hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

أمل بيروت أحيت انتفاضة 6 شباط والكلمات دعت إلى الوحدة الوطنية

الأحد ١٥ شباط ٢٠١٦ - 16:21

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أحيت حركة "أمل" - اقليم بيروت، ذكرى انتفاضة 6 شباط على مسرح "الامل" في ثانوية الشهيد حسن قصير طريق المطار، بحضور وزير المال علي حسن خليل، القائم بأعمال السفارة الايرانية محمد صادق فضلي ممثلا السفير الايراني محمد فتحعلي، مدير عام المغتربين هيثم جمعة، رئيس المكتب السياسي للحركة جميل حايك، ممثلي الاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية وفاعليات بلدية واختيارية واقتصادية واجتماعية ونقابية وعمالية وتربوية وممثلي القوى الامنية وقيادة من المكتب السياسي لـ"أمل" والهيئة التنفيذية واقليم بيروت والمناطق.

بعد النشيد الوطني ونشيد "أمل"، كان عرض فيلم وثائقي يلخص أحداث 6 شباط، ثم قدم عضو قيادة اقليم بيروت زياد الزين الاحتفال وقال: "ان 6 شباط ثورة ميزت نفسها عن التصنيف التقليدي للثورات، لانها لم تكن ردة فعل بل الفعل نفسه".

ثم تحدث نائب رئيس "الحزب السوري القومي الإجتماعي" توفيق مهنا، عما تعرض له المناضلون في ذلك التاريخ، "من السلطة "الكتائبية"، إذ تعرضوا للخطف والتصفية والإعتقال والملاحقات على مدى سنوات مما يجبرهم على تغيير سكنهم أكثر من مرة تجنبا للخطف الذي طال العشرات"، مضيفا "نحن رغم تحرير العاصمة بيروت وانتصار المقاومة على الإحتلال لم نشعر بأمان، ولم نشعر أننا أصبحنا قادرين على الحركة والنشاط والتنفس من شدة الظلم إلا عندما انزاح كابوس السلطة الفئوية عن صدر الضاحية، وعندما وضع الحد بالموقف الصامد لمحاولات تركيع الضاحية وإسقاط موقعها، وما تمثل من ارتكاز المقاومة بكل أشكالها وتعبيراتها، فالسادس من شباط محطة مضيئة في تغيير المعادلات على الأرض، وإسقاط نهج الإنحراف والهيمنة للسلطة السياسية الفئوية المتواطئة، وإصرارها على استخدام الجيش في مهمات فتنوية ضد الشعب وزجه في آتون الصراعات السياسية الداخلية، إنها محطة مضيئة لتصحيح بوصلة النظام السياسي وإعادة رسم مهمات للجيش خارج الحسابات السلطوية، العبرة في الذكرى تكمن في أنها شكلت اختراقا سياسيا ووطنيا لإعادة صياغة النظام السياسي، وصياغة عقيدة الجيش في آن واحد".

وسأل: "هل كنا وصلنا دون المقاومة وانطلاقتها وانتصاراتها وتضحية شعبها في 6 شباط إلى وقف الحرب الأهلية وتكريس الثوابت الوطنية والقومية التي نصت عليها وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، وباتت جزء من الدستور؟ وتأكد من خلال ذلك أن عقيدة الجيش الوحيدة هي مواجهة العدو الصهيوني وحماية الوطن والدولة ووحدة الشعب والأرض، وأن مهماته محددة لا يحيد عنها، فإتفاق الطائف لم يكن في حينها سوى ضرورة سياسية ووطنية لوقف الحرب ليس أكثر. فقد انتقلنا مع الطائف من نظام الطائفة الحاكمة الى نظام الطوائف الحاكمة، واليوم نحن بكل أسف بدل أن نرتقي باتجاه نظام وقيام الدولة المدنية اللا طائفية، ننحدر الى حضيض الإنقسامات المذهبية التي يزداد اشتعالها وعنف جمرها الملتهب الذي تغذيه القوى الإستعماراتية والحلف المعادي، للنيل من انتصاراتنا وخنق مقاومتنا التي تتعرض للفتنة والحصار والعقوبات على كل المستويات السياسية فضلا عن المالية وغيرها".

وقال: "إنها مناسبة لإعادة التأكيد بضرورة التمسك بالطائف، الذي يجب أن يترجم بقانون انتخاب وطني لا طائفي"، مضيفا: "نحن في الحزب "القومي الإجتماعي" ندعو إلى اعتماد النظام النسبي، وأن يقوم على لبنان دائرة واحدة معبرا وحيدا الى دولة جديدة ونظام سياسي جديد، ويجب أن يترجم بوضع الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية مادة أولى في جدول أعمال أي حكومة ومجلس نيابي، لأن الغرق في مهاوي الفرز الطائفي والخندق المذهبي، سيودي بنا وبكل آمالنا في أنفاق نعرف كيف ندخلها ولا نعرف كيف سنخرج منها".

وتابع: "إن التمسك بالطائف يتجسد في حماية المقاومة وقوتها وخيارها، وفي دفء العلاقات الطبيعية والمتينة والمميزة مع سوريا وفي العداء باتجاه عدو واحد هو العدو الإسرائيلي، وتعزيز عقيدة الجيش وتمتين قدراته ليكون سدا منيعا في وجه ارهابين، إرهاب العدو الصهيوني ووجهه المكمل، وارهاب الجماعات التكفيرية الظلامية الإرهابية التي تعمل على اختراق نسيج حياتنا تارة باسم دولة "خلافة" مزعومة، وطورا باسم إمارات مذهبية".

وأردف: "الدولة اليوم بلا رأس والمؤسسات الأساسية معطلة، لذلك ندعو الى استحقاق انتخاب رئيس جديد للبلاد، لأن الفراغ قاتل إن لم نسرع الى إملائه تدخل البلاد في نفق أشد ظلمة، وإذا كانت الأوضاع السياسية وبمساع حميدة من الرئيس نبيه بري وكل المخلصين قد خطت مؤخرا خطوة الى الأمام بإعادة تفعيل عمل الحكومة والمجلس النيابي بالحد الأدنى، والمطلوب يبقى أكثر رغم قناعتنا في الحزب أن أزمة البلاد تكمن بالنظام السياسي برمته، لا أزمة رئاسات فقط ولا أزمة ترميم أعمال المؤسسات القائمة، ما يستدعي في هذه اللحظة السياسية إعادة الإعتبار الى النقاش الصريح حول بناء الدولة على أنماط جديدة في الفكر والنهج".

وتابع: "ان 6 شباط محطة أعادت وصل بيروت ودمشق عبر الجبل والبقاع في حلقة من حلقات كسر اتفاق 17 أيار، اتفاق الذل والعار. صحيح أنها محطة في ذاكرة الحرب الأهلية لكن الصحيح ايضا أن نأخذ العبرة منها لنؤكد وحدة الدولة والمؤسسات والشعب، وأن نصد كل الأبواب أمام تسربات الفتن التي تكاد تجعل من الدولة والمجتمع أشلاء محطمة".

وختم: "أخيرا، باسم الحزب القومي الإجتماعي أوجه تحية الى الرئيس بري والأخوة في حركة "أمل"، وإلى كل مقاوم ومساهم في التحرير، فقد تحملنا معا ضريبة الدم وسيبقى عنوان نضالنا مقاومة عدو واحد بوجهين العدو الصهيوني والعدو الإرهابي، وسنبقى نقاتله على مدى أرضنا القومية كما قاتلنا العدو الصهيوني على أرض لبنان نقاتل هذا العدو الإرهابي في كل مكان

ثم القى جمعة كلمة حركة "أمل"، فتناول "أهمية ثورة السادس من شباط التي كانت ثورة كل اللبنايين وقادتها حركة "أمل"، واتخذت القرار وكانت انتفاضة مباركة بمثابة عاصفة من الحرية على يد ثوار ميامين، وانشق ذلك الصبح عن رسالة حق وقرار جريء لقيادة الإنتفاضة ممثلة بالرئيس نبيه بري، وهو إسقاط العصر الإسرائيلي واتفاق 17 أيار، وكل أنواع الهيمنة وكانت الأبصار خاشعة والقلوب معتمرة بالإيمان والرايات خافقة، والعاصمة قوية بقبضات المجاهدين، فكان الإنتصار وعاد لبنان عربي الملامح مرفوع الرأس، وعاد وجه العروبة مزهوا بالإنتصار وعاد الجنوب شعلة للحق والمقاومة، فانتفاضة 6 شباط نقطة ومحطة مضيئة في تاريخ لبنان"، مضيفا: "في ذلك الوقت إحدى الصحف الفرنسية كتبت عن الإنتفاضة لأن في بيروت رجالا يصنعون التاريخ الحديث، وكانت الإنتفاضة المسمار الأول في نعش الإحتلال الإسرائيلي وكل امتداداته".

وتابع: "انتفاضة 6 شباط لم تعط حقها في التحليل ولا في التاريخ، وكأنها نقطة عابرة أو لفريق من اللبنانيين بل على العكس إنها لبنانية بامتياز، فلولا هذه الإنتفاضة كان 17 ايار، فهي مثلت فعلا وطنيا وصناعة لبنانية التقت فيها الإرادات الوطنية بحيث تمكنا جميعا من بناء قواعد ارتكاز المقاومة، وممارسة فعل التحرير حيث وجد العدو، ومن جهة ثانية أمنت الإنتفاضة أسباب النجاح للخروج من الحرب الأهلية، وأمنت رفضا للهيمنة والإستئثار والتطلع نحو مشروع وطني قائم على فكرة المساواة والعدالة الإجتماعية واحترام المواطن وحقوقه، وأسست لتوقيع اتفاق الطائف ومهدت الطريق لعودة الدولة ومؤسساتها وأدوارها الطبيعية، وهذه الإنتفاضة كانت الصدى لاؤلئك الشهداء الذين قدموا دماءهم فداء للبنان، فهؤلاء ما زالت بطولاتهم تنير لنا الدرب ومتابعة الطريق".

وأردف: "عندما انطلقت 6 شباط، كانت أوضاع المنطقة ضاغطة إذ كان العدو الإسرائيلي يحتل أكثر من نصف لبنان وكان الخطر كبير داخلي وخارجي، ورغم كل شيء اتخذنا القرار وعبرنا نحو وحدة لبنان وعانينا في ذلك الوقت"، مضيفا: "بعد 6 شباط، صرح اسحاق رابين رئيس وزراء العدو لقد اسقطوا 17 ايار وقاموا بما قاموا به، ونبيه بري سيلعق دمه في بيروت، وبعد 9 شباط تعرضت حركة "أمل" لمؤامرات كثيرة، لكنها بقيت على مواقفها رغم الضغوطات".

وتابع: "ان ضغوطات اليوم لا تقل عن الضغوطات في الماضي، فالمنطقة العربية والتحدي التكفيري الذي ليس له مثيل، والسياسات المشبوهة لتفكيك المنطقة العربية ولتفكيك النظامين العربي والإسلامي، بالإضافة الى السياسات الإسرائيلية والعدوان المستمر من اجل شق القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين مرة أخرى إلى شتات آخر ومن أجل القول أيها العرب ليس لديكم قضية، قضيتكم فيما بينكم سنة وشيعة وغيره، إزاء هذه المواقع من حالات الإضطراب والفوضى المهيمنة على منطقتنا اليوم، نخاف أن تنعكس هذه النار على لبنان، والمطلوب منا جميعا أن نؤكد وحدتنا الوطنية، التي هي درعنا الواقي ونعود للاحتماء بالمؤسسات وبالقانون، وننتج حياتنا السياسية من خلال انتخابات رئاسية وتفعيل عمل المؤسسات التنفيذية والتشريعية والإدارية"، مؤكدا "مسؤولية الدولة في قيادة الأمة وقيادة هذا المجتمع، والإبتعاد عن لغة التصادم والعصبيات القاتلة والسجالات البشعة والدعوات المشبوهة التي توحي للمواطنين بأن الدولة أصبحت لفئة دون أخرى، وأن هناك غبنا يلحق بفئة دون غيرها، وهذا غير صحيح وهذا أسلوب رفضه اللبنانيون جميعا لأنه يسيء الى لبنان والعيش المشترك، ويحمل في طياته بعض العنصرية البغضاء".

ودعا إلى "العودة الى الحوار المخلص البناء والديمقراطي التي تديره الدولة لمؤسساتها، فلا يجوز في هذه الظروف الصعبة تحويل البلد الى مكان للخوف والقلق على المصير والمستقبل"، مضيفا: "رغم ما نعانيه وبالمقارنة مع تلك الأيام في 6 شباط، اليوم نملك من نقاط القوة الشيء الكثير الذي يصنع حياة الدولة والمجتمع، وندعو الجميع خصوصا الذين يحاولون أن ينصبوا اليوم أنفسهم مدافعون عن هذا وذاك، أو عن تلك الطائفة، فيجب أن يعودوا الى ضمائرهم فالوقت ليس للمناورات أو لتسجيل النقاط علما أن أغلبهم في موقع المسؤولية وفي موقع الإتهام أيضا".

كما دعا الى "الدخول للوطن من باب الحرية والديمقراطية وليس من الطائفية، إذ إن الطائفية نعمة وليست نقمة، وإن الطائفية السياسية شكلت منذ الإستقلال عنصر ضعف للدولة وعنصر تحكم بالدولة ومواردها وعلاقاتها، وجعلت من الطوائف متاريس لحماية المصالح، فالطائفية لن تحفظ الطائفة بل الديمقراطية هي التي تحفظ الجميع، فيجب العمل على السير باتجاه الغاء الطائفية السياسية، وجعل الدولة فوق الطوائف وترسيخ الديمقراطية الحقيقية لأنها البديل للطائفية، وهي الحصانة للطوائف وللمواطنين، وطريق لبنان نحو الإستقرار والإزدهار والتقدم"، مشددا على "أهمية الإلتقاء والتحاور من أجل فتح الآفاق وتوسيع الخيارات أمام كل المواطنين، ليأمنوا في مستقبلهم وعيشهم، إذ أن مشاكل الفقر والديون أشد إيلاما من الطائفية، ويجب الإعتراف بأننا أمام أزمة اقتصادية واجتماعية تهدد المجتمع، كما اننا نتعرض لسياسات ظالمة ولضغوطات مالية ضاغطة على لبنان المقيم وعلى لبنان المغترب من أجل إفقار هذا الوطن وإفقار أبنائه الطيبين"، وداعيا "الى الوقوف وراء الجيش في الدفاع عن الوطن ضد العدو الإسرائيلي وقوى التكفير والإرهاب، هذا الجيش الذي يمثل وحدة لبنان ومناعته وقوته الى جانب المقاومة، ويشكل الحصن الحصين للبنان وشعبه ولوحدته الوطنية".

وشدد على "ضرورة دعم كل المؤسسات الأمنية لأنها الإستثمار الحقيقي في هذا الزمن الصعب بكل دعم مادي ومعنوي وسياسي، لكونها الملاذ الآمن للأمن والإستقرار ومن أجل الإنطلاق لإنتاج الحياة السياسة في لبنان"، موجها التحية لـ"فلسطين وشعبها ولأبطال الإنتفاضة الشعبية الذين يقاومون العدو بأجسادهم وأرواحهم، ولا يستكينوا ولا يتراجعوا ويؤمنون أن النصر لهم"، ومؤكدا "دعم المبادئ التي قامت من أجلها هذه الإنتفاضة والإيمان بأن المقاومة ستبقى فعل تحرير وتقدم وتحد للعدو على كل المستويات، والحفاظ عليها شرف لحركة "أمل" ولمجاهديها".

 

  • شارك الخبر