hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - محمود زيات

لا شروط لروسيا على حزب الله مقابل السلاح

الخميس ١٥ شباط ٢٠١٦ - 06:25

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

وفق دراسات لمراكز ابحاث صهيونية، تناولت الموقع الاسرائيلي في الخارطة المتفجرة في المنطقة، بعد خمس سنوات على «ثورات» ما سُمي بـ«الربيع العربي» برعاية دولية واقليمية، يبدو الاسرائيليون في موقع الخاسر للرهانات التي اطلقوها، غداة تفجر الاحداث الامنية داخل سوريا تحت شعار «اسقاط نظام الاسد»، بعد ان راهن كبار منظرو الكيان الاسرائيلي، ومعه الانظمة الراعية لـ«الربيع» السوري، على سقوط مريع لهذا النظام الذي شكل على مدى خمسة عقود تحديا كبيرا لاسرائيل، بعد تفرده، كنظام، بموقع الداعم للمقاومة والرافض لاي نوع من انواع التطبيع، حتى غدا كمن يعيش في جزيرة تحوطها انظمة تجاوزت الطبيعة العدوانية للكيان، فعقدت الاتفاقيات وابرمت المعاهدات ورفعت الاعلام الاسرائيلية في غير عاصمة عربية.
ومع انكفاء اللاعب الاميركي عن المنطقة وتراجع الحضور الاوروبي، وغرق النظام السوري في حربه على العدوان، بالتزامن مع «طحشة» سياسية وعسكرية روسية في المنطقة، نجحت في ان تحتل روسيا موقع اللاعب الاساسي في رسم خارطة جديدة للمنطقة، مع ما حققته من انجازات سياسية ودبلوماسية وعسكرية كبيرة، احدثت تغييرا دراماتيكيا في الخارطة العسكرية السورية، فرضت تغييرا جوهريا في حسابات اللاعبين الاقليميين والدوليين لمصلحة نظام الرئيس الاسد، بدا الاسرائيليون يتخبطون في رهاناتهم حتى راحوا يتوجسون من غرفة عمليات مشتركة تجمع روسيا مع عدوهم «حزب الله» الذي يحتل المرتبة الاولى في الخطر الذي يشكله على اسرائيل، مع تصاعد المخاوف من تنامي القدرات الصاروخية لـ«حزب الله»، وتمرس كفاءاته العسكرية بعد تجربة عسكرية صعبة داخل سوريا، مستمرة منذ اربع سنوات.
«لا شروط لروسيا على «حزب الله» مقابل السلاح»، تلك هي العبارة التي وردت في احد التقارير المتداولة على لسان قادة الاحتلال الاسرائيلي السياسيين والعسكريين، والتي تُقلق المجتمع الصهيوني بقادته السياسيين والعسكريين والامنيين، على الرغم من مزاعم يطلقها السفير الاسرائيلي في موسكو تسيفي حيفتس امام لجنة الخارجية والامن في «الكنيست»، من ان روسيا التزمت انها «لم ولن تسلم اسلحة لـ «حزب الله» خلال عملياتها العسكرية في سوريا».


واعدّت صحيفة «هآرتس» الصهيونية تقريرا عن مناقشات عدد من نواب الكنيست شاركوا في جلسة لبحث العلاقات الاسرائيلية ـ الروسية، في ضوء الوجود العسكري الفعال لروسيا في المعارك الدائرة ضد التنظيمات الارهابية في سوريا، والذي بدأ يُثمر سيطرة وتعزيزا للنظام السوري في جغرافيا الميدان العسكري السوري، وابقت اسماءهم مجهولة نظرا للطبيعة الامنية التي تحكمت بالاجتماع، إن السفير الاسرائيلي في موسكو هو نفسه قال قبل عدة أسابيع إن روسيا تزود «حزب الله» بالأسلحة في إطار النشاط العسكري للجيش الروسي إلى جانب إيران وقوات النظام السوري، وحسب هؤلاء، فإن روسيا لم تضع أية شروط على «حزب الله» مقابل السلاح، لكنه عاد وخفف من وطأة كلامه، حين قال انه التقى كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الروسية، وانه اعلم ان روسيا اجرت فحصا داخليا، تبين منه انه لم يتم نقل اية وسيلة قتالية من القوات الروسية في سوريا الى ايدي «حزب الله»، زاعما ان العلاقة بين الكيان الصهيوني وروسيا في ازدهار لم يسبق له مثيل (!)، وقال هناك مشاروات متواصلة على المستوى السياسي.
الاسرائيليون لم يحققوا أي انتصار حقيقي في أي حرب منذ عام 1982
وفي السياق نفسه، يقول عضو «الكنيست» عن «حزب المعسكر الصهيوني» أيال بن رؤوبين، إن الهدوء السائد على امتداد الحدود اللبنانية اليوم، لا يشكل دافع فخر لدى الجيش الاسرائيلي، بنتائج حرب لبنان الثانية، بحيث كان يمكن لنا تحقيق نتائج افضل بكثير، ان تلك الحرب كان يجب ادارتها بشكل مختلف تماما، واشار لصحيفة «اسرائيل هيوم» العبرية، إلى أن جيش الاسرائيلي تلقى خلال عدوان تموز عام 2006 أمرًا بالهجوم إلى الأمام، لكنهم أمروه بالمحاربة على الجوانب والى الوراء، وقال: للأسف، لم نحقق أي انتصار حقيقي في أي حرب منذ عام 1982، حتى عملية «الجرف الصلب» على غزة عام 2014، فهي أبعد ما يكون عن الانتصار، فقد كانت حربًا طويلة استمرت 52 يومًا، لم ينفذ فيها الجيش الاسرائيلي ما خطط له، ولم يقم بتفعيل كامل قوته، ففي الاستراتيجية أمام «الارهاب» يجب الحسم والانتصار، ثم اخلاء المنطقة بأسرع ما يمكن والتوصل إلى اتفاق.
ولفت بن رؤبين إلى أن الجيش الاسرائيلي لم يخرج بتاتا بانطباع يؤكد استعداده للتهديدات التي يمثلها «حزب الله»، وقال: ان رئيس الأركان حدد استراتيجية انذاك، لكن القيادة المدنية فشلت بشكل قاطع في مسألة حماية السكان وأهملت البلدات، وإذا ما بادر الجيش الاسرائيلي الى عملية عسكرية أمام التهديد في الجبهة الشمالية (مع الجنوب اللبناني والجولان السوري)، فإننا سنواجه مشكلة كبيرة في الجبهة الداخلية، لأن 30 بالمئة فقط من سكان الشمال يملكون غرفًا آمنة.
 

  • شارك الخبر