للوهلة الاولى، يسحرك مشهد مسرحي لافت بألوانه الربيعية وجداره الشاردة بسيناريو المسرحية ومشاهدها النقية وديكورها الناعم.
مشهدية مسرحية رائعة تساهم في خلق البسمة على وجه محبي المسرح الموسيقي اللبناني، خصوصا مسرح الفنان المبدع والمؤلف الموسيقي "روميو لحود".
"بنت الجبل" مسرحية موسيقية كوميدية، تجسّدت على يد كل من الفنانة الراحلة سلوى القطريب في العام 1977 والممثل القدير أنطوان كرباج بالاشتراك مع عدد كبير من الممثلين المبدعين.
في شهر تشرين الثاني من العام 2015، أعاد الفنان روميو لحود "بنت الجبل" الى واجهة المسرح اللبناني من جديد، ولكن بحلّة جديدة ومميزة كالعادة. فأصبحت ابنة سلوى القطريب، الممثلة والمغنية ألين لحود بطلة السيناريو الرائع وأميرة المسرح الموسيقي تكريما لأمّها، الا انها... "أبدعت"!
حافظت مسرحية "بنت الجبل" على روحها المرحة وخفّة ظلّ البطلة، ولكن بشخصيات جديدة. لعبت ألين لحود دور والدتها بحرفية ومهنية عالية. وكأنك وللوهلة الاولى ترى أمامك المشهد نفسه، بنفس التقنية والمهارة. فالمغنيّة برعت في تجسيد دور "ليزا" الفتاة الفقيرة والامّية غير المتعلمة، بائعة الزهور، التي لا تجيد الكتابة ولا القراءة. كما وأتقن الممثل بديع أبو شقرا دور الممثل الكبير أنطوان كرباج ولعب الدور بمهارة عالية ولافتة. وبدوره، جسّد ابو شقرا دور بروفسور اللغة ا "هنري"، الاستاذ الثري، ومن طبقة أرستقراطية، والذي يسعى الى تغيير حال "ليزا"، من فتاة فقيرة وبائعة ورود الى سيدة مجتمع ومن الطراز الاول.... "فنجح"!
الابداع المسرحي، بدأ أولا من حرفية الممثلين، من لباسهم وكيفية كلامهم وتصرفاتهم على المسرح. كما وان طاقم العمل الذي ضمّ العديد من الممثلين والراقصين حقق نجاحا كبيرا بمهنية وتقنية عالية. ونذكر من الممثلين ماغي بدوي وهي الوحيدة التي تفرّدت بتمثيل المسرحية في نسختيها القديمة والحديثة والتي جسّدت دور أمّ "هنري" المرأة الثرية والـ"class" جدّاً. إضافة إلى الممثل غبريال يمين وعصام مرعب وماريلين الحكيم.
تمكن الفنان المبدع روميو لحود من خرق كل الجدران التي تقف في وجه المسرح اللبناني وتسهم في فشله، كما تمكن من رسم بسمة على وجوه محبي أعماله، وزرع وللمرة الثانية وبنفس السيناريو وبنفس الشخصيات المسرحية الفرح والمرح في قلوب محبي المسرح، ونجح في اسعادهم عبر "مسرحية فنية موسيقية كوميدية".
"شو في خلف البحر خبريات... وبحور خلف بحور وحكايات، عم تنحكى بسهرات"... نعم هو فعلا كذلك، فخلف ستار مسرح "روميو لحود" و"سلوى القطريب" ذكريات تعود بنا الى زمن الفن الجميل!