hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

نعيم عباس يحلّل: السوريون اغتالوا فرنسوا الحاج

السبت ١٥ شباط ٢٠١٦ - 07:23

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نعيم عباس يطلق العنان لرواياته. يراهن على صفقة تبادل «مزمعة» مع «داعش». لا شيء يخسره. هو الذي ينتظر حكماً بالإعدام من القضاء اللبناني، يحاول المماطلة قدر المستطاع لتجنب صدوره. يوزع الاتهامات يمنة ويسرة. السوريون اغتالوا فرنسوا الحاج، بحسب زعمه.

يعلن أنه نأى بنفسه عن الساحة اللبنانية، إلى أن وضعت معارك القصير أوزارها، فصبّ جام غضبه على الضاحية التي أطلق باتجاهها الصواريخ وفجر السيارات ودرّب الانتحاريين الذين استهدفوها.
كان «يتفق مع وكيله السابق على تغيب أحدهما عن الجلسة لكي ترجأ تلقائياً ويطول أمد المحاكمة ولا يصل إلى مرحلة إصدار الحكم»، تقول مصادر قضائية مواكبة للقضية. كان همّ نعيم أن يبقى «موقوفاً ولا يصبح محكوماً لأنه معيار التبادل الذي اشترطته الدولة اللبنانية في تبادل العسكريين مع النصرة». راح أمل الحرية على يد «النصرة»، لماذا؟ لأن «قياديي الجبهة حاروا في انتماء عباس، نصرة أم داعش أم كتائب عبدالله عزام؟ حمّلوه لداعش لكي تتكبد عناء تحريره» تقول المصادر. أمل عباس حالياً معلق على التبادل المنتظر مع «داعش». خلال استجوابه، يمرر عبارات توحي بيقينه بأنه لن يصل إلى الحكم الذي يطلب له الإعدام عن مجمل أعماله التي يحاكم عليها أمام المجلس العدلي والمحكمة العسكرية.
الثقة بالحرية عبر التبادل تجعل عباس يسرّ بكل شيء ولا يخشى قصاص العدالة (لديه 11 ملفاً أمام المحكمة واثنان أمام قاضي التحقيق). في جلسة أمس، سرد ما لديه، مؤكداً أنه لا يخفي شيئاً. «ممَّ أخاف؟ من الإعدام؟!» يضحك ساخراً. لكن لماذا «شطح» بعيداً أمس وصوّب ضد المخابرات السورية وهو موعود بالإفراج عنه؟ في جلسة سابقة، حصر عباس أعداءه بالعدو الإسرائيلي «ونظام بشار الأسد». فهل جاءت اتهاماته للسوريين انتقاماً؟
«إنت عم تبرم على موضوع واحد أنا ما إلي علاقة فيه»، قال نعيم عباس لرئيس المحكمة العسكرية العميد خليل إبراهيم بعد مضي أقل من ساعة من مثوله أمام الهيئة في أحد ملفاته الإرهابية الأحد عشر التي يحاكم فيها. فهم أبو اسماعيل قصد إبراهيم: اغتيال مدير العمليات في الجيش اللبناني اللواء فرنسوا الحاج، علماً بأنه عندما سأله إبراهيم في بداية الاستجواب عما يعني له تاريخ 12/12/2007 (تاريخ اغتيال الحاج)، أجاب: «لا يعني لي شيئاً».

إثر توقيفه قبل عامين تماماً، سئل عباس في وزارة الدفاع عن الجريمة. تردد حينها أنه مرتبط بها مع مجموعة تتصل بتنظيم «القاعدة» و»فتح الإسلام» على خلفية معركة نهر البارد. تتبع إبراهيم تحركات عباس يوماً بعد يوم في الفترة التي سبقت الاغتيال، وتلك التي تلته. صادق عباس على أنه طلب من أحد عناصر مجموعته المتواري محمد عز الدين شراء شريحة هاتف من الطريق الجديدة وإحضارها له إلى عين الحلوة. وقبلها طلب من عز الدين وزميله سليم أبو الغوش شراء مواد تستخدم في تصنيع المتفجرات وإحضارها إلى المخيم أيضاً. هذا سجّل قبيل الاغتيال بأيام. أما بعده بأسبوع، فقد توجه عباس نحو شتورا، ثم عرسال قاصداً حسين الحجيري (أطلق بتبادل جبهة النصرة الأخير) ليدخله عبر معبر غير شرعي إلى سوريا. مع ذلك، جزم عباس أمس، بأنه «لا علم له باغتيال الحاج»، مستنجداً بما قاله له ضابط التحقيق في فرع المعلومات: «ما إلك علاقة. نحنا منعرف مين»!
لم يبرئ مهندس التفجيرات نفسه من اغتيال الحاج بعبوة ناسفة فحسب، بل أطلق العنان لما وصفه بـ»تحليل سياسي» من عندياته، توصل به إلى أن «السوريين هم من اغتالوا الحاج بعدما خرج منتصراً من معركة نهر البارد وطالب بترسيم الحدود مع سوريا عند مزارع شبعا المحتلة، لأن كثيراً من المقاتلين دخلوا إلى نهر البارد من المعابر السورية عند معسكرات قوسايا، وقوبل طلبه بمعارضة سورية». استمتع عباس بالدهشة التي ارتسمت على الوجوه من تحليلاته، فزاد العيار سورياً. «المخابرات السورية أرسلت موفداً إلى توفيق طه (القيادي في كتائب عبدالله عزام، متوار في عين الحلوة) عام 2010، ناقلاً منها رسالة: اقتلوا وليد جنبلاط ونعطيكم ما تريدونه في لبنان»! رواية أكد عباس أنها حصلت أمامه. ليس هذا فحسب، بل إنها «طلبت تنفيذ عمليات تفجير أخرى في لبنان».
نأى أبو اسماعيل بنفسه عن الداخل اللبناني، إلى أن أصبح «إطلاق الصواريخ على إسرائيل لم يعد مجدياً». التحول المفصلي الجديد سجل عام 2012. حينها بقرار شخصي منه وليس من توفيق طه عندما «شاهد الناس في الضاحية يوزعون الحلوى ابتهاجاً بمعركة القصير»، قرر البدء بالعمليات الأمنية ضدها: إطلاق صواريخ وتفجير سيارات وتدريب انتحاريين. عمليات كتائب عبدالله عزام ضد السفارة والمستشارية الإيرانيتين «ليس لي علاقة بها» قال عباس. كان يتسلم الانتحاريين بالقرب من جامع الخاشقجي في منطقة قصقص أو تحت جسر طريق المطار. يصعدان معاً في سيارة أجرة، كلّ بمفرده. واحد يجلس على المقعد الأمامي والثاني من الجهة الخلفية من دون أن يتواصلا. بعد النزول، كان يتمّ الحديث عن التفاصيل خلال تجولهما في المقابر كي لا يسمع حديثهما أحد. وكشف أنه حضّر في سوريا 10 انتحاريين من جنسيات مختلفة لإدخالهم إلى لبنان للقيام بعمليات انتحارية، لكن الجيش اللبناني كشف مخططه.

آمال خليل - الاخبار - 

  • شارك الخبر