hit counter script

باقلامهم - سمير قسطنطين

كي لا يخسر المسيحيون ما لن يستطيعوا تعويضه

الأربعاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٥ - 00:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

منذ أسبوع والحديث عن اتفاقٍ بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية في التداول الإعلامي والاجتماعي. الكل يتحدّث عن اتفاقٍ ما بين الرجلين. البعض يطلق عليه إسم الصفقة، والبعض الآخر يرى فيه مناورة. لكن الثابت أن الرجلَين على تواصل مُعمّق منذ الزيارة الباريسية للوزير فرنجيّة.

السُنّة يبدون بشكلٍ عام موافقين على الاتفاق. الشيعة صامتون لئلا يُحرِجوا علاقتهم بالعماد ميشال عون، لكن من الواضح أن السكوتَ علامةُ الرضى. الدروز موافقون، ويبدو أن زعيم المختارة شجّع الرئيس الحريري على المضي بالتسوية. الموضوع إذاً عالقٌ عند المسيحيين وتحديداً عند العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع. كيف الخروج من عنق الزجاجة؟ وهل يُفشِل المسيحيون إمكانيّةَ وصولِ زعيمٍ قوي إلى الرئاسة للمرة الأولى منذ خروج الرئيس أمين الجميّل منها في العام 1988؟

أولاً، يجب أن نتأكّد أن الرئيس الحريري جدّيٌ بهذا الطرح. ولا يمكن لهذه الجدّية أن تظهر إلا عبر موقفٍ علني على رؤوس الأشهاد يقول فيه الرئيس الحريري أمام وسائل الإعلام أن النائب سليمان فرنجيّة هو مرشّحه. وترشيح الرئيس الحريري المسلم للنائب فرنجيّة المسيحي يجب ألا يغيظ الزعماء المسيحيين الآخرين. أَوَلم يكُن العماد عون مرشح السيّد حسن نصرالله؟ كذلك الأمر مع الدكتور جعجعج. أَوَلم يكُن الحكيم مرشح تيار المستقبل ذي الغالبية السنّية ومرشح الرئيس الحريري بالذات؟

ثانياً، بعدها على الفور تدعو بكركي إلى لقاءٍ يجمع الزعماء الأربعة، ميشال عون، سليمان فرنجية، سمير جعجع، وأمين الجميّل مع حفظ الألقاب. يتحدّث المجتمعون في الترشيح هذا. يحاورون المرشح الجديد أي فرنجيّة. يسعون إلى الاتفاق معه وليس إلى الاختلاف. يتحدثون بكل شيء من دون خجلٍ وكل ذلك بهدف الاتفاق. يُعطون غطاءً مسيحياً له ويمضون في عملية الانتخاب. أَوَليس هذا ما تم الاتفاق عليه في بكركي قبل سنةٍ تقريباً؟ أَوَلم يكن الاتفاق بين البطريرك بشارة الراعي والأقوياء الأربعة أن واحداً منهم يجب أن يصل إلى الرئاسة؟ المرشحون الأقوياء الآخرون أي عون وجعجع والجميل لم يكن هناك من توافق إسلامي كامل وشامل عليهم. وحدَه سليمان فرنجيّة حصل على هذا الغطاء شبه المُعلن حتى الآن. كل الناس تعرف فرنجية. قد تحب الرجل وقد لا تحبه، وقد ترضى عن مواقفه وقد لا ترضى، لكنّ القاصي والداني يعرف أنّ فرنجية لا يُبدِّل مواقفه ولا يعقد صفقات وهو ليس إلغائياً. فهل يفوِّت المسيحيون هذه الفرصة؟ هل يغامِر المسيحيون بخسارة ما لا يمكن تعويضه لاحقاً؟ يقول أصدقاؤنا الأميركيونLet's Wait And See أي لننتظر ولنرَ.

  • شارك الخبر