hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - كمال ذبيان

الرئاسة وتحالف المصالح!

الأحد ١٥ شباط ٢٠١٦ - 09:00

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

(الديار)

رفعت انتخابات رئاسة الجمهورية من منسوب التصدع الذي ضرب التحالفين السياسيين اللذين تكوّنا قبل نحو 11عاما ما بين 8 و14 آذار، وشهدت هذه المرحلة، الكثير من التقلبات السياسية والتحالفات الظرفية، مثل «التحالف الرباعي» في الانتخابات النيابية عام 2005، الى تداعيات احداث 7 ايار 2008، واتفاق الدوحة وانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، تم المصالحة السورية - السعودية (س - س)، في العام 2009، وزيارة الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط الى سوريا، وحصل ذلك من غير ارادة القوى المسيحية في 14 آذار، في وقت تضرر منها حلفاء لسوريا في 8 اذار، في الساحتين الدرزية والسنية.


فمنذ عقد واللبنانيون يعيشون في زمن العجائب والغرائب، وشعارهم «ان في السياسة لا خصومة دائمة ولا تحالف دائم»، وهو المشهد السياسي الذي يظهر امامهم على شاشة الانقلابات في المواقف والمواقع، التي اشتهر فيها جنبلاط الواقعي في السياسة، وتعلم منه آخرون، وفق مصادر سياسية، تقرأ فيما يحصل، بان ما يحكى عن تحالفات عميقة واستراتيجية ليس صحيحاً، اذ تتقدم المصالح السياسية والطائفية والفئوية على المبادئ والاخلاق السياسية والقناعات، ويدخل العامل المالي اكثر في نسج الارتباطات وان كانت تزين التحالفات عناوين محور المقاومة عند 8 آذار، والسيادة والاستقلال عند 14 آذار، واقامة علاقات عند فريق الممانعة مع سوريا وايران، وعند الفريق السيادي مع السعودية واميركا.
فما يجري في الكواليس والصالونات بين «تيار المستقبل» و«القوات اللبنانية»، من اتهامات مضمرة، وعن عدم ثقة بينهما، وهو ما يطال اطراف اخرى في هذا الفريق، فان الوضع نفسه هو في 8 آذار، وما الهجوم الذي شنه الوزير السابق وئام و هاب على النائب سليمان فرنجية من باب الرد على عضو المكتب السياسي في «تيارالمردة» فيرا يمين، الا تظهير للخلاف المستحكم داخل هذا التحالف، والذي انقسم بين ترشيحين الاول العماد ميشال عون المدعوم من «حزب الله» وايده رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع، والثاني النائب فرنجية الذي ايده رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري، وباركه النائب جنبلاط، ورحب به الرئيس نبيه بري، وهو ما دفع برئيس «تيار المردة» الى التحدث عن ضمانه سبعين صوتاً تؤهله ان يكون رئيساً للجمهورية، والنائب عون اربعين صوتا، وهو ما رأت فيه المصادر، انه يعكس صورة سلبية في العلاقات السياسية وبناء التحالفات، وغياب الاهداف الاستراتيجية عند الطرفين.
فما يجري داخل 8 و14 آذار، يكشف عن ان الاهداف السلطوية، هو ما يريده كل من ينتمي اليهما، ولحسابات شخصية، وان جمهور الفريقين، يعيش مرحلة من التضعضع، وغياب الرؤية السياسية وانحلال للقضايا الكبرى، امام القضايا الصغرى، بحيث يتحدث «تيار المستقبل» عن غدر «القوات اللبنانية» بترشيح عون، ويرد «القواتيون» بأن الحريري رشح فرنجية وهو الاصلي في 8 اذار، الذي يهاجمه حلفاء من فريقه لكن الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله وصفه بـ«الحليف والصديق ونور عيني».
فالمستوى الذي بلغ اليه الخطاب السياسي بين الحلفاء، والذي ظهر داخل فريق 8 اذار حاداً من قبل وهاب وعبر الاعلام.
ان ما تخلص اليه المصادر السياسية في قراءتها، ان في لبنان فعلاً يوجد «رأي عام بغل»، كما كان يقول الاديب الراحل سعيد تقي الدين، وان بين اللبنانيين مَن لم يستوِ الى حيازة صفة المواطن، بل ما زال يرضى ان يكون من «القطيع»، طالما هو لا يحاسب ولا يقفل دكاكين المتاجرة به، وهو زبون لديها في كل الطوائف وعند زعمائها، والمنتمين الى احزاب وتيارات، ولا يطرحون السؤال على انفسهم من اين لنا هذا الصنف من رجال السياسة ومن اين لهم هذا؟

  • شارك الخبر