلد، أقول هذا الكلام في لحظة تهدد فيه المخاطر لبنان، والفتن موجودة، إذا أكملنا في حروبنا في سوريا فسنصبح في مواجهة مباشرة بين جيشنا وداعش والنصرة، وهناك أزمة اللاجئين السوريين وتهديد لأولادنا المنتشرين في الخليج، كما ان هناك أزمة اقتصادية واجتماعية يومية. المطلوب من جماعتنا استخلاص العبر، والمطلوب أيضاً من حزب الله استخلاص العبر، وما من أحد «أشطر» من الآخر في هذا البلد. كل الأفرقاء اعتبروا، في لحظة ما، انهم منتصرون، واعتبروا ان الآخرين ليسوا كذلك.
مشروع سلام لـ14 آذار
{ قلت اننا نعيش في ردة فعل، لكن بين 14 آذار هناك ردة فعل، وهذه استراتيجية أضحت معتمدة..؟
- لقد تمّ اختزال حركة كاملة بـ3 أو 4 أشخاص، وهذا خطأ كبير، هناك خلافات على أمور صغيرة لها علاقة بالسلطة، وحاولنا ان يكون هناك دور للمستقلين، فقاموا علينا، ولا أقصد كل الأحزاب بل بعضها. في تاريخ لبنان، كنا محكومين بتكتلات سياسية عابرة للطوائف، صحيح أن حصة ما يسمى بالإقطاع السياسي في العائلات كانت كبيرة، لكن المسألة الطائفية لم تكن أساسية، وكانت الكتل مختلطة. ما بعد العام 1958 ولا سيما بعد العام 1967 تم تطييف الحياة السياسية لدرجة ان العام 1969 كان أول محطة أدخلتنا إلى العام 1975، وكل الطوائف حاولت لعب نفس اللعبة، أي أنها تدافع عن المصلحة العامة وتعزل الآخرين. الشيعية السياسية ليست أذكى من المارونية السياسية، والبلد لا يحكم من قبل فريق. هذه هي من أبسط قواعد اللعبة، وبالتالي فإن استخدام الطوائف من قبل الأحزاب الطائفية لتحسين موقعها في السلطة، أمر شبع منه المواطن اللبناني، وها هو يدفع ثمنها لبنان غالياً، كما ان هناك مخاطر تُهدّد بلدنا. وأقول لا يمكن لقوى 14 آذار أن تجدد لنفسها إلا إذا طرحت مشروع مع بعد تجاوز المرحلة الحالية، وقالت انها تحمل مشروع سلام لهذا البلد، وأريد أن أعمل به مع كل النّاس من دون استثناء. والمطلوب من 14 آذار وتحديداً من تيّار المستقبل أن يتحدث مع حزب الله حول كيفية منع الفتنة، وجعل هذا البلد نموذجاً لحل هذه المشكلة الموجودة في الخارج في الحد الأدنى، وإذا فرطت الأوضاع في مكان ما، فلن يبقى أحد ما ليخبر بما حصل. قانون الانتخاب على سبيل المثال هو موضوع ثانوي وسلامة البلد هي المسألة الأساسية، فيجب ألا نسمح لتداعيات المنطقة أن تصل إلينا، وندفع ثمنها. والفكرة بأن كل كتلة تريد أن تربح مقاعد نيابية من هنا وهناك هي دون المستوى السياسي المطلوب.
{ هل هناك من تقبّل لهذه الفكرة التي تحدثت عنها؟ وهل ان المجال مفتوح لتسويقها؟
- ما من فكرة أخرى داخل 14 آذار، وهنا يأتي دور المستقلين غير المرتبطين بإطار ضيّق وحزبي، أما إذا كان سيُصار إلى السير بها أم لا فهذا موضوع آخر.
{ الصرخة التي نسمعها منك سمعناها قبل عام ولم تقم جبهة 14 آذار لأن المتحكمين بـ14 آذار كانوا ضدها ولم يستفيدوا من هذه الصرخة وانتقلوا من انحدار إلى آخر، إلى أن وصلوا إلى هذه المرحلة...
- دعوني أقول أن هناك رغبة لدى الناس للقيام بأمر ما، سمّوها 14 آذار أو غير ذلك، لأن التسمية ليست مهمة، ومن خلال الاتصالات التي أقوم بها وجدت ان هناك أناساً على استعداد للقيام، وقريباً سنعمل على بلورة شيء محدد في هذا الإطار.
لبنان .. العيش المشترك
{ هل هناك من فرص نجاح لذلك؟ وما هو البديل عن عدم نجاح ذلك؟
- إذا لم نفعل شيئاً سندخل إلى الخراب بكل تأكيد، ونحن كلبنانيين لا ندرك قيمة أنفسنا، فلبنان قدّم نموذجاً استثنائياً وهو البلد الوحيد الذي قامت فيه تجربة العيش المشترك، ولبنان هو البلد الوحيد الذي يتشارك فيه المسلمون والمسيحيون بإدارة سلطة واحدة. كلمة العيش المشترك لم تعن للأوروبيين أي شيء، وبدأت تعنيهم منذ عامين، حيث كلف الاتحاد الأوروبي قيادات أوروبية سابقة لوضع نص من أجل أوروبا العيش المشترك، وهذه هي المرة الأولى التي تلفظ في القرن الواحد والعشرين. اليوم هناك تفتيش عن التجربة اللبنانية، لكننا لا ندرك قيمتها. هناك ممن داخل 14 آذار، يتحدث عن حقوق المسيحيين وحقوق المسلمين.. نحن لا نعرف كيفية الإضاءة على ما يُؤكّد هذه التجربة الفريدة. هناك نصان صدرا حول الحريات الدينية. ولم أر أحداً في 14 آذار قال «برافو»، وهناك نص يتصل بالأقليات الدينية في العالم العربي في مؤتمر مراكش، ولم أر أحداً في14 آذار لفت الانتباه إليه. ما يحصل في البلاد سائر في الاتجاه السليم بالنسبة إلى تطوّر الوعي لدى المواطنين. أريد أن أذكر انه في شهر آب قام العماد عون بعملية تعبئة طائفية استثنائية عنوانها «حقوق المسيحيين»، ونظم التيار الوطني الحر وقتها 3 تظاهرات، في التظاهرة الأولى حضر 140 شخصاً وفي الثانية أقل من 1000 شخص وفي الثالثة 5000 شخص. هذا هو الزعيم الأول لدى المسيحيين، وهذه هي قدراته على التعبئة، لم يعد يعني هذا الكلام الناس، والمؤسف انه عوضاً عن أن تستفيد 14 آذار من التطور الحاصل، ذهبت في اتجاه آخر. سلطة حزب الله تقول انها قادرة على حسم كل شيء، لكن المشروع انتهى، ولكن لا يعني ان مشروعه انتهى ومشروعي هو من ربح، انتهى مشروعه. برأيي يجب أن ندعو لمشروع ما بعد التطورات التي حصلت، ويجب أن نرى كيف علينا ان ننظم حياتنا المشتركة في هذا البلد. وإذا أرادت 14 آذار العودة، فلا بد لها من أن تعود وفق هذه القاعدة.
حزب الله ومأزق الحرب
{ يتحدث السيّد نصر الله عن استكبار وكأنه هو من يُحدّد كل شيء في لبنان..
- إذا رأى وضع 14 آذار، فقد يكون هو المنتصر، خصوصاً انها تعاني من التفكك والغياب وإذا نظرنا من حيث الشكل فإن المرشحين الرئاسيين من جماعته سواء ميشال عون أو سليمان فرنجية، ومن حقه عند ذلك القول انه المنتصر، لكن حزب الله خاض حرباً ليس في مقدوره الخروج منها وحليفه الأساسي محكوم بالانهيار، والتعبئة السنية - الشيعية موجودة. في ظل كل ذلك ليس هو المنتصر، إذا كان قادراً على الانتصار في سوريا فنقول انه المنتصر. أما الكلام الآخر فلا طعم له.
{ لكنه يعتبر انه وحزب الله أصبحا أكبر من لبنان وجزءاً من اللعبة الإقليمية..
- لكن ذلك مكلف له أكثر بكثير مما لو بقي في لبنان، اليوم إذا أردت أن أؤذي حزب الله فسأقول له لا تنسحب من سوريا وسأتمنى أن يبقى بسوريا. هو يخوض حرباً ويدرك تماماً انه لن ينتصر فيها. كل التضحيات التي يقدمها تهدف إلى تأخير سقوط هذا النظام، لكن بقاء هذا النظام غير مطروح. أعتقد ان حزب الله نجح في لعبة إجرامية أي جعل من سوريا فيتنام إيران على حساب الشعب السوري وجعل منها الآن فيتنام روسيا، وهناك اليوم استعانة بالأفغان والباكستانيين لإرسالهم إلى سوريا، ما أقوله هو انه لا بدّ من وضع عقلنا في رؤوسنا.
لتحرك مسيحي مع العالم العربي
{ كيف تقرأ تحرّك مُنسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد اليوم؟
- هناك موقف عائلي في ما هو حاصل بالنسبة إلى الترشيحات، وبالنسبة إلى قول سمير جعجع عن التوحيد بين المسيحيين، فعادة كلمة توحيد الطوائف تستخدم بشكل معكوس. هناك كمية تعابير، وتوحيد القرار في طائفة معينة، يعني أنهم مسرورون في الدخول في نظام ديكتاتوري. اجتمع الدكتور سعيد ببعض النواب المستقلين في جو البحث عن خطاب آخر. وأتصور ان هناك دعوة قريبة للقاء سيّدة الجبل، وسيكون لقاءً مسيحيا لبلورة رؤية أخرى. عوضاً عن رؤية صورة المصالحة التي كانت إيجابية من جانب واحد وهي وقف الاحتكام إلى ما حصل منذ 30 عاماً، المطلوب من الفريقين اللذين يتحدثان عن مصالحة حقيقية إعادة فتح الدفاتر، ولا يعني ذلك تبادل القبلات امام الإعلام، لكن انطلاقاً من هنا، فإنه في الجو المسيحي، لا بدّ من تحرك مختلف باتجاه التواصل مع المسيحيين الموجودين في العالم العربي وتحديد دور المسيحيين في بناء العالم الجديد، على ان يكونوا همزة وصل مع الغرب والفاتيكان حول هذه الرؤية الجديدة للعالم العربي، لكن القصة لم تعد محلية، ووقع ما يحصل عندنا غريب لدى الغرب. والمسألة ان هناك أزمة مجتمعية في الغرب. وهذا النظام الذي فتح المجالات امام الجميع للعمل والتقدم وبسبب التراجع الاقتصادي لم يعد قادراً على تقديم شيء وهناك مجموعات تستهويها فكرة العنف.
شراكة المسيحيين والمسلمين
{ اليوم هناك تشبيه للمصالحة التي حصلت بالعودة إلى الحلف الثلاثي أو صيغة منقحة بحيث أتت ثنائية بدلاً من أن تكون ثلاثية؟
- الحلف الثلاثي قام ضد تجربة إصلاحية قادها الرئيس فؤاد شهاب ومن يتحدث اليوم عن رئيس قوي، فذاك كان رئيساً ضعيفاً، لكن الرئيس شهاب بنى مؤسسات لا تزال فعّالة حتى اليوم، ولم تنته ولايته بحرب أهلية، اما القبضايات الذين أتوا ادخلونا في حرب أهلية أو ربع حرب أهلية أيام بشارة الخوري أو حرب أهلية أيام سليمان فرنجية الجد، هم يعيدون الأمور وكأن وحدة الطائفة هي كل شيء عملياً، ولكن ما من شيء اسمه وحدة الطائفة ولا هم أصحاب مشروع، إذ ان كل واحد يتحدث نقيض الآخر في هذا الموضوع. المسألة ليست مسألة توحيد بل ان هذه الطائفة تحمل رسالة في تاريخ الموارنة، هناك تاريخ مهم هو تاريخ 1736، حيث انعقد مجمع ماروني في اللويزة اتخذ قراراً قبل 50 عاماً من الثورة الفرنسية بفرض إلزامية التعليم، وأوصى بتعليم الأولاد وبإطعام الجميع وإيجاد مأوى، ولولا هذه الخطوة لما كان وضع الموارنة مميزاً، وهناك ميزة عندنا في لبنان وهي ميزة التنوع غير الموجود في العالم وهي شرط أساسي لتطوير المجتمع.
ولا بدّ من لعب دور انطلاقاً من ذلك. وتجربة الانكماش اوصلتنا إلى الحرب، لم يخرجوا منها الا بشيء اسمه الإحباط. وهناك رجل واحد ساهم بإخراجهم من هذه الحالة الا وهو البطريرك صفير الذي أعطى رسالة إلى المسيحيين، وعندما منحهم هذا الدور قال لهم لا تلعبوه بمفردكم بل مع شريكم في الوطن، هذه هي الرسالة والمسيحيون يتباهون اليوم.. لكن ماذا فعلوا؟ وها هو الإنجاز الذي حققوه هذه الفترة؟ ما هو الإنجاز الذي اقدم عليه العماد ميشال عون؟ كان من الممكن ان يساهم في معارضة الوجود السوري لكنه عندما عاد، برّر المرحلة السابقة، في حين ان بإمكان قرنة شهوان القول انها انجزت، الأوّل كان في الخارج والآخر كان في السجن. ولم يدركا انه لو لم يكن هؤلاء الناس موجودين، لما عاد الأوّل ولما خرج الآخر من سجنه، لقد عادا لأن هذا الجو المسيحي الذي اطلقه البطريرك هو من سمح بهذا التواصل مع المسلمين وبهذه التعبئة وهي لحظة 14 شباط، ثم خوض معركة مشتركة، والباقي كلام لا طعم له.
رئيس طبيعي للبنان
{ في آخر تغريدة لجنبلاط يقول ان الرئيس المقبل آتٍ على سجادة إيرانية، فما هو رأيك؟
- بسبب ترشيح الاثنين، ظهرت الأمور وكأن الرابح هو الذي ينال رضى إيران، لكن برأيي، وكما هي الأمور سائرة، فإنه لن يأتي ايرانياً بل رئيساً طبيعياً ليس من 14 آذار وقد لا يكون من 8 آذار، وسنعود بذلك إلى فكرة رئيس يساهم بنقل البلاد من حالة الرحالة وسيكون من خارج الاصطفافات، وأتصور ان حزب الله استخدم ميشال عون للتعطيل، ولا يمكن نقل لبنان من موقع إلى موقع، ولا يمكن للبنان ان يخرج عن الإجماع العربي ويجب الا يخرج أبداً عن ذلك.
 

  • شارك الخبر