hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

ندوة عن كتاب محسن يمين "أفكار للصفحة الأخيرة" في الجامعة الأنطونية مجدليا

الخميس ١٥ شباط ٢٠١٦ - 11:30

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقيمت ندوة في الجامعة الأنطونية في بلدة مجدليا - زغرتا عن كتاب الأديب والباحث محسن ادمون يمين "أفكار للصفحة الأخيرة" الصادر الصيف الماضي، بدعوة من نادي روتاري زغرتا - الزاوية ومؤسسة "الفا بيتا" للنشر، شارك فيها السيد بيارو زادة ممثلا رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، سعيدة العم ممثلة رئيس حركة الإستقلال ميشال معوض بالاضافة الى عضو المكتب السياسي في تيار "المردة" الدكتور البير جوخدار ورئيس جمعية تجار زغرتا - الزاوية جود صوطو، رئيس المجلس التربوي - الثقافي في القضاء وليد فرح وجمعيات: كاريتاس، محمية اهدن، البيت الزغرتاوي وحشد من المهتمين.

تحدث في الندوة كل من الدكتور جان توما والروائي جان هاشم وأدارتها المحامية ماري تريز القوال فنيانوس مضيئة على محتوى الكتاب وعلى الكاتب يمين التي ورثت صداقته عن والدها الأديب الراحل انطوان القوال.

ثم قدم رئيس نادي روتاري زغرتا - الزاوية انطونيو يمين الذي رحب بالموجودين، مثنيا كناشر للكتاب على مؤلفه وعلى مساره التأليفي، معربا عن استعداده للاستمرار في تعزيز حركة النشر في ناحيته.

بعد ذلك كانت مداخلات للمنتدين استهلها الدكتور جان توما الذي رأى ان "المؤرخ والكاتب محسن يمين نجح في ترجمة التراث الشعبي في مقالاته الصحافية المجموعة في هذا الكتاب".

أضاف: "لقد حاول محسن يمين أن يجول بنا في ذاكرته الشعبية التي ترجمها في أقاصيص، وأضاء عليها بضوء عفوي وطبيعي، ولم يقو الضوء كثيرا كي لا "نفونس" ولا نرى طيبات ذاك الماضي الجميل الذي يجعلك "محسن" لا تترحم عليه بل يدعوك الى أن تعيشه وهو أمر ليس صعبا، لأن الحياة تجري ببساطة الأشياء في استعادة السكينة التي فقدناها، والصمت الداخلي الذي خسرناه، في عجقة هذه الحياة وتعقيداتها اليومية، فلا عجب ان تلونت مقالات محسن، إن حللتها، بما أتى به علم الإجتماع وعلم الفراسة كما في علم البيان والتبين والبديع، وخلاصة القول اني كباحث وناقد حاولت أن أبحث في الكتاب عن صورة محسن، اينه في شخصيات كتابه، ولا أخفيكم اني وجدته في كل مكان، تعملق في سرده الوصفي فحل في ملامح الوجوه المحكية. محسن يمين في كتابه كان هو الفكرة والصفحة الأخيرة والأولى".

وتابع: "محسن يمين تشيطن في مقالاته، أخذ طبشورة طفولته ويفاعته وخربش على الحيطان، حافظ على الجزء الطفولي في شخصيتك، الجزء الذي يجعلك تضحك بلا سبب، وترقص بلا سبب، وتبكي بلا سبب، وتصرخ بلا سبب، وتحب بلا سبب، وتكتب بلا سبب. بهذه الطفولين لم يبق محسن وجها من وجوه محيطه إلا ورسمه بالكلمات، حتى المطارح أنسنها فالمقهى متحرك (ص 15) والجريدة صارت لحافا على صدر قارىء غفا وهو يقرأها(ص39) كما غفت قرى هجرها أهلها وفرغتها الهجرة(ص160) وغيرها منالأماكن التي تذهب اليها ذاكرة محسن فترى عنده نظرية عبقرية المكان مهما تقلب الزمان، فمن المفيد هنا أن يتمعت المرء في صور الكتاب ولوحاته الزيتية، فهي بحد ذاتها مقالة العين، كما في موسيقية اسلوبه وإيقاع معانيه للأذن حتى لتحسب، بعد قراءتك للكتاب، انك لست من الذين قيل فيهم،: لها آذان ولا تسمع، لها عيون ولا تبصر".

ثم كانت مداخلة جان هاشم الذي قال: "تطالعنا في هذه المقالات قدرة محسن يمين على الصياغة السردية المشوقة، وهي هنا مهمة صعبة، فليس بالأمر السهل على كاتب الأقصوصة أن يبلغ ما يرمي اليه والى إيصاله في هذا العدد المحدود من الكلمات".

وأضاف: "أول ما يمكن قوله في الكتاب هو انه التقاط للحظات، مقالاته ابنة اللحظة هي، كما يؤكد الكاب في مقدمته، وليس أصعب من التقاط اللحظة، وحبسها في بضع كلمات، إنها اللحظة الشاعرية التي هي نواة كل قصيدة، هي روح وجوهر الشعر، ولذلك نرى محسن في مقالات هذا الكتاب يشد ويشدد على اللحمة أوالفكرة، محرضا الخيال على امثل الحالة المعبرة عن أعماق الذات الإنسانية، واختلاجاتها وتفاعلاتها مع العالم المحيط، إنها اللحظة الشاعرية بحالتها العارية من دون تلبيس وتسنيد (العام الجديدة وهب الأعضاء، وفاة الطفل نانو).

وتابع: "من عالم الخيال ينزلنا محسن الى عالم الواقع والحياة اليومية، فتنقسم مقالاته بشكل أساسي بين نوعين: السياسي والإجتماعي-الإنساني (مع صعوبة الفصل بينهما أحيانا: فخري وحق العودة). وفي النوعين يسكن الكاتب هاجس المواطنة والإنسانية، وألفن الى ان السياسي عنده ليس من النوع الذي نقرأه ونسمعه كل يوم. ليس تحليلا في المواقف ولا تفسيرا في القوانين والدساتير، ولا ترويجا لطرف او تحريضا على آخر. بالمختصر ليس من السياسي المبتذل، إنه من النوع البسيط البريء الساخر المعبر الصادقة الذي نسمعه ونلمسه عند المواطن العادي في أحاديثه اليومية التي يا ليته يثبت عليها ويطبق ما يقوله فيها (من مات في الإنتخابات كمن مات في موسم الزيتون، عليك أن تحفظ اسم من تنتخب حيث يصير الموتى أكثر وقارا) أما الإجتماعي-الإنساني وهو الغالب علىمقالات الكتاب، فإنه يتناول مجرى الحياة في بعض الأمكنة، وبعض الظواهر البشرية المحلية ( ولم أقل الشخصيات بالمعنى الفني للكلمة، لكن يمكن لكل ظاهرة منها أن تشكل شخصية روائية أو مسرحية لو اشتغل عليها بشكل موسع) أو بعض الحوادث البسيطة او بعض الحالات السائدة فيرويها إما على شكل طرفة مضحكة ليستخلص منها ما يمكن استخلاصه، أو على شكل نادرة تثير الدهشة والإستغراب (الصدف) أو يسوقها على سبيل النقد الإجتماعي البناء".

وختم: "من الأماكن المقهى بشكل خاص، وسلوك الزبائن المداومين فيه وأحاديثهم ونظرتهم اليه، ومن تلك الظواهر البشرية صاحب المقهى الذي لا تعوزه الحيلة لكي يتخلص ممن يزعجه في مقهاه (حيلة لإبعاد الثقلاء) ولا تفوته النكتة في التعبير عن آرائه ومواقفه".

وآخر الكلمات كانت كلمة شكر من المؤلف أشار فيها الى "الكتاب مقالات إلا ان وراءها وحدة داخلية واسطتها القلم "لأنني ككل الذين يكتبون مقالات فتنشرها الصحف والمجلات أعاني من مشكلة تراكمها خلفي، فيما الزمن يركض ويركض، ولأنني أنا ما تقوله المقالات، لم أرد لما رأيته صالحا للجمع، أن يبقى مشتتا وموزعا على الأعمدة التي حملت مقالات الى الناس، مع فنجان القهوة وشمس الصباح". 

وتلا ذلك توقيع الكتاب.  

  • شارك الخبر