hit counter script
شريط الأحداث

رحلات الموت...

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 11:52

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

(الديار، ص4)

لم يقطع الشاب الطرابلسي امل الهجرة من مدينته رغم تردد اخبار ما واجهه من سبقه بالهجرة من مآسي ومخاطر كاد يفقد حياته خلالها، فالناس لا تمل من متابعة اخبار كل من جازف بحياته وقطع البحار والمحيطات بحثا عن حياة افضل، والسؤال دائما هو، هل وصلتم الى اليونان؟ الحمد الله، فمن وصل الى اليونان يعني انه عبر رحلة الموت بخير.
لكن اخبار الهجرة لا تخلو من حكايات ماساوية كما حصل مع الشاب عبد الرحمن جوهر (19 سنة) مجهولاً، الذي غادر لبنان منذ شهر ونصف، وقطع الاتصال به، ويقول شقيقه خالد أن شقيقه مفقود،لا يعلم عنه شيئًا، ولا يدري اذا غرق في بحر اليونان او حصل له أيّ مكروه اخر، فهو لم يتصل بهم، ولكنه عندما كان في البحر استنجد بهم وأرسل تسجيلاً صوتيًّا.
بقول شقيقه: غادر عبد الرحمن لبنان إلى تركيا، ومن المطار الدولي الى إزمير بالطائرة، ثم بالزورق الى اليونان وفقد الاتصال به بين إزمير واليونان، ويقول ان شقيقه افادهم أن البنزين نفد من الزورق، فحاول شقيقه إكمال طريقه بالسباحة، وقال لأصدقائه على الزورق قبل ان يغطس ان والده دفع مبلغ 1500 دولار، وأنه لن يعود الى لبنان ولن يضيع تعب والده هدرًا»، وقال: «سامحوني»، وفقد منذ ذلك وقت.
ليست حادثة عبد الرحمن الأولى من نوعها في بيت جوهر،الذي يمكن أن يصنّف بـ «البيت المنكوب»، فبالإضافة إلى عبد الرحمن، خسرت العائلة اثنين من أبنائها.
يقول خالد: «شقيقي عبد الله كان عمره 41 عامًا، حاول الهجرة الى استراليا بالتهريب، منذ سنتين بسبب البطالة والفقر، وأراد ان يغيّر حياته، وحياة عائلته، وظروفه الصعبة، ولكنه غرق في العبارة في اندونيسيا. وأحضرنا جثته الى هنا».
ويتابع خالد مسار أولاد العائلة البائسة، فيذكر «أن شقيقي الصغير أحمد، ويبلغ من العمر 14 سنة، توفّي صعقًا بالكهرباء عندما كان يغسل ثيابنا، وقد توفى شقيقاي في الشهر عينه، الصغير أولاً ثم الكبير».
لم يكفِ عائلة جوهر خسارة أبنائها، فهي لديها ايضا ابن «مسجون بقضية ارهاب والتعدي على الجيش»، بحسب خالد.
وعائلة جوهر تعيش على ما يبيعه الوالد عمر من القهوة على عربته، وفيها ما يقارب العشرة أشخاص. يقول خالد: «أعيش في البيت مع والديّ، ووالدتي، وشقيقتي، وزوجة شقيقي عبدو (39 سنة)، الذي هاجر الى المانيا منذ ثلاثة شهور، ووصل، وبقيَ ابنه الصغير معنا».
ويستطرد قائلاً: «يؤمن والدي 8 أو 9 آلاف ليرة يوميًّا من بيع القهوة، وهو مريض، ونطقه صعب، وكان قد أُصيب في الحرب سابقًا، وأنا أُساعده قليلا في مصروف البيت، فأنا أعمل في الدهان،والله يدبر. أما والدتي فقد أجرت عملية جراحية أيضًا، ولكنها تعافت، وهي بخير، أما جرحها العاطفي فكبير،ودمعتها لا تجفّ».
ايضا من مآسي الهجرة غير الشرعية ما جرى مع عائلة ع. في منطقة القبة بطرابلس التي اقنعها ابنها القاصر بمغادرة لبنان مع رفقائه الى تركيا ومن ثم الوصول الى اليونان ومن ثم الى اوروبا، ففوجئت هذه العائلة التي استدانت مبلغ الفي دولار اميركي لاعطائه لابنها المهاجر لتيسير اوضاعه خلال السفر حيث فوجئت ان ولدها لم يعبر بحرا الى اليونان بل عبر الحدود السورية لينضم الى تنظيم داعش الارهابي فاجرى اتصالا يعلم خلاله عائلته انه التحق في صفوف الدولة الاسلامية فاصيبت العائلة بصدمة واعتبرت نفسها مسؤولة عن انضمامه الى هذا التنظيم لانها صدقت ولدها القاصر انه يريد الهجرة كما فعل غيره لكن طموحه كان في الوصول الى سوريا ونجح في اقناع اهله بالسماح له بمغادرة البلاد وتوفير المال له.
 

  • شارك الخبر