hit counter script

خاص - ملاك عقيل

المحرّرون من الأسر... إلى الأسر!

الأربعاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٥ - 01:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أزيح العبء الثقيل عن صدر الوطن. عام وأربعة أشهر لم يوفّر فيها أهالي العسكريين وسيلة لانقاذ أبنائهم من قبضة الارهابيين. الدولة المرتبكة العاجزة المشلولة المتردّدة لجأت الى المفاوض الاول لديها اللواء عباس ابراهيم. الرجل تعوّد على هذا النمط من المهمّات الصعبة التي تتداخل فيها حسابات الدول بزواريب الداخل. نجح مرّة أخرى، فيما رهانه الاكبر على إحداث اختراق جدّي في ملف العسكريين لدى "داعش".

إذا، تحرّر العسكريون من قبضة خاطفيهم. قالوا ما قالوه لحظة وقوعهم في فخ الكاميرات والاعلام الموجّه. عبارات لا تليق بمحرّرين من سجون الاعداء، لكنهم معذورين. بدوا كتلاميذ في صف يتلون الاستظهار من دون رفّة عين. بالتأكيد كان هذا المشهد جزءا صغيرا جدا من الصفقة التي أوكل الى العسكريين القيام بها من جانب "امير النصرة" ابو مالك التلي. تقديم واجب الشكر له ولتنظيمه الارهابي الذي سبق ان نفّذ حكم الاعدام بالعسكري محمد حمية رميا بالرصاص والعسكري علي البزال.  

سيرتاح المحرّرون في احضان من انتظروهم لأشهر عدّة والدمعة لا تفارق وجوههم. بعد الافراج عنهم، ستكرّم الدولة او تهان. هل ستحضنهم بدورها، أم ستدير لهم ظهرها؟. همّ الذين تحمّلوا ذلّ الأسر فقط لان دولتهم الذليلة قصّرت في حمايتهم وفي تحمّل مسؤولية الخطأ الذي قاد الى إعدام أربعة عسكريين أمام عيون جميع اللبنانيين. يوم رفضت المقايضة ثم عادت اليها. حتى الان لم  يُعرف إذا كان ستحصل تسوية بشأن عودة العسكريين المحرّرين الى السلك العسكري حيث ان القانون يشير الى أنه في حال تخطّي مدّة الثمانية أشهر في الاسر يتمّ تسريح العسكري. في الحالتين، الدولة مسوؤلة عن "فعلتها" في تركهم فريسة للارهابيين وفي عدم الضغط لاستعادتهم في اللحظات الاولى لغزوة الثاني من آب.

وإذا كان اختبار "الوفاء للاسرى" قد يتطلّب بعض الوقت لمعرفة نتائجه، فإن الدولة سقطت في اختبار النقل المباشر الذي كشف وجود بقعة لبنانية شاسعة المدى خارجة عن سيطرتها تماما تحتلّها مجموعات من مسلّحي "النصرة" بكامل استنفارهم. المعلومة ليست جديدة ولا مفاجِئة، لكن الصورة موجعة ويفترض أن تذكّر الدولة بأنها منقوصة السيادة  بالرغم من كل كليشيهات الوطنية  الممجوجة والمستهلكة. مصطفى الحجيري "ابو طاقية"، المحكوم عليه بالاشغال الشاقة كان يواكب عملية التسليمّ من الجرود. عائلة الشهيد حمية تنتظره لتأخذ حقها منه بالقضاء، لكن الرجل "يكزرد" على الشاشات أمام مرأى المسؤولين في الدولة!

ربما لا حرج على  الحكومة عن هذا الكمّ من المظاهر الشاذة التي مسّت هيبتها حين قرّر الارهابيون ان يسلّموا ويتسلّموا طالما ان هناك نائبا اسمه وليد جنبلاط، أحد اركان المنظومة الحاكمة، لا يزال يتساءل إذا كانت "جبهة النصرة"، قاتلة العسكر ومصدّرة الاحزمة الناسفة، إرهابية داعيا اللبنانيين "الى ان يعتمدوا..."

  • شارك الخبر