hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

اختتام المعرض المسيحي الرابع عشر لـ "الاتحاد الكاثوليكي"

الإثنين ١٥ كانون الأول ٢٠١٥ - 11:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اختتم المعرض المسيحي الرابع عشر الذي ينظمه الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان (ucipliban) في قاعات دير مار الياس - انطلياس نشاطاته، وأقيمت ندوة عن "الاعلام وتحديات العنف في عالم اليوم" نظمها تلفزيون SAT 7 والاتحاد الكاثوليكي، شارك فيها كل من الاعلامية هيام أبو شديد، الكاتب والمؤلف جورج غنيمة، الاخصائية في الطب النفسي المدرسي والعيادي ماريبال ضاهر الياس ورئيس الاتحاد الأب طوني خضره، وأدارها فادي بو راشد الذي طرح محاور الندوة حول "ما الذي يقدمه الاعلام الى الناس اليوم؟ أي زمن سينجو من مخالب العنف؟ من يتحدى من؟ هل العنف يتحدانا أم من؟ كيف تنظر الكنيسة الى العنف؟ ما هو مصدر العنف أهو تربوي أم بيولوجيا؟ ما هو دور الأهل والمدرسة ووسائل الاعلام؟ وما هي السبل الآيلة لنشر ثقافة السلام؟"

ورأت الاعلامية أبو شديد أن "الاعلام يدعي أنه يوعي الناس، يمكن أن يكون صانع الحدث فيخاطب القلب أو العقل أو الغريزة، بحيث يحاكي جزءا من الانسان وليس الكل، وهذا ينسحب على برامج التبصير مثلا لأنها تخاطب المتلقي بعنف وعدم احترام قيمه". وقالت: "يقوم الاعلام بالعنف والتعنيف تحت ستار حضاري في الظاهر ويدس رسائل لاواعية. لا يحترم جسد الانسان مثلا عندما يقوم بنقل حدث ما فيعرضه على الشاشة بلباسه الداخلي، ما يتنافى مع أخلاقيات الاعلام فيعني هنا أنهم يخاطبون الغريزة".

وأضافت: "مقابل ذلك يستقيل الأهل من دورهم في توجيه أولادهم لاختيار ما يحترمهم في ما يقدم اليهم في وسائل الاعلام. فاذا غابت الرقابة في الاعلام يجب على الأهل أن يكونوا واعين وعدم الضياع بين ما هو مواكب للعصر وما يمكن تسميته الاختيار السليم. لا اعلام مسؤول لأن العاملين في وسائل الاعلام لا يتقنون أو بالاحرى ليس لديهم رقابة ذاتية لما يقدمونه الى المتلقين. وكذلك وزارة الاعلام غائبة والأجهزة المعنية".

واعتبرت هذا الواقع (بعض البرامج التي تعرض حاليا على شاشة العديد من وسائل الاعلام) أنه "بمثابة دعارة فكرية ونفسية تفرض على المتلقي، ويدس فكر العنف والموت والجنس فتلغى قدسية وحرمة الآخر، داعية الى اعداد برامج تليق بالانسان تخدم العائلة والمجتمع والوطن.

وختمت بما قاله البابا فرنسيس عن التضليل الاعلامي والتشنيع والقدح والنميمة والافتراء، فهذه بمثابة خطايا وصفعة ليسوع المسيح".

ولفت الأب خضره الى "بعض الوثائق الروحية التي تتحدث عن الاعلام، أولها صدرت العام 1966، ثانيها العام 1927 والتي دعت الى انشاء إذاعة الفاتيكان من أجل نشر فكرة السلام"، مشيرا الى 50 رسالة تتحدث عن أهمية الاعلام و21 رسالة عنوانها الاعلام والسلام ضد العنف. وقد ذكرت كلمة عنف في رسائل البابا عن الاعلام 117 مرة و121 مرة عن السلام.

وأكد أن "الكنيسة تركز على الاعلام - الرسالة، انما في الواقع فهناك نسبة 10 % منه اعلام للفضائح، ونحن بحاجة الى وسائل اعلام مثل SAT 7 تهتم بالانسان".

ورأى أن "الكنيسة تركز على الاعلام من أجل القيم والسلام"، مرددا ما قاله البابا يوحنا بولس الثاني: "نادوا به على السطوح، أنتم شهود العالم كي تحطموا أصنام هذا العصر"، معتبرا أن "ما ينقص المجتمع اليوم هو السير باتجاه اعلام مؤسساتي".

وقال: "نتحول اليوم من الشراكة مع الناس الى شركة تجارية همها الكسب المادي والسبق الصحافي. الاعلام رسالة ومعرفة كيفية ايصال الرسالة الى المتلقين، هناك اعلام يوصل الحقيقة وآخر يفعل العكس، ولاحلال السلام يجب أن يقدم الاعلام معلومات لاحلال السلام، لكن ما نشهده اليوم اننا ذاهبون الى أن الاعلام يؤثر سلبا، ولا سلام من دون حوار ولا حوار من دون اعلام مباشر. الاعلام ضيع الهدف ويأتي بالمعلومة ليحقق الأرباح وليس العكس كما كان يفعل في السابق. عندنا واقع غير سليم لذا ينبغي العمل كشركاء -البيت، المدرسة، الاعلام - لأن هدف المؤسسات التربوية أيضا أصبحت للعلم وليس للتربية وهذا يؤدي الى الموت". 

وطرحت الياس "سلسلة من الدراسات والأبحاث التي تؤكد أن الطفل عندما يولد هناك قوة داخلية فيه قد تتحول هذه القوة الى صرخة عدائية وعنف. ويعيد علم النفس هذا التحول الى الألم بحيث قد يتعاطى الانسان معه بحزن أو خسارة وربما يتأقلم معه. إن العنف يوجد في عمق الذات الانسانية ويعيش أكثر ويتفاعل بأشكال عديدة ويعود الى ألم مكبوت في هذه الذات، فيدفنه أو يتصرف به عندما يكبر".

ولفتت الى أن "أولويات الحياة سبقت أولوية الاهتمام بالعائلة وهذا يزيد من أسباب العنف، وكذلك تدني المعيار الأخلاقي في وسائل الاعلام"، مشيرة الى أن "المدرسة اليوم تربي أدمغة مليئة بالمعلومات من دون نقد ذاتي لها. فالتلميذ صامت والمعلومات تتكدس في ذهنه يوميا. إن هذا الجيل لا يعرف الحوار، لا يعرف ماذا يتلقى، فهو خزان للمعلومات لا يخدم تربيته. كل هذا يؤدي الى العنف في داخلهم".

ورأى غنيمة أنه "يمكن ملاحظة التغيير في مسلكية الأولاد من خلال الاختصاصيين، لا سيما الذين يراقبون الحالات في المدرسة"، لافتا الى أن "غالبية وسائل الاعلام والاتصال تقوم بكل أشكالها على العنف وكسر الآخر وقليلة هي الـ Games التي تحاكي القيم وغيرها"، معتبرا ان "الولد يتأثر بكل ما يحيط به، فمثلا قد يتأثر الأولاد بالعنف عندما يشاهدون شجارا بين الأهل. فالتلميذ يظهر العنف الذي يوجد بداخله عندما يتعرض لأي أذى ولا يعود مثلا الى المرجع المختص في المدرسة، بل يرد الفعل بردة فعل وضربة بضربة وهكذا دواليك، يعني أنه يأخذ حقه بيده. ومن مظاهر العنف كسر الطاولة أو القلم أو طريقة التعامل مع رفاقه وغيرها، ما يظهر الكبت الموجود لديهم والتعبير عنه عند حصول أية حادثة".

وقال: "الدولة شبه غائبة عن الوعي ولم تضع أي خطة لتعميمها على المدارس. في الماضي كانت الأم تربي، أما اليوم فالوضع مختلف بحيث استقال الأهل من دورهم ليلقوه على المدرسة التي تعلم فقط ولا تربي. لا يوجد خطة شاملة متكاملة لتعمم على المدارس للعمل عليها"، داعيا الى "ادراج موضوع القيم ضمن المواد التعليمية"، لافتا الى انه "حتى اليوم لا خطط جدية ملموسة لكن لا نفقد الأمل وسنعمل على نشر ثقافة السلام بين التلاميذ".

وأحيت اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة المنبثقة عن مجلس البطاركة يوم العائلة بعنوان "العائلة مهد الرحمة"، في حضور النائب البطريركي لمدينة جونيه المطران نبيل العنداري وحشد من ممثلي لجان العائلات في الرعايا من مختلف المناطق اللبنانية.

وتخلل هذا النشاط كلمة الأمينة العامة للجنة ريتا عزو ومداخلة للرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الأب العام مالك بو طانيوس. وكانت شهادات حياة من أزواج عكست روح المحبة التي تحتاج اليها العائلة للحفاظ على القيم والأخلاقيات المجتمعية.

وقدم عدد من الحركات الاجتماعية التي تعنى بشؤون العائلة أعمالا فنية ومسرحية إحياء للمناسبة.

وأشارت عزو في كلمتها الى "تميز هذا اليوم لأنه باكورة نشاطات هذه اللجنة، ونطلقها ترجمة لسينودس العائلة، ولأنه يتزامن مع بدء سنة الرحمة الالهية التي ستطلق في 8 كانون الأول ولأنه يتوافق مع توجهات الكنيسة".

وطرحت سلسلة من التساؤلات: "كيف تكون العائلة عائلة متمكنة وسط التهديدات التي تواجهها العائلة؟ كيف تكون الرحمة الالهية جوابا لحل أزمات العائلات؟ كيف تحافظ العائلة على قيمها وسط الايديولوجيات المتعددة وأن تميز بين الرحمة الحقيقية والرحمة الكاذبة؟".

وقالت: "نضع تساؤلاتنا ونرفع صلاتنا ليجعل الله العائلة علامة رحمة"، مؤكدة أن "اللجنة تعمل للحفاظ على كينونة العائلة". 

ورأى الأب بو طانيوس أن "العائلة هي نواة المجتمع، وهي مهد الرحمة، مفسرا أن "الرحمة هي الله، والله يدخل الينا بعائلاتنا، زكريا يعني الله يتذكر، اليصابات كلمة تعني الله يساعد ويساند، يوحنا يعني الله تحنن، كل هذا التفسير للقول أن الرحمة موجودة ولا تنسى أحدا، وبالرحمة يتذكر الانسان قريبه ويفكر كل فرد في العائلة بالآخر كما يفكر تجاه نفسه ويساندون بعضهم البعض، وبذلك تصل الرحمة من العائلة الى المجتمع فالمسكونة كلها".

وركز على أهمية روح الأخوة بين الناس مقدما بعض الأمثلة من سفر التكوين والعهد الجديد، متمنيا بناء عائلة على مقومات الأخوة لبناء كنيسة على أسس قويمة، مؤكدا أن "الديانة المسيحية هي ديانة محبة ورحمة".

وفي الختام قدمت اللجنة الى الأب بو طانيوس درعا تكريمية عربون تقدير واحترام. 

كما أقامت جمعية "نبض الشباب" لقاء الجمعيات والتعاونيات والأندية، في حضور حشد من رؤساء جمعيات وأندية. وعرف رئيس الجمعية جورج طنوس عن الجمعية وخدماتها وكيفية الاستفادة من الخدمات التي توفرها الجهات المعنية في الدولة، موضحا ان "هدف الجمعية هو استنهاض المجتمع الشبابي وتقديم المساعدة إن لناحية التأسيس أو لناحية تأمين وسائل الدعم والتوجيه".

ووزع الاتحاد الجوائز على الفائزين ودروعا تكريمية في مسابقات المدارس والجامعات وكذلك جوائز مسابقة التنشئة المسيحية.

ومساء، اختتم المعرض بتوزيع شهادات مشاركة على المشاركين في المعرض على أمل أن يتم اللقاء في المعرض المقبل للعام 2016.  

  • شارك الخبر