hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

عشاء لمجلس الرعية المارونية في الكويت في عيد مار مارون

الجمعة ١٥ شباط ٢٠١٦ - 12:34

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اقام مجلس الرعية المارونية في الكويت عشاءه السنوي في فندق هيلتون قاعة "الدرة"، في اطار احتفالية عيد مار مارون التي تقام للسنة التاسعة عشرة في الكويت، بمشاركة النائب سيمون ابي رميا، الوزير السابق زياد بارود، سفير لبنان في الكويت خضر حلوة وعدد من السفراء العرب والاجانب، راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، راعي ابرشية الروم الارثوذكس في الكويت المطران غطاس هزيم، خادم الرعية المارونية الاب ريمون عيد، رئيس مجلس الرعية المهندس جوزف اسطفان والاعضاء، عضوي الرابطة المارونية فادي جرجس وكارلا شهاب، عضو اللجنة التنفيذية في المؤسسة المارونية للانتشار حسان العميل، رئيس حركة الارض طلال الدويهي وامين السر زياد الاصفر، رئيس مجلس ادارة نورسات المدير العام ل "تيلي لوميار" جاك كلاسي وحشد من ابناء الجاليات السورية والعربية.

بداية النشيدان اللبناني والكويتي، والقت ميرنا حرب كلمة ترحيبية أشارت فيها الى ان "ما يجمعنا في هذا اللقاء على ارض الكويت ارض السلام والمحبة هو القديس مارون شفيع الطائفة"، سائلة الله ان "يحفظ هذه البلاد بقيادة الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير الانسانية ولتبقى بشفاعة القديس مارون واحة للحرية والامن والامان".

والقى رئيس مجلس الرعية جوزف اسطفان كلمة استهلها بتوجيه الشكر والعرفان لدولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا في مناسبة الذكرى العاشرة لتبوء الأمير الشيخ صباح الاحمد الجابر لصباح قائد الانسانية سدة الامارة"، مهنئا باسمه وباسم الرعية المارونية والحاضرين "دولة الكويت بعيديها الوطني والتحرير"، آملين من الله أن يحفظها وتبقى واحة للأمن والأمان".

وقال: "إن من يعتقد أن المارونية هي طائفة أو مذهب تبحث عن حقوقها بين المذاهب والطوائف هو مخطىء، لأنها وطن وهوية وحضارة، إنه فكر متطور منذ نشأتها وحتى اليوم. أنت ماروني إذا أنت لبناني، رغم انتشار الموارنة في كل البلدان العربية كمواطنين أصليين أو حاملين لإقامات عمل أو في البلدان الاجنبية كمهاجرين بخاصة من لبنان وسوريا، لأن لبنان والموارنة هما وحدة بشرية وطنية وانسانية، لا يمكن الفصل بينهما، لذا ليس مقبولا تغييب شعب كان وطنه من صنع يده. نراهم على مر التاريخ ضحوا وما زالوا يضحون حتى اليوم للذود عنه والحفاظ على وحدته".

أضاف :"إن ولاء الموارنة غير المحدود للبنان وتفانيهم في الزود عن سيادته واستقلاله كان وسيبقى من أهم الأسباب الأساسية في استمراريته وتطوره، وصناعته ووجوده درة نادرة في هذا الشرق. إن المارونية الراقية تكمن في انفتاحها المدني على الشرق والغرب معا، وتأثيرها في المجتمع العربي يتمثل في كرامة الإنسان وحقوقه واحتضانها للعيش المشترك في وطننا للبنان. من يستطيع أن ينكر من اللبنانيين خصوصا والعرب عموما أن أول مطبعة في الشرق الأوسط جاء بها الموارنة. وأن بكركي المرجعية الوطنية الثابتة التي كانت وما زالت تستوعب هموم سائر المواطنين ولو سألت أي مواطن لبناني غير سياسي لأجابك أنها لنا".

وقال: "هذا الإمتياز الذي حققته بكركي على مر العصور كان جليا في التاريخ المعاصر مع صاحب الغبطة البطريرك الحويك، وحديثا مع صاحب الغبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، هذا الزعيم الوطني الشهير الذي أسكن لبنان في وجدانه فكان صوته صوت لبنان الحر والسيد والمستقل. وإذ نشد على يد الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي لصبره على السياسيين وخصوصا في مطالبته اليومية المتكررة لانتخاب رئيس للجمهورية لكل لبنان".

وتابع: "رغم الحروب الدامية ومؤامرات العنف والإرهاب والإبادة التي عصفت بلبنان وأرغمت أعدادا كبيرة من اللبنانيين عموما ومن المسيحيين خصوصا والموارنة بوجه الخصوص على الهجرة الى ديار الاغتراب ومنهم دول الخليج العربي. إذ نجحوا في كافة المجالات الاقتصادية والصناعية والثقافية، وحين بدأ الفكر العربي في الهبوط خلال الإحتلال العثماني نجح عمالقة الأدب في المهجر ومعظمهم لبنانيون موارنة مثل جبران خليل جبران، ميخائيل نعيمة، الأخطل الصغير، ايلي ابو ماضي وغيرهم كثر ممن آثروا الفكر العربي وأنقذوه من الإنحطاط، ليبقى فكرا حضاريا نقيا، حيث تميزه الجرأة والوضوح".

اضاف : "أنا كمواطن لبناني ترعرعت على أرضه ونهلت من معاهده وجامعاته، عاهدت الله الدفاع عنه حتى الرمق الأخير، ورغم الإمكانات المتواضعة والتي يمتلكها أكثر اللبنانيين، اذا ما تعاضدنا جميعا نصبح قادرين على إحداث التغيير وانتاج مسؤولين عندهم من الغيرة والنزاهة مما يجعل من لبنان نجمة مضيئة في هذا الشرق. وإذ نشكر بلدنا الثاني الكويت الذي احتضننا ساعات الضيق ومنحنا حق العمل والعلم لأولادنا وحقنا في الحياة الكريمة".

وختم :"نناشد السياسيين في وطننا لبنان ورأفة بنا وبالشعب اللبناني أن يكفوا عن التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية عامة وللدول الخليجية خصوصا ويلتفتوا الى الداخل اللبناني من خلال التنمية والعلم والاقتصاد والمساواة بين أبنائه ولتكن نظرتنا الى لبنان واحدة ضمن حدود 10452 كلمترا مربعا".

والقى الوزير السابق بارود كلمة توجه فيها الى ابناء الجالية بالقول:"في لوحة سوداء، تلفتك النقطة البيضاء. كذلك، في سواد أيامنا الوطنية، أنتم نقطة بيضاء، بتعبكم، بنجاحكم، بارتباطكم بالأرض ولو على بعد أميال، بمحبتكم لوطن يستحق أن يحكم بأفضل مما نحن فيه من فراغ. فتحية لكم، تحية لمجلس الرعية المارونية، تحية لسعادة السفير وفريق السفارة، تحية للجالية اللبنانية التي نعتز بها وتحية لدولة الكويت، أميرا وقيادة وشعبا ولنا معها خط مباشر من التاريخ والعلاقات الإنسانية والاحتضان الدائم والكثير من المشتركات".

وقال: "هذه الدولة وهذا الشعب وقد تجرأوا في اتجاه الديمقراطية قبل الربيع وقبل تزاحم الفصول. هذه الدولة التي قدمت ولا تزال في ملف اللاجئين وهو ملف نعرف، نحن في لبنان، نعرف تماما ما يعني إنسانيا وسياسيا وديموغرافيا. في الكويت المضياف، أود أن أقول اولا إن الانتشار اللبناني الذي سبق العولمة يقدم اليوم أجمل صور التآخي ويقدم مساهمات كبيرة للوطن ولأهله. نفخر بكم ونحبكم. لقد زرت اليوم مع رفاقي في الوفد الزائر برئاسة سيادة المطران ميشال عون السفارة اللبنانية. يبدو أن الفراغ يتمدد من الرئاسة إلى السفارة حيث سفير برتبة مواطن من الدرجة الممتازة وكأنه مترهب من شارع الكنائس إلى جادة التشارك في العيش معا، سمعته اليوم ينشد محبة وصفاء ووطنية، تحية للدكتور خضر حلوي".

أضاف: "ثانيا، هذا الانتشار اللبناني لاقاه لبنان المقيم في منتصف الطريق عندما تكتلت قوى سياسية أساسية في البلد مع المؤسسة المارونية للانتشار وأقر قانون استعادة الجنسية. هذا القانون لكل لبنان ولكل اللبنانيين. أما الموارنة، فهم ولبنان ترافقا وترادفا، هكذا علمنا كبير من عندنا اسمه ميشال إده. وثالثا: بموازاة استعادة الجنسية، ثمة تمديد مستمر ومخجل للمجلس النيابي الذي حرم اللبنانيين عموما من حقهم في الاقتراع وإنما أجل أيضا حق غير المقيمين في اختيار ممثلي الشعب. معركة اسقاط التمديد هي أيضا معركة قانون الانتخاب وهي معركة المحافظة على مكتسبات اقتراع غير المقيمين التي لا يجوز العودة عنها".

وتابع: "رابعا، تعالوا ننتقل من السياسة إلى السياسات، نريد سياسات عامة عبرة للزمن وللخطة الإقليمية وللحسابات الضيقة. نريد سياسة اغترابية جامعة. لا نريد اموال لبنان المغترب. نريد قلبه وعقله وفكره وطاقاته. نريده شريكا ونريده محلقا دائما في عالم النجاحات".

وتوجه الى الكويتيين داعيا اياهم "إلى عدم ترك لبنان"، وختم: "مع صديقي النائب سيمون أبي رميا نعود كسياسيين، ومع أعضاء الوفد المناضلين، نعود محملين بهواجسكم ومفعمين ببريق الأمل في عيونكم، عسى اللقاء في السنة المقبلة يحمل كل خير".

والقى سفير لبنان في الكويت خضر حلوة كلمة قال فيها :"يسعدني ويشرفني أن أكون، للمرة الثالثة، مشاركا في احتفالية عزيزة على قلوب أبناء الرعية المارونية، وعلى اللبنانيين في الكويت، لأبدأ كلمتي بالقول: ان رمزية هذه المناسبة الجليلة لا تكمن فقط في أهمية القديس الكبير الذي أسس في هذا الشرق لكنيسة غربية الطقوس والشعائر، لكنها شرقية الهوى والتوجه، انطاكية سريانية، هذه الكنيسة التي انطلقت من سوريا، لتمتد عبر جبال لبنان بصخورها ووديانها، مستوحية من ارض فلسطين ومهد المسيح في بيت لحم أصولها، ومن ارض الأردن ونهر يوحنا المعمدان قداستها، ومن روافد دجلة والفرات غزارتها، وصولا الى ارض الكنانة حيث أبدع فيها موارنة الشرق واللبنانيون منهم خصوصا في الفكر والصحافة، وفي الأدب والفن الرفيع".

وتابع: "من كل هذا الشرق الدافىء، استوحت المارونية مفهومها المسيحي الأصيل حين أسس القديس مارون لكنيسة هي ليست فقط كنيسة حجر، وانما هي كنيسة روح وبشر انتشروا في اصقاع الأرض لنجدهم فاعلين أينما حلت اشرعتهم. ان رمزية هذه الزيارة الراعوية لسيادة المطران عون والوفد المرافق من الرابطة المارونية الكريمة ومن المؤسسة المارونية للانتشار الذين نرحب بهم اشد الترحيب، تكمن في استمراريتها والقيام بها سنة بعد سنة على أرض طيبة هي ارض الكويت، وضمن حدود دولة هي دولة الكويت التي يرعاها أمير حكيم استحق لقبه كقائد للانسانية نظرا لرعايته لكل الوافدين اليها واحتضانه لهم دون النظر الى الدين أو العرق أو اللون، ولنرى بأم اعيننا انماطا متعددة من البشر تحمل معها معتقداتها وتمارس فيها شعائرها وطقوسها في جو من الأمان والاطمئنان، وذلك لان امير البلاد وولي عهده وحكوماته وكذلك شعب الكويت يريدون ذلك، ويمارسون ما يريدون".

وقال: "اذا كنا نحتفل بعيد شفيع الطائفة المارونية في الكويت فذلك لا يعني فقط أن الموارنة والمسيحيين بخير، بل يعني ان الكويت هي التي بخير: دولة وشعبا ومؤسسات، ولذلك نحن نؤازرها لأنها تؤازر الجميع، وندعمها لأنها تدعم الجميع. ونحن اللبنانيون، ندعو للكويت بدوام الأمان والاستقرار والازدهار، ليس حبا بها فقط، بل لمصلحة لنا ولأهلها ولجميع القاطنين على ارضها".

وختم: "عشتم وعاش القديس مارون في قلوب الأنقياء عاشت الكويت بلدا رائدا وآمنا
وعاش لبنان بلدا حرا مستقلا تحت راية رئيس جديد للجمهورية ماروني القلب، ووطني العقل والوجدان".

وفي الختام تم تبادل الدروع التقديرية.
 

  • شارك الخبر