hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

السراي تحتضن لقاء الشوق بين العسكريِّين المحرَّرين وأهاليهم

الأربعاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٥ - 02:04

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

وسط زغاريد النسوة والتصفيق ودموع الفرح دخل العسكريون المحررون للقاء الاهل والاحباء الى قاعدة الاستقبال الكبرى في السراي الحكومي الذي شهد يوما تاريخيا تحريريا مميزا حيث تحضر منذ ساعات الصباح الاولى لاستقبالهم، فرئيس مجلس الوزراء تمام سلام الذي كثف اتصالاته خلال الايام الماضية من اجل الافراج عنهم لم يغادر السراي الا بعد منتصف ليل الاثنين -الثلاثاء حيث بقيّ متابعا لتفاصيل عملية التفاوض لحظة بلحظة.
 الرئيس سلام بدأ نهاره امس باكرا في السراي، منتظرا الخاتمة السعيدة لهذا الملف ومشرفا على التحضيرات للاستقبال حيث انتشرت باقات الورد البيضاء في القاعة الكبرى.
وعند الثانية والنصف بدأ اهالي العسكريين بالوصول الى رئاسة الحكومة كذلك الوزراء. وتمام الثالثة والنصف وصل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ثم قائد الجيش العماد جان قهوجي.
ووقف سلام في حضور أعضاء خلية الأزمة الوزراء: سمير مقبل، علي حسن خليل، وائل ابو فاعور، نهاد المشنوق، أشرف ريفي وسفير قطر في لبنان محمد علي مري، العماد قهوجي، اللواء ابراهيم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، لاستقبال العسكريين الذين وصلوا الى السراي في تمام الساعة الرابعة الا ثلثاً، وبعد المصافحة فتحت ابواب القاعة حيث كان الاهالي ينتظرون ابناءهم، وعلت الصرخات التي اندمجت مع التصفيق ودموع الفرح والعناق، وبعد قرابة العشر دقائق دخل سلام والوزراء والسفير القطري وقادة الاجهزة الامنية حيث عزف النشيد الوطني اللبناني والتقطت الصور قبل ان يبدأ اللواء ابراهيم بالقاء كلمته.
ثم تحدث سلام فاكد ان هناك جهودا بذلت داخليا لإنهاء ملف العسكريين المختطفين تمثلت بالمساعي التي باشر بها مجلس الوزراء وانتقلت عملياً الى خلية الأزمة، ولكن هناك أيضا الأجهزة الأمنية بكافة مؤسساتها التي واكبتنا في الصغيرة والكبيرة ونجحنا وعبرنا الى الحرية والكرامة وعزة لبنان.
وقال: من السراي الكبير من دار اللبنانيين، من هذه الدار حيث تعالج هموم ومشاكل اللبنانيين، من هذه الدار كانت الوقفة المعبرة الصارخة الوطنية لمجلس الوزراء يوم ووجهنا بهذا العمل الارهابي ضد الوطن، وكانت خلية الأزمة وبدأ العمل.
وأغلب الاهالي بيننا اليوم مروا معنا بالمعاناة، هذه المعاناة ببعدها الانساني، هذا البعد الانساني الذي تجلى باشكال مختلفة وأتفهمه ونتفهم جميعا على مستوى الامهات والاباء والزوجات والعائلات، ولكن ايضا هناك بعد وطني تمثل بأبطالنا العسكريين الذين تحملوا وقاسوا وصمدوا وصمدنا معهم وكان الانفراج وكانت الافراح وكان الانجاز.
لكن لا بد لي من ان اذكر بهذه المناسبة شهداءنا الذين نترحم عليهم وآخرهم كان جثمان محمد حمية رحمه الله الذي تسلمنا جثته اليوم ايضا من ضمن هذا الانجاز، المسيرة ماضية ونحن وجنودنا الابطال والعسكريين الابطال وعائلاتهم ماضون في المسيرة لنحقق المزيد من الانجازات، ويعلم الجميع ان أمامنا انجاز كبير ما زال  يشكل تحديا لنا جميعا وهو ما بقي لكم من اخوان عسكريين في الأسر علينا ان نسعى ايضا الى تحريرهم والى الفوز بالنتائج الطيبة من اجل لبنان واللبنانيين ومن اجل وحدة وطننا ووحدة موقفنا وقرارنا. ثقوا بدولتكم ثقوا بحكومتكم، ليس لنا ولكم الا هذا اللبنان فلنشتد جميعا من حوله ولتتضافر جهودنا جميعا لان لبنان بحاجة الى كل ابنائه من عسكريين ومن كافة الفئات.
أضاف:احبائي، هناك جهود بذلت داخليا تمثلت بالمساعي التي باشر بها مجلس الوزراء وانتقلت عمليا الى خلية الازمة، ولكن هناك أيضا الاجهزة الامنية بكافة مؤسساتها من جيش وقوى أمن وأمن عام ومعلومات ومخابرات وكل الاجهزة التي تضافرت الجهود في عملها على مدى سنة واربعة اشهر ونجحنا والحمد لله، وثابرنا. وهناك ايضا الاجهزة القضائية التي واكبتنا في الصغيرة والكبيرة ونجحنا ايضا وعبرنا الى الحرية والكرامة والى عزة لبنان.
لا بد لي من التوجه بإسمكم جميعا بالشكر والتقدير الى كافة الدول والقيادات التي ساهمت معنا وسعت من اجل هذه الفرحة، واخص بالذكر وبشكل مميز دولة قطر وأميرها سمو الشيخ تميم بن حمد آل  ثاني، شكرا كبيرا لهم.
ولا بد لي ايضا على صعيدنا المحلي من أن اخص بالشكر والتقدير والثناء اللواء عباس ابراهيم، والأمن العام، هذه المؤسسة التي تمكنت بصبر وبأناة وببراعة من ادارة هذا الملف لما وصلنا إليه من نتائج طيبة  ولن أنسى ايضا الصليب الاحمر اللبناني، هذا الجندي المجهول الذي يواكب كل مصاعبنا وكل الأهوال التي مررنا بها، وكان له اليوم الدور المميز في ما احتضناه جميعا من ابطالنا العسكريين، وإن شاء الله نمضي بهذه المسيرة واثقين من خطانا لنحقق المزيد من الانجازات ليس فقط في مؤسساتنا الامنية والعسكرية وانما في كل مؤسساتنا الوطنية من اجل ان يعلو اسم لبنان واسم اللبنانيين محلقا دائما ومظفرا بالنتائج والانتصارات.
ابراهيم
 اما اللواء ابراهيم فقال: ايها الحضور الكريم والعسكريين المحررين : من الجيش اللبناني الرقيب جورج الخوري،، الجندي اول ناهي عاطف قلفوني والجندي ريان سلام. ومن قوى الأمن الداخلي: المعاون بيار جعجع، الرقيب أول إيهاب الأطرش، العريف سليمان الديراني، العريف ميمون جابر، العريف أحمد عباس، العريف وائل حمص، العريف زياد عمر، العريف محمد طالب، الدركي لامع مزاحم، الدركي عباس مشيك، الدركي ماهر فياض، الدركي جورج خزاقة، الدركي رواد بو درهمين.
لأن لبنان بلد الحرية عدتم أحراراً إلينا، ها هم العسكريون الابرار يعودون الى حضن وطنهم، الى حضن شرعيتهم ومؤسساتهم، الى ذويهم ورفاقهم كي يعاودوا من جديد ما بذلوه.
كانت محنة الاشهر الـ 16 خير شاهد على أنهم برّوا بقسمهم، وصمدوا بين ايدي خاطفيهم، لم يفقدوا ايمانهم بالله ولا بذواتهم ولا بارادتهم ولا بدولتهم التي منذ احتجازهم لم توفر اي جهد في سبيل استعادتهم الى أن وصلنا الى هذا اليوم.
اضاف:لا بد من توجيه الشكر الى كل من انضم الى جهودنا في سبيل اطلاقهم، انها المرة الثالثة التي تمر الدولة اللبنانية بمثل امتحان كهذا مع هذه الجماعات، وهي تتمسك بكرامتها وصلابة موقفها التفاوضي وعدم التخلي عن مقومات السياسة، في الوقت الذي حرصت فيه على ارواح عسكرييها وحمايتهم بغية استعادتهم، كانت شروط التفاوض شاقة وطويلة، ولم نكن نريد لها ان تطول الى هذا الحد، ولكن سقف الكرامة الوطنية والتمسك بثوابت دولة القانون وعدم التخلي عن السيادة أفضت الى تكريس حقوقنا واستعادة عسكريينا، هذا المسار سلكناه منذ محنة مخطوفي اعزاز مرورا بملف راهبات دير سيدة معلولا وحتى الآن، وفي المرات الثلاث خرج لبنان منتصراً بهيبة دولته وبصون مؤسساته وبثبات مؤسساته وعزة شعبه. انه يوم فرح لكننا نتوخى الوصول الى يوم الفرح الذي نستعيد معه العسكريين المختطفين لدى داعش.
اشكركم دولة الرئيس، وأشكر أعضاء خلية الازمة على الثقة التي أوليتموها للمفاوض اللبناني متسلحاً بالثوابت التي ساعدت على منحنا الصلابة في مفاوضات شاقة ومتعبة، لكن المشقة والتعب يرخصان لدى رؤية وجوه العسكريين المحررين، ووجوه اهلهم المغرورقة بدموع الفرح، وأتوجه بالشكر ايضا ومن خارج السياق الى دولة الرئيس سعد الحريري الذي كان سنداً لنا في كل مراحل التفاوض والذي أكد أينما حل على ان هذا الملف وطني وليس مذهبياً على الاطلاق، وأشكر السيد حسن نصرالله ولن أدخل في التفاصيل فدولة الرئيس ومعالي وزير الداخلية على علم بكل ما جرى في تفاصيل التفاوض.
اليوم من السراي الحكومي اقول لكم ايها العسكريين، هنيئا لكم الحرية على أمل استكمال الفرحة الأولى بفرحة مماثلة في استعادة عسكريينا لدى داعش: المعاون ابراهيم مغيط، العريف علي المصري، العريف مصطفى وهبة، الجندي اول سيف ذبيان، الجندي علي الحاج حسن، الجندي عبد الرحيم دياب، الجندي محمد يوسف، الجندي خالد حسن وجثة الشهيد العريف عباس مدلج.
ريفي
وزير العدل اشرف ريفي تحدث الى «اللواء» وقال اليوم فرحتنا كبيرة جدا ولكن مع الاسف فهي ناقصة ببقاء تسعة عسكريين لا يزالون في الاسر، مشددا على وجوب ان يكون التركيز على كيفية استعادتهم من خلال فتح قنوات التواصل المباشر او غير المباشر لتحريرهم، مؤكدا الى ان الثمن مهما كان لا ينتقص من سيادة وكرامة لبنان ولكن حرية العسكريين وكرامتهم وانطلاقهم للحياة الطبيعية تساوي الكثير. وحول طريقة التفاوض مع داعش قال ريفي: لا شك ان الامور صعبة مع داعش لا سيما اننا منذ اشهر لا معلومات لدينا نهائيا وعلينا السعي بالطرق كافة لفتح نافذة لنرى كيف يمكن تحرير العسكريين.
سفير قطر
اما السفير القطري فأعلن لـ«اللواء» انه بطلب من الحكومة اللبنانية قامت دولة قطر وبتوجيهات من امير الدولة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بهذه المبادرة الانسانية لاطلاق سراح العسكريين اللبنانيين، وشدد على ان بلاده لن تتردد في اي عمل انساني خصوصا بعد ما شهده من فرح وارتياح وشكر من قبل الاهالي للدور القطري في المفاوضات كذلك للدور الذي قام به اللواء ابراهيم والجهات الامنية.
وحول امكانية مفاوضتهم لداعش من اجل الافراج عن باقي العسكريين قال المري: ليس لدينا تواصل مع داعش ولكن نحن على استعداد للقيام بأي دور انساني يُطلب منا.
اما الوزير علي حسن خليل فقال: سنشهد انجازا تلو انجاز والتالي سيكون الاستحقاق الرئاسي.
اما العماد قهوجي فقال لـ«اللواء»: الفرحة كبيرة جدا ولكنها ناقصة وسنبقى نلاحق قضية الاسرى الباقين لدى داعش.
النائب هادي حبيش أمل لـ«اللواء» باخراج بقية العسكريين لكي تكتمل فرحتنا.
وفي احاديث مع اللواء» عبّر جميع العسكريين المحررين عن فرحتهم التي لا توصف باطلاق سراحهم واعتبروا انه كتب لهم عمر جديد واملوا بالافراج عن العسكريين المختطفين لدى داعش.
كذلك كانت فرحة الاهل كبيرة باحتضانهم لابنائهم وازواجهم وآبائهم.
واللافت كان وسط دموع الفرح غصة ودموع من حسين يوسف الذي حضر وعائلته الى السراي ليحتفل مع الاهالي المفرج عن اولادهم وولده لا يزال في الاسر لدى داعش متمنياًعبر«اللواء» ان تكتمل الفرحة بالافراج عن جميع العسكريين بأسرع وقت ممكن.
ومساء امس اجرى سلام اتصالا هاتفيا بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اعرب له فيه عن شكره شخصياً وتقدير اللبنانيين جميعا للجهود التي بذلت للافراج عن العسكريين اللبنانيين.
واكد له ان الفرحة التي تعم لبنان اليوم تصب في تمتين العلاقة الاخوية بين الشعبين اللبناني والقطري.
من جهته تمنى امير قطر الخير العميم والمتعة والقوة للبنان واللبنانيين.

اللواء 

  • شارك الخبر