hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

ندوة بعنوان "الاعلام والخطاب الديني في لبنان: الواقع والتأثير وفرص تعزيز السلام"

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 17:19

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظمت "مؤسسة مهارات" وكلية الاعلام في الجامعة اللبنانية، بالتعاون مع مؤسسة "كونراد آديناور" ندوة بعنوان "الاعلام والخطاب الديني في لبنان: الواقع والتأثير وفرص تعزيز السلام" وذلك عند الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم في مبنى الادارة المركزية في الجامعة اللبنانية، في رعاية وحضور
رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين وحضور عميد كلية الاعلام الدكتور جورج صدقه، والمستشار الثقافي الايراني محمد مهدي شريعتمدار، واكاديميين واعلاميين وباحثين مهمتين بالموضوع.

قدم للاوراق البحثية الدكتور جورج كلاس، ثم كلمة افتتاحية لرئيس الجامعة السيد حسين الذي اثار ثلاث نقاط اساسية تتعلق بالخطاب الديني، الاولى تتعلق بمحتوى خطب يوم الجمعة متسائلا عن من يضبطها و"نحن جميعا نعلم ان الاديان تنطلق من حقيقة وجود الانسان، وعلى الرغم من تحول الخطاب الديني الى خطاب تحريض واثارة الحقد والانقسام في بعض الاحيان، نجد انه رغم وجود قانون جزائي يعاقب على التحريض الطائفي الا ان هذا القانون لا يطبق في هذا المعرض". اما النقطة الثانية التي اثارها السيد حسين تتعلق باعطاء الطابع القدسي على الخطاب الديني مما ضيق هامش النقد خوفا من الاتهام بالتكفير والتضليل ولافتا الى ان التكفير يؤدي الى الفتنة والقتل. واعتبر السيد حسين ان على الاعلام ان يتبنى موقفا اصلاحيا حتى لا يضفي طابع القداسة على الموضوع الديني اذ ان المقدس فقط هو الكتاب المقدس في الدين الاسلامي اي القرآن والاناجيل الاربعة لدى الدين المسيحي. والامر الثالث الذي اشار اليه هو اهمية العمل على عقلنة الخطاب الديني فالعقلانية وسيادة القانون هي مدخل الى الحل، و"للاعلام الدور في المساهمة في عقلنة هذا الخطاب والبرامج التي نشاهدها اليوم على شاشات التلفزة ليست كلها عقلانية".

الابعاد الاجتماعية والسياسية للخطاب الديني
ثم استعرضت رئيسة مؤسسة مهارات الين فرح هدف الندوة في تسليط الضوء على الابعاد الاجتماعية والسياسية لحضور الخطاب الديني في الاعلام اللبناني، وترمي الى تبيان استخدامات هذا الخطاب ومدى حضوره الايجابي او السلبي في الاعلام اللبناني عبر تحليل علمي له من خلال وروده في نشرات الاخبار والبرامج السياسية والاجتماعية. وكذلك تهدف الى تقريب الابحاث الاكاديمية من الاعلام والاعلاميين المؤثرين في الرأي العام. ولفتت ممثلة مؤسسسة كونراد آديناور أكاسيا بولاتيان ان دعم هذه الدراسات ياتي في اطار "دعم مؤسستنا للبرامج التي تعزز السلام والحوار بين الطوائف والاديان."
ثم عرض الدكتور ابراهيم شاكر ورقته حول الابعاد الاجتماعية والثقافية والسياسية للخطاب الديني اعتبر فيها ان التنوع الطائفي في لبنان لا يمكن تجاهله ويجب تحويله ايجابيا واعتباره مصدر غنى واعتبر ان الخطاب الديني الراهن لا يستطيع تجديد ذاته بل يتجه الى التصعيد، متسائلا كيف لنصوص جامدة ان تتطور لمحاكاة الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي. ولا شك ان رؤية علمانية تنظم الصراع قد تكون الحل. وفي تعقيب للصحافي والناقد بيار ابي صعب اعتبران الخطاب الديني يمثل مصالح وهي سياسية وايديولوجية ونحن كاعلاميين اما نساعدهم للاسف او نطرح خطابا مدنيا في مواجهة هذا الخطاب الديني. ونحن ننقد الخطاب الديني ايا كانت مرجعيته معتبرا ان المشروع الاستعماري هو وراء قيام كل النزعات الدينية. وفي تعقيب لمدير موقع ليبانون فايلز ربيع الهبر ان الحاجة ليست في تجديد الخطاب الديني انما بالتحلي بالوعي في معالجته، اذ ان الخطاب الديني له عدة اوجه والسياسة هي المحرك الاساسي له، والمطلوب هو تجديد البرامج السياسية التي ستؤدي بدورها حكما الى تجديد الخطاب الديني.

الاعلام والنشرات الاخبارية
بعدها، قدمت الدكتورة وفاء ابو شقرا لدراسة الخطاب الديني وتجلياته في نشرات الاخبار، لفتت من خلالها الى ان المواضيع السياسية تحتل جزءا كبيرا من خطاب رجال الدين كما ان ظهورهم في التقرير الاول في النشرة عندما يكون اتهاميا او سياسيا ولا يأتي في هذا المركز اذا كان تسامحيا، فالاعلام يختار من كلام رجال الدين الشق السياسي ولا شك ان تزايد الحضور الديني مع رغبة القوى السياسية ما يعكس واقعا مأزوما في لبنان.
وفي تعقيب على هذه الدراسة للاعلامي مالك الشريف اعتبر انه لا يمكن محاسبة نشرة الاخبار على نقل حديث سياسي لرجل دين لاسيما ان رجال الدين يتم التعاطي معهم على اساس انهم رجال سياسة مثل ما يقدم نفسه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. واضاف انه حينما نحاسب رجال الدين في السياسة نحاسب منظومتهم والحل ليس بابعاد السياسة عنهم انما بتهذيب خطابهم وابعاد النفوذ السياسي عنهم.
الاعلام والبرامج السياسية
ثم قدت الدكتورة جوسلين نادر لدراسة تجليات الخطاب الديني في البرامج السياسية واعتبرت ان الخطاب يرتبط بثلاثة عناصر هي السلطة والحقيقة والاعلام. وقد بينت العينة المرصودة ان الخطاب الديني سياسي بامتياز اما استخداماته لا تدخل في التحريض المباشر بل هو اتهامي. واشارت الى ان رصد الخطاب في البرامج السياسية يظهر خلفياته السياسية وتتقدم النزاعات على الحوار لافتة الى ان الصراع مرتبط بخلاف سياسي اقليمي حيث يعلو منسوب الخوف والكراهية. وفي تعقيب للاعلامي جورج صليبي انه للاسف ان كل شيء فيه طائفي ونحن نعيش وسط صراع اقليمي طابعه سني شيعي يهدد الاقليات وان اتهام البرامج السياسية باثارة الفتن امر مرفوض اذ ان من نستضيفهم هم سياسيون اساسيون لا يمكن تغييبهم عن اي برامج حوارية وهم من وراء هذه الخطابات. كما ان الخطاب الديني في معرض طرح قوانين الانتخابات او حقوق المسيحيين او حوار بين المستقبل وحزب الله كلها عناوين في صلب العنوان السياسي العام.
الاعلام والبرامج الاجتماعية
قدم الدكتور علي رمال لدراسة تجليات الخطاب الديني في البرامج الاجتماعية حيث تم رصد 60 حلقة طرح فيها 21 موضوعا متعلقا بالخطاب الديني. هذا الحضور الديني مرده الى الفلسفة الليبرالية التي عجزت عن طرح معايير عقلانية فحل محلها القناعات الدينية. واشار الى انه شكل ظهور رجال الدين السنة النسبة الاعلى في البرامج الاجتماعية وتركزت حول رفض البدع الدينية وهو امر ايجابي الا انه كان هناك اثارة لمشاعر الخوف واستمالة اعتماد الحجج والبراهين من الضيوف واستمالة العواطف. وعرض رمال لتوصيات في هذا المجال ابرزها ضرورة رفع الاسقاطات السياسية عن هذا الخطاب وعدم تحميله العصبيات المذهبية وعدم منح الشلرعية للنكفيريات الدينية.
وفي تعقيب للاعلامية ريما كركي تطرقت الى انه ليس هناك موضوعا ممنوعا انما هناك اسلوب في المعالجة، كما انه يجب العمل على الغاء الطائفية فهي اكبر اساءة الى الدين ورجال الدين اليوم يتصرفون كعسكر في خدم السياسيين. ولفتت الى اهمية ان يبرز الاصلاحيون في مقابل التعبئة الدينية. وختمت ان الاعلام والدين في ازمة، الدين لان مشكلته سياسية والاعلام لان مشكلته مادية. 

  • شارك الخبر