hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

قبلان قبلان: اسقطت اتفاق 17 ايار ولم يعد لبنان ساحة للاسرائيليين

السبت ١٥ شباط ٢٠١٦ - 16:21

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 أقام مكتب الشباب والرياضة في حركة "أمل" اقليم الجنوب - شعبة ثانوية حسن كامل الصباح الرسمية في النبطية، احتفالا في ذكرى انتفاضة السادس من شباط، بحضور عضو هيئة الرئاسة في الحركة قبلان قبلان، المسؤول التنظيمي المركزي للحركة حسين طنانة، المسؤول التنظيمي لاقليم الجنوب باسم لمع، وقيادة الاقليم والمنطقة الأولى، وممثلين عن عدد من النواب، وإدارة الثانوية، وعدد من الفاعليات الاجتماعية والتربوية، وحشد من الطلاب.

بعد تقديم للطالب حسين عباس، وآيات من القرآن الكريم للقارئ محمد ياغي، والنشيدين الوطني وحركة "أمل"، عرض فيلم وثائقي بعنوان "لغة الرصاص" من انتاج مكتب الشباب والرياضة، تناول مجريات الإنتفاضة وشهداء شهر شباط.

ثم ألقى قبلان كلمة جاء فيها: "إن انتفاضة السادس من شباط عام 1984 كانت محطة مفصلية من تاريخ لبنان الحديث، أسهمت مباشرة بإسقاط العصر الاسرائيلي، واعادت لبنان الى دوره المحوري الطبيعي العروبي في اطار الصراع العربي - الاسرائيلي الذي محوره احتلال فلسطين، واجزاء كبيره من الوطن العربي، فقد ارادت اسرائيل من خلال اجتياح عام 1982 الذي ادى الى احتلال عاصمة عربية لأول مرة في تاريخ هذا الصراع، ومن ثم الى قلب الموازين السياسية الداخلية في لبنان والاتيان بنظام فئوي يعمل في الفلك الاسرائيلي، ويسارع الى خنق الأصوات المعارضة والى التوقيع على معاهدة استسلام لصالح العدو والى ملاحقة المقاومين ناهيك عن اخراج السوريين والفلسطينيين من لبنان، مع ما رافق ذلك من مجازر وحشية بحق الاف الفلسطينيين واللبنانييين في مخيمات صبرا وشاتيلا بحراسة ورعاية القوة العسكرية العظمى التي ارسلت نخبة الجيوش الاميركية والفرنسية والبريطانية والايطالية الى بيروت وضواحيها وحاملات الطائرات وقاذفات كبرى كـ"نيوجرسي" وغيرها، وقد سارعت اميركا يومها الى الحديث عن شرق اوسط جديد مهد له بالحديد والنار، وقذائف حاملة الطائرات "نيوجرسي" ذات الطن الواحد للقذيفة الواحدة على احياء بيروت وضواحيها"، مضيفا: "فالسلطة من الرئيس ومجلس النواب والحكومة والجيش والقضاء والاعلام وكل شيء كانت تريده في خدمة السفارة الاسرائيلية في ضبية، المسماة مكتب الاتصال الاسرائيلي اللبناني برئاسة اوري لوبراني، منسق ما سمي بالانشطة في بيروت".

وذكر بفترة "انتخاب رئيس الجمهورية القادم من تل أبيب بفوهات المدافع، وبتحد واضح واستفزاز لكل الشرفاء في هذا البلد، ومن ثم انتخاب شقيقه بعيد ساعات من اغتياله، حيث لم يلتقط الرئيس الجديد الفرصة التاريخية المتمثلة بتأييد بعض الاوساط الوطنية والاسلامية، وهو ما لم يحظ به شقيقه على الاطلاق، دعوات لهذا الرئيس للوفاق وحفظ البلد وتحريره من الاحتلال. فقد فضل المسار الآخر، حيث المفاوضات المباشرة مع العدو في خلدة ونهاريا (فلسطين المحتلة)، وملاحقة المعترضين والمقاومين، وزخمة موقوفين في وزارة الدفاع والمحكمة العسكرية، ومطاردة الاعلام ومحاولة كتم الصحافة بمراقبة شديدة، واغتيال صحافيين ومعارضين. بالإضافة إلى حملة على المهجرين في الاوزاعي والرمل العالي والجناح وحي فرحات - ووادي ابو جميل وغيرها، وقصف دائم ومعارك على محاور الجبل وتدمير للضاحية الجنوبية وبيروت. في المقابل دعوات للوفاق والحوار وصيانة الوطن وتحذير من التمادي والاستمرار بالانزلاق الى مهاوي تهدد مصير البلد بكامله".

وتابع: "لم يسمع النظام الفئوي يومها، وهو يختال بين مئات الاف جنود العالم المجهزين باضخم واحدث انواع الاسلحة، وتتصاعد المواجهات بين حركة "أمل" وحلفائها وبين الجيش وحلفائه من اسرائيل واميركا وحلفائهما. ويشتد التحدي، وتحبس الانفاس، وتعلو الصرخات الصاخبة الرافضة من مدرسة "الاليانس" في وادي ابو جميل، من المهجرين في وجه جيش السلطة، يسقط شهداء تسقط شهيدات منهن فاطمة غازي، يواجه الاطفال دبابات الجيش، تنتقل الشرارة الى الاوزاعي والشياح وبئر العبد، وتتوسع الصراعات بين مدنيين عزل وجيش مدرب اميركيا ومجهز بأحدث الاسلحة يومذاك"، مضيفا: "تهاجم بيروت من محاور عدة من الجيش والمارينز والقوة المتعددة الجنسيات، فقد سيطروا على كامل الاحياء في اوائل ايلول عام 1983 وضعوا دباباتهم في الازقة، واعتقلوا المئات واعلنوا الدعوة الى الوفاق، جاء الرد ليلا: الحكم دخل الوفاق بدبابة ولن ندخله راجلين، بدأ عض الاصابع ولعبة الكر والفر، وفي الخامس من شباط يعلن الرئيس الاميركي انه لن ينسحب من لبنان وقبله الرئيس الفرنسي صباح السادس من شباط، صباح مشرق مليء بالامل والفرح والانتصار، سقط الحكم الفئوي، التحق الشرفاء في الجيش اللبناني بأهلهم، حررت بيروت والضاحية، اعطيت الاوامر للقوى العظمى بالمسارعة الى البحر، وترك بر بيروت وضواحيها".

وقال: "آخر جندي اميركي يقول للصحافة الغربية وهو يدخل الى مياه البحر: "احمد الله اني خرجت من هذا البلد قطعة واحدة"، وقادة العدو يفركون ايديهم غضبا وحيرة، فقد سقط الاجتياح واسقطت مفاعيله، انزوت السلطة وخضعت لإرادة الشعب، جاء رشيد كرامي رئيسا لمجلس الوزراء في لبنان، حل التغيير في رئاسة مجلس النواب، وتبديل قيادة الجيش وضباط المخابرات وقضاة المحكمة العسكرية، وتبديل ادارة الاعلام المهلل والمطبل للسلطة، واقفال مكتب الاتصال الاسرائيلي، ثم تعود سوريا الى بيروت ويتنفس الفلسطينيون الصعداء، وتتوقف مفاوضات الاستسلام، ثم يتم اسقاط اتفاق 17 ايار".

وتابع قبلان: "لم يعد لبنان وبيروت ساحة للاسرائيليين الذين اجبرتهم عمليات المقاومة واجبرهم ابطال امثال خالد علوان على الانسحاب منها، ولم تعد صيدا التي دافع عنها ابطال كبار في السن وفتية لم يبلغوا السادسة عشرة من عمرهم امثال نزيه القبرصلي - تدنس بالاسرائيليين، ولم تعد طرقات الجنوب مباحة لآليات العدو لان بلال فحص انتظرهم على طريق الزهراني فألهب اجسادهم بدمه المتوقد رفضا لهذا الاحتلال. فكان طيف سناء محيدلي يلاحق العدو في كل مكان، وتمرد الجبل واخرج كتائب الجيش الفئوي واعوانه من تلاله واوديته في 11 شباط، وفتحت طريق بيروت - الضاحية، الضاحية - الجبل، الجبل - البقاع وصولا الى دمشق. واصبحت طريق بيروت - صيدا - فالجنوب سالكة امام الوطنيين، وانطلقت المقاومة بأوسع حملاتها وانطلق رجالها يذيقون العدو كأس الهزيمة تلو الهزيمة، وانطلق مشروع التنمية مع وزارة الجنوب التي اصر الوزير نبيه بري آنذاك عليها مع ما اعطي من وزارات اخرى، واريد للاجتياح شيء، وارادت انتفاضة 6 شباط شيء اخر، واسقطت مفاعيل هذا الاحتلال واعادت لبنان الى موقعه المقاوم نصيرا للقضية الفلسطينية ولقضايا العرب، ولم يعد لبنان ذو وجه عربي كما كان بل اصبح عربيا بالهوية والانتماء، واسست هذه الانتفاضة لإنتصار المقاومة وتحرير الوطن، وجلبت الجميع الى طاولة الوفاق الذي انتج الطائف وفيه لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه".

وأضاف: "احفظوا هذه المرحلة واقرأوها وكونوا على اليقين ان الارادة الحرة اقوى سلاح في هذا الكون، وان الايمان بالحق نصف الطريق لإستعادة الحق والنصف الاخر تضحية وعطاء بلا خوف ولا وجل".

وختم: "تحية الى شهداء الانتفاضة وجرحاها، والى شهداء المقاومة، والاحرار الذين خاضوا المواجهات من لحظة الاجتياح الى اليوم، الى ضباط الجيش وافراده اللذين خاضوا الانتفاضة الى جانبنا، وتمردوا على نظام فئوي اراد ضرب الوحدة الوطنية، الى الاعلام الحر الذي خاض تلك الانتفاضة معنا، الى الشهيد رشيد كرامي والشهيد مصطفى سعد والى القامات الوطنية الاسلامية والمسيحية، التي خاضت هذا النضال فكان الانتصار لهذا الوطن". 

  • شارك الخبر