hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

إعلان النوايا يُترجم معركة هادئة في اليسوعية... القوات والتيار يُعلنان فوزهما

الثلاثاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٥ - 06:42

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في كلّ مرّة يقترب استحقاق الانتخابات الطالبية، تتّجه الأنظار نحو «هوفلان»، أيْ حرم العلوم الاجتماعية في جامعة «القديس يوسف» في الأشرفية، فهي «ساحة المعركة»، كما يَصفها البعض.إنتشار أمني كثيف على مداخل الجامعة كافة، تفتيش دقيق لكلّ طالب يدخل، منع أيّ اتصال بين الطلاب والصحافيين، ترقّب حذِر، ملاسنات خفيفة بين الطلاب المتنافسين: إنه النهار الانتخابي في اليسوعية!

قد يكون إلغاء الانتخابات الطالبية العام الماضي في أكبر جامعة مسيحية، بسبب إشكالات عدة بين طلاب «القوات اللبنانية» و«حزب الله»، وطرد مفتعليها من الجامعة، خفّف من إمكانية معاودة إشعال المشكلات، إلّا أنّه لم يُلغها كلياً، فقرابة الساعة 9:40 من صباح أمس، بدأت مشادة كلامية بين طالبَين سرعان ما تحوّلت اشتباكاً بالأيادي وصراخاً، لكنّه انتهى بعد ربع ساعة من دون تسجيل إصابات، بفضل تدخّل الإدارة السريع وفضّها الإشكال.

أما اللافت فكان رفض الإدارة الاستعانة برجال الأمن، فهي تثق بطلّابها وتربطها بهم علاقة متينة وكانت واثقة من أنهم سيستجيبون لنداءاتها، على حدّ تعبير أحد مراقبي «الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات».

خريطة التحالفات ما زالت نفسها، «14 آذار» شكّلت لائحتها بقيادة «القوات اللبنانية»، وضمّت «الكتائب»، تيار «المستقبل»، وبعض المستقلين، لتقف في وجههم لائحة «8 آذار» المؤلّفة من «التيار الوطني الحر»، «حزب الله» وحركة «أمل».

على الأرض، وقف الفريقان في وجه بعضهما: يُرفع مرشح رئاسة مصلحة الطلاب من هذا الفريق على الأكف وسط تصفيق حاد وارتفاع الهيصات، فيَفعل الفريق الآخر الأمرَ نفسه، لتبدأ الملاسنات الخفيفة لكنها لم تتطوّر، لأنّ ردّ إدارة الجامعة سيكون قاسياً إذا لم يحترم الطلاب قواعد الديموقراطية الحقيقية، وتؤكد إحدى الطالبات «أننا أتينا لنتعلّم قبل كلّ شيء، وعندما يُدرك الطلاب أنّ أيّ إشكالٍ قد يفتعلونه يتسبّب بطردهم من الجامعة، سيعدّون للعشرة قبل الإقدام عليه، لأنّ مَن افتعلوا مشكلات في السنوات السابقة طُردوا من الجامعة وكانوا عبرة للجميع».

«إعلان النوايا» بين «القوات» و«التيار الوطني الحر» على الساحة السياسية، لم يؤثر في نفوس الطلاب، فما إن تسأل أحد الطرفين عن العلاقة مع الجهة الأخرى، ترتسم ابتسامة ماكرة على وجهه ويحسم الفرضيات: «التحالف صعب»، على حدِّ تعبير أحد مسؤولي «التيار» في الجامعة، معتبراً أنّ «المعركة قوية جداً لكنْ لا شيء محسوماً قبل النتائج».

وعما أدّى الى تخفيف الاحتقان السياسي داخل الجامعة، يوضح: «نحن مسالمون، فالمشكلات كان يفتعلها «القوات» و»حزب الله»، والعام الماضي تحمّلنا نتائج إلغاء الانتخابات لأسباب لا يدَ لنا فيها».

أما بعض مرشّحي «14 آذار»، فيؤكدون أنهم «يعملون كفريقٍ سياسي واحد وليس كحزب». وبنبرة تعكس المعنويات المرتفعة، يقولون: «فليربح الأقوى، ولتحكم الديموقراطية». وفي السياق يلفت أحد مسؤولي هذا الفريق في الجامعة إلى أنه «عندما أُلغيت الانتخابات العام الماضي، «استحقّيناها»، ومَن كان يفتعل المشكلات في السابق إما تخرَّج أو طُرد، لذا الأوضاع هادئة هذه السنة نوعاً ما».

أما لجهة ترجمة «إعلان النوايا» في الجامعة، لم يُبدِ مسؤولو «14 آذار» رفضاً له، «فمع أنّ التحالفات السياسية لا علاقة لها بتحالفات الطلاب، إلّا أننا مع فكرة الاتفاق على القضايا الجوهرية التي تصبّ في مصلحة الجامعة»، مؤكّدين أنّ «مبادئ «14 آذار» ما زالت نفسها لدينا وعلى أساسها ترشّحنا، ولا علاقة لنا بـ«التكتيك» الذي يتّبعه السياسون، ولكن إذا خسرنا الانتخابات سنتعاون مع الفريق الآخر، وذلك لمصلحة الجامعة لأننا سبق وعانينا من عدم تعاونهم عندما كسبنا في السابق، ففي النهاية المناصب ليست همّنا، بل مصلحة الطلاب الذين نشكّل جزءاً منهم».

وكانت «الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات» رصدت عدداً من حالات الضغط على الناخبين، من الماكينات الانتخابية التابعة للأحزاب التي تصرّ وتضغط على بعض الطلاب للاقتراع للائحة معيّنة، اضافة الى الاتصال بمَن لم يحضر الى الجامعة والطلب منه الحضور والاقتراع لجهات معيّنة.

أما وقد صدرت النتائج، فقد حسم كلُّ فريق النتيجة لصالحه، إذ اعتبرت «القوات» أنها «استعادت القرار في جامعة القديس يوسف في فروعها كافة»، معلنةً فوزها «في مجمع زحلة، والشمال، وشكلت خرقاً في مجمع عبرا في الجنوب، وفازت كذلك في معظم كليات «Huvelin»، وكليات التأمين، الحقوق، الاقتصاد، معهد إدارة الأعمال والصيدلة والقبالة القانونية والتغذية والتمريض»، فيما فازت قوى «8 آذار» في كليات العلوم، «INCI»، «ETLAM»، طب الأسنان. وفاز المستقلون في كليّتَي الطب والعلوم السياسية، وبقيت نتائج كليات الهندسة، علاج النطق، المعالجة الفيزيائية غير محسومة».

أما «التيار الوطني الحر» فأعلن فوزه في «كليات الهندسة والاتصالات، العلوم، العلوم السياسية، العلاج الفيزيائي، العلاج النفسي والحركي، النطق، طب الأسنان، التغذية، اللغات والعلوم الإنسانية، الإعلام، الترجمة، التربية، والآداب الشرقية».

من جهتها، أعلنت منظمة الطلاب في حزب «الوطنيين الأحرار»، أنه «مرّة جديدة تثبت الجامعة اليسوعية التي تخرّج منها الرئيس كميل شمعون أنها لن تكون يوماً إلّا في المحور الوطني وتجسّد هواجس المواطنين المتعطشين لبناء لبنان القوي».

ربى منذر - الجمهورية - 

  • شارك الخبر