مرة جديدة، وضع الأب فادي تابت لمسات إبداعه على المسرح اللبناني. مرة جديدة، أثبت لنا الأب تابت أن المسرح اللبناني لا يزال بألف خير بوجود أعمال كأعماله. بعيداً عن الاستعراض الذي اعتدنا أن نراه في اعمال الأب تابت، قرر هذه المرة أن يجسد الواقع الذي نعيش فيه، عبر مسرحية كوميدية بوليسية: "الحياة الجوزية".
وبعد أن بدأ عرض هذه المسرحية منذ 14 كانون الثاني، على مسرح جورج الخامس في زوق مصبح، شهد المسرح مساء أمس افتتاحاً رسمياً للمسرحية، بحضور حشد كبير من الممثلين والاعلاميين.
إلا أن الاب تابت اختار أن لا يلعب دوراً في عمله هذا، بل وقع اختياره على نخبة من أهم الممثلين، الذين لمعوا في الأعمال المسرحية، منهم ريمون صليبا، وأنطوانيت عقيقي. كما يشارك في العمل وجيه صقر، فيفيان انطونيوس، بشير مارون، نويل زيادة، موريال يزبك، واندريه ابو زيد وغيرهم...
وتدور أحداث هذه المسرحية حول مقتل "نمر"، أحد رجال الأعمال المهمين، في منزله، واستدعاء ريمون صليبا، الذي يلعب دور المحقق، للتحقيق في الجريمة. وتتوجه أصابع الاتهام إلى زوجته أنطوانيت عقيقي، وصديقها وجيه صقر، المطلوب من الانتربول. إلا أن المفاجآت ستتوالى الواحدة تلوى الأخرى، لتصدمنا النهاية. كما أن الأب تابت ألقى الضوء في المسرحية على مخاطر دخول الانترنت إلى بيوتنا، والتفكك الاجتماعي الذي يؤدي له.
لن ندخل في كافة تفاصيل المسرحية، لأننا سنحرق الأحداث؛ فلا بد من مشاهدة المسرحية، فالاب تابت عرف كيف ينقل لنا الواقع الذي نعيشه بسلاسة، وطريقة مضحكة.
أرشيف الأب فادي تابت في العمل المسرحي، كاف ليخبرنا عن إبداعه في كل ما يقوم به. والمسرح الكوميدي البوليسي تجربة جديدة له، وللمسرح اللبناني، إذ لم يسبق لنا أن رأينا أي عمل بوليسي مسرحي. لكنه كالعادة، عرف كيف يجذب محبي المسرح، سواء من ناحية اختيار فريق العمل، أم من ناحية حبكة النص وسلاسته والموضوع الذي يتناوله.
نعم... لا خوف على مستقبل المسرح اللبناني طالما أن إبداعات الأب تابت مستمرة.