hit counter script

الحدث - ابراهيم درويش

حزب الله وملف بنشعي - الجاهلية!

الخميس ١٥ شباط ٢٠١٦ - 06:36

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

روي أن امرأتين تنازعتا حول امومة طفل، حتى وصل الخلاف بينهما الى الامام علي بن ابي طالب.
حاول الإمام نزع اعتراف احداهن بالكذب لكنه لم يبلغ مراده، الى أن طلب سيفاً بغرض شطر الطفل مناصفة بين "الوالدتين"، وفي وقت آثرت احداهنّ الصمت، صرخت الاخرى ارجوك لا تفعل انه ابنها وليس ابني، فتيقّن الامام أن الطفل هو ابن هذه السيدة التي تخلت عن حقها في الحضانة والامومة، مقابل عدم اصابة ولدها بمكروه او أذى...
هذا ما يحصل عندما يكون الهدف اسمى من الرغبة، وعندما يكون المُتَّبع هو قمة المتاح، فلا يضيع الهدف امام تناقض الرغبات...
من هذه العبرة اعود الى الواقع السياسي القائم، والى الانقسام الذي يستفحل في مكونات فريق الثامن من آذار، والتي تمعن في افراغ ما في جعبتها من اتهامات وتراشق على المنابر المتاحة...
الخطاب الأخير للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أذاب الجليد حول موقف الحزب من ترشيحَي رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، واسرّ بما كان ينتظره العقلاء، الذين يسيرون في ركب الحزب والمحور الذي يمثله...
كان بإمكان السيد نصرالله ان يكتفي ببيان حزبي، وكان بامكانه اسناد المهمة الى احد المتحدثين باسم الحزب، الا انه اختار أن يفنّد المرحلة تفصيليا وكان خطابه الأكثر مباشرة، قبل أن ينبري كل فريق الى اقتطاع ما يناسبه من الخطاب، ليفصّله على قياسه...

لم يستهدف خطاب السيد، عون وفرنجية فقط، بل هو غمز من قناة الخصوم السياسيين حول النقطة الاهم بالنسبة اليه وهي حصر الترشيح بمرشحين رئيسيين من فريق الثامن من آذار ما يعبتر انتصاراً وتقدماً لهذا الفريق، قبل ان يمرر رسالة رئيسية الى القيادات السياسية وجميع السابحين في فلك 8 آذار، مؤكداً أن عون عين، وفرنجية العين الاخرى، ولا افضلية لاحد في الترشيح، الا لجهة الدعم والتأييد الذي التزم به حزب الله تجاه العماد عون ...
موقف حزب الله واضح وصريح، لا لبس فيه، فعلاقته مع حركة امل علاقة ندية، والعلاقة مع حلفائه الآخرين مبنية على الصراحة والاحترام المتبادلين، وهي تتمتع بالارضية التي من المفترض ان تبقيها منيعة في وجه المتغيرات...
الامر الذي لا لبس فيه، والذي ركّز عليه السيد هو محاولة تلافي الانزلاق الى التراشق الاعلامي والشقاق السياسي داخل فريق الثامن من آذار، والذي يبدو ان البعض وجد فيه ضالته، ليشكل حالة من التمايز السياسي...
مصادر في الثامن آذار، ابدت استياءها من الحرب العشوائية المستجدة على خط الجاهلية - بنشعي، مؤكدة ان ما كان مشتركاً بين فرقاء الامس لم يكن مقعداً او كرسيا او ادارة انما من المفترض ان الجامع كان خيارات استراتيجية ثابتة، فالاختلاف مسموح اما التصنيف وتوزيع شهادات في الوطنية، ليس مهنة او منصباً يجري تبوؤه...
وبحسب تعليق المصدر ان الانتخابات الرئاسية ما هي الا فصل من فصول المعركة السياسية المقبلة، والتي يبقى احتمال ان تجري وفقاً للسلة الواحدة قائماً، وعلى الجميع ان ينظر الى ما بعد الكرسي الرئاسي، ويحدد خياراته جيداً بناء على الخطوط السياسية العامة، قبل رسم الخرائط وفقاً للاوزان والمواقف.
 

  • شارك الخبر