hit counter script
شريط الأحداث

- روبير فرنجية

اعتزلنا النقد الدرامي مؤقتاً

الأربعاء ١٥ كانون الثاني ٢٠١٦ - 06:41

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كل المسلسلات هذا الموسم الدرامي ضخمة الإنتاج جميلة القصص ومقنعة الإخراج وذكية بالكاستينغ. هذا ما يجب قوله في بلد "ممنوع النقد" فيه ولا يُسمح إلا للبخور والغزل والمديح والإطراء والإشادة والثناء.
بعد مسيرة أكثر من ربع قرن في الصحافة الفنية مقروءةً ورقياً والكترونياً والمرئية إعداداً وتقديماً والمسموعة AM و FM وفي الإعلام المرئي والخاص في الوطن الدرامي الصغير استخلصت أنه من الأفضل اعتبار كل ما يقدم لنا من أطباق في التراجيديا والكوميديا لذيذة وشهية ودسمة ولا تحتاج إلى أي شيء في النص والأداء التمثيلي والإخراج مع إرفاق الجملة التالية: "لقد وفر المنتج(ة) للعمل كل مقومات النجاح ولم يبخل عليه بشيء...".
لماذا هذه الخلاصة ولماذا الإنسحاب من النقد بعد هذا العمر اختيارياً؟
لقد وجدت مقتنعاً أنني كغيري من الزملاء يهدرون وقتاً من عمرهم بتلقي مخابرات العتاب الهاتفية من العاملين في المجال الدرامي بعد كل مقالة. هذا ممثل يعتب لأننا لم نر وسامته تشبه توم كروز، وهذه ممثلة فاتنة تلومنا كيف لم نلحظ أنها توأم أنجلينا جولي، وهذا مخرج ظلمناه في المقالة لأننا لم نشاطره رأيه أنه لو أنجب سبيلبرغ مخرجاً لما كان يشبهه بلقطاته وحركة الكاميرا الخاصة فيه كما "صاحبنا المخرج اللبناني".
هذا عدا اسطوانة الريتنغ التي نسمعها استناداً إلى مصادر مريخية. هذا المسلسل حصد ما نسبته 20 نقطة وهذه جهة انتاجية تقنعنا ولو بالزور أن مسلسلها ينال استقطاباً ويحطم الأرض التي نمشي عليها. نعم "مكسر الأرض" ولو عرض على ال CNN لكسر الجو أيضاً.
اعترضنا مرات كثيرة على هفوات وثغرات ومطبات وسلبيات في الأعمال الدرامية من موقع التصويب وبهدف التحسين والتطوير وكنا نتلقى اتصالات المجاملة ومرات التهديد والوعيد بحرق الإطارات وقطع الأرزاق والكهرباء عن بيوتنا وطردنا من المؤسسات الإعلامية التي نعمل فيها، إذ يعتبر بعض أسياد الإنتاج أن شراء غلاف في موقع أو صحيفة أو مطبوعة يسمح لهم بالتطاول على الأقلام وشتمها.
المطلوب فقط الكلام المعسول و"تمسيح الجوخ" عند الأكثرية العاملة في الوسط الدرامي فيما الأقلية تتقبل النقد وتهضمه كما طبق "المجدرة" على مائدة الفطور.
سنعتزل النقد الدرامي مؤقتاً ليس خوفاً ولا اقتناعاً بل لأننا نرى أنه "كما تكونون يولى عليكم". فالحق على المسؤولين عن هذا القطاع في التلفزيونات الذين يشترون أعمالاً دون أن يجهدوا أنفسهم بقراءة ولا حلقة منها أو مشهداً من كل حلقة. كل ما يجيدونه دعم هذا المنتج على حساب منتج آخر أو مسايرة هذا المنتج المدعوم والمسنود عندهم أو وضع الفيتوات على ممثلين ومخرجين لا يجيدون التملق والمسايرة وإرسال زهور الأوركيديه إلى المكاتب والبيوت. هؤلاء ربما آخر ما طالعوه كان قصة من قصص "المغامرون الخمس".
الدراما اللبنانية هذا الموسم بألف خير هكذا سنقول ولن نقول غير ذلك.
"سولو الليل الحزين" كان الكاستينغ فيه رائعاً، و"ذات ليلة" عملاً موفقاً، و"قصة حب" مسلسل "بيعقد"، ومسلسل "متل القمر" لن يعرف الخسوف. أدامكم يا رواد الأبجدية الدرامية مرجعاً للمسلسلات وأقطاباً للأعمال الدرامية الرائعة والجميلة والمشوقة مهما كانت النصوص رديئة والإخراج سيئأً والكاستينغ متدنياً، المهم أن لا تتدنى نسب المشاهدة!
 

  • شارك الخبر