hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - ناصر زيدان

اجواء سياسية لبنانية مُخيفة

الإثنين ١٥ شباط ٢٠١٦ - 06:59

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الانباء الكويتية

ولَّى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات. كلامٌ اطلقه السيد حسن نصر الله، ترافق مع مجموعة من المؤشرات على إندفاعة إعلامية مُتسارعة لقوى 8 آذار - او ما يُطلقون عليها " قوى المُمانعة " - ارخت اجواء مُخِيفة على الاوضاع اللبنانية المُعقذَة، وتكاد تخلق توترات كنا اعتقدنا انها اصبحت من الماضي.
خلفية الإندفاعة الهجومية لقوى 8 آذار، حسابات اقليمية جديدة، عنوانها بعض التقدُّم الذي احرزته الضربات الجوية الروسية التي تُساند قوات النظام السوري على بعض محاور القتال في سوريا، وفشل مؤتمر الحوار في جنيف، اضافةً الى الارتياح الدبلوماسي والمالي الذي تعيشه " قوى المُمانعة " من جراء بدء تطبيق الاتفاق النووي بين ايران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن + المانيا.
ولم يقبل محور حزب الله بالانتصار الذي قدمته له مُعظم قوى 14 آذار وقيادات أُخرى من خلال اختيار مُرشح رئاسي محسوب عليهم سياسياً، وهو النائب سليمان فرنجية، بل إنطلقت قيادات هذا المحور من هذه الهدية السياسية لإلحاق هزيمة بأخصامها، في وقتٍ تعاني البلاد من بداية تفكُّك قد تُصيب معظم المؤسسات، اذا ما طال الشغور الرئاسي اكثر.
الجزء الاساسي من خطاب السيد حسن نصرالله في 29/1/2016 كان تبريرياً وتعبوياً، للملمة التضعضُع الذي اصاب محور 8 آذار على اثر ترشيح النائب فرنجية من قبل الرئيس سعد الحريري، وبعد مصالحة معراب التي دملت جزء كبير من جرح الخلافات المسيحية – المسيحية التي كانت توظَّف لصالح سياسة المحور. خصوصاً ان هذه المُصالحة بُنيت على قاعدة النزول الى البرلمان لإنتخاب الرئيس، طالما ان نواب القوات اللبنانية سيقترعون لصالح العماد عون، وهو ما كان ينتظره عون بشغف، وربما كانت اصواتهم كافية لوصوله الى الرئاسة، إذا ما أُعيد سيناريو الاقتراع الذي جرى في مجلس النواب في جلسة 23 ابريل/نيسان 2014.
امَّا الجزء الثاني – والاساسي – من خطاب نصرالله؛ فكان تهديدياً ومُخيفاً بكل المقاييس، وبدى "السيد" كأنه جاهز لخوض مواجهة ميدانية مع الذين يخالفونه في الرأي حول مُستقبل الاوضاع في المنطقة، وعلى وجه الخصوص فيما يتعلَّق بإنفلاش السياسة الايرانية وتدخلاتها في شؤون الدول العربية. وتحدث بحساباتٍ تُشبه حسابات عدّ " البواريد " والرجال، عندما تطرَّق الى الاحجام والاوزان لهذه القوة او تلك.
القوى السياسية التي لا تُجاري حزب الله في تدخُله في سوريا، وفي عدم تسهيله إنتخاب رئيس للجمهورية إلاَّ وفقاً لفرضية جبرية واحدة يريدها – وهي التصويت للعماد عون – تعرف امكانيات حزب الله وقدرته على قلب الاوضاع، وتُدرك انه يملك ترسانة عسكرية كبيرة سبق ان صوبها نحو الداخل اللبناني في ايار 2008. ولكن هذه القوى - التي تحرصُ على الاستقرار اللبناني، وتحاول على الدوام تجنُّب انعكاس ويلات المنطقة على الداخل - لم تتخذ قرار الاستسلام لحزب الله، ولديها اوراق يمكن ان تلعبها في الوقت المناسب، تفرض على حزب الله اعادة التسليم بمقاربة الشراكة الوطنية الحقيقية، وبأن لبنان لا يُحكَم إلا بتوافق إرادة كافة ابنائه، مهاما كانت نتيجة المعركة الدائرة على الاراضي السورية.
لا شيء يمنع قطاف الثمرة الناضجة قبل سقوطها – على ما شبه الرئيس نبيه بري الوضع الرئاسي في لبنان عشية جلسة 8 فبراير/ شباط – ولكن الشعور بفائض القوة عند بعضهم، والحسابات الشخصية البحثة عند بعضهم الآخر، سيؤدي الى سقوط الثمرة، وبالتالي خسارة الفرصة السانحة للإنقاذ.
الاوساط الشعبية التي تتابع ما يجري، وتعيش ضائقة اقتصادية خانقة، ترى؛ ان حزب الله مُطالبٌ اكثر من غيره بتوضيح إندفاعته الجديدة، وتبديد اجواء القلق والخوف المشحونة في البلاد.
 

  • شارك الخبر