تعثرت صفقة إطلاق العسكريين المخطوفين لدى جبهة “النصرة” التي كانت منتظرة أمس الأحد، بعد بروز تعقيدات اللحظات الأخيرة، التي وصفتها مصادر لبنانية مشاركة في المفاوضات بأنها “جوهرية” أعاقت تنفيذ العملية أمس.

وكشفت المصادر نفسها لصحيفة “الشرق الأوسط”، أن المسلحين وضعوا في اللحظات الأخيرة شروطا إضافية أعاقت التنفيذ٬ أبرزها الإفراج عن جمانة حميد ، وهي لبنانية من عرسال أوقفت في شباط 2014 بينما كانت تقود سيارة مفخخة٬ وسجى الدليمي وهي عراقية وزوجة سابقة لزعيم تنظيم “داعش” “أبو بكر البغدادي” وقد أوقفت في نهاية عام ٬2014 وعلا العقيلي التي أوقفت في الفترة نفسها وهي زوجة أحد قياديي جبهة “النصرة”، بالإضافة إلى شقيقة أمير “النصرة” في منطقة القلمون أبو مالك الشامي (المعروف أيضا بأبو مالك التلي) المسجونة في سوريا.

كما اشترطت جبهة “النصرة”، بحسب المصادر، نقل المساعدات المقررة من ضمن الصفقة للنازحين إلى ما بعد حواجز الجيش اللبناني الأخيرة في منطقة جرود عرسال اللبنانية التي يحتلها مسلحو “النصرة” و”داعش” منذ أكثر من سنتين. وأشارت إلى أن الجيش اللبناني رفض العملية خشية أن تذهب هذه المساعدات إلى المسلحين الذين يقاتلونه في المنطقة٬ بدلا عن 15 ألفا من النازحين الذين يقيمون في المنطقة.

وأشارت المصادر إلى شرط إضافي للمسلحين يقضي بأن ينفذ الجانب اللبناني حصته من عملية التبادل أولا٬ قبل إطلاق “النصرة” للعسكريين التسعة الذين تحتجزهم٬ بينما أصر المفاوضون اللبنانيون على التسليم المتزامن. وقالت إن موفدا قطريا يشرف على العملية موجود منذ أسبوع في عرسال٬ وهو من أرسل موفدا سوريا من قبله إلى الجرود للقاء مسلحي “النصرة”.

وكانت معلومات قد أشارت إلى أن عملية التفاوض وصلت إلى مراحلها الأخيرة وقد يبدأ التنفيذ خلال ساعات نهار يوم أمس الأحد، وقد سّجل ومنذ الصباح استنفار أمني وإعلامي في منطقة البقاع على الحدود مع سوريا٬ وتحديدا عند بلدة عرسال وجوارها.