hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الانتظار سيّد الموقف... والأهالي: لن نستسلم للخيبة

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 06:16

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كادت الخيبة تَبتلع حناجر أهالي العسكريين المخطوفين، والدَمعُ يُذوِّب عيونَهم. غابت هيصة «زيّنو الساحة»، ليُخيّم صمتٌ دامس في ساحة رياض الصلح أمس، على أثر تردُّد تعثّرِ المفاوضات بين الدولة اللبنانية و»جبهة النصرة».على عكس ما بدأ نهار أهالي العسكريين المخطوفين بالهرج والمرج، وتبادُل تمنّيات بعودة الأبطال إلى كنَف عائلاتهم، تسَلّلت الخيبة مع حلول المساء إلى صفوفهم وارتفع منسوب القلق.

سيجارة تلوَ أخرى تُشعلها نبيهة خوري، والدة العسكري المخطوف جورج خوري، تُتمتم وهي تَهزّ رِجلها اليمنى: «مع كلّ تعقيدة بتتعقّد مصَارينّا». أمّا المختار طلال طالب، فتنهّد محاولاً استجماع قواه، قائلاً: «والله نِحنا قاعدين بالنار، والله استوى قلبنا، ما ضلّ مرَض إلّا وصابنا، صار معنا سكّري، وضغط، و... عنجَد صعب الانتظار».

«التلفاز» نجم رياض الصلح

ما عاد الأهالي يُميّزون بين الليل والنهار، منذ الصباح الباكر تَحلّقوا حول شاشة التلفاز يتنقّلون من نشرة أخبار إلى أخرى، متعطشين إلى خبر يُطَمئنهم عن طبيعة سير المفاوضات. ومع كلّ خبر عاجل، مرّةً تعلو الهيصة ومراراً تأوّهات الأمّهات... وبين الهيصة والآه، وحدَه صوت مذيعات نشرات الأخبار صدَح في ساحة رياض الصلح.

أبقى حسين يوسف والد العسكري المخطوف محمد يوسف عيناً على هاتفه متلقّفاً الأخبار السريعة علّه يَنقل إلى الأهالي ما يُبَرّد صدورَهم، وعيناً أخرى على هاتفه مواكباً المستجدّات التي شهدتها الطريق إلى عرسال.

... وفي عرسال

تمرّ الدقائق كدهرٍ على أهالي العسكريين، وهم منذ يوم الجمعة المنصرم يواكبون لحظةً بلحظة مساعي اكتمال صفقة التبادل بين الأمن العام و«جبهة النصرة». وقد اشتدّت أعصابهم مع ما شهدته عرسال من حركة مواكِب أمنية وإجراءات مشدّدة على الطريق المؤدّية إليها، تزامُناً مع استنفار إعلامي.

فقد توَجّه موكبٌ ضخم ضمَّ أكثر من عشر سيارات رباعية الدفع تابعة للأمن العام وسيارات إسعاف إلى البقاع الشمالي. بدأت الإشاعات تتوالى عن إتمام صفقة التبادل وعودة المخطوفين خلال ساعات، على إثرها توجّه مندوبو وسائل الإعلام إلى المنطقة في انتظار انتهاء العملية، وتوَجّه كذلك عددٌ من الأهالي إلى البلدة في انتظار إتمام التبادل.

وعلى طول الطريق في ساحة اللبوة، انتشرَ الجيش اللبناني الذي أقام حاجزاً رئيسياً قرب مركز قيادة اللواء الثامن، حيث وصَل موكب الأمن العام واجتمع مع ضبّاط من الجيش في المركز. وتزامُناً نفّذ الجيش انتشاراً واسعاً في الساحة الرئيسة للبلدة، فيما نفّذ فوج المجوقل انتشاراً أمنياً مكثّفاً داخل شوارع عرسال.

بعدها توجّه عدد من سيارات الأمن العام إلى عرسال، تبعَه قرابة الساعة الحادية عشرة قبل الظهر 11 شاحنة تقِلّ مساعدات غذائية إلى البلدة شَكّلت جزءاً من شروط الصفقة. وصَلت الشاحنات إلى منطقة عين الشعب حيث توقّفت في انتظار الأمر للدخول إلى عرسال، ومنها لتنتقل إلى الجرود حيث عملية التسليم والتسلّم. ثمّ توَجَّه موكب الأمن العام الثاني إلى البلدة وتوزّعَ الوفدان على نقطتَي وادي الحصن ووادي حميد حيث كانت تتمّ المفاوضات.

ولكنْ بعد ساعات عاد موكب الأمن العام من عرسال، حيث ظنّ البعض أنّ العملية قد انتهَت وتمّت الصفقة، لتتبعَه بعد نحو ساعة آليّات فوج المجوقل عائدةً إلى مركزها الرئيس.

وقرابة الثالثة عادت قافلة المساعدات بمواكبة من الجيش إلى ساحة اللبوة قرب مركز قيادة اللواء الثامن، بعد تلقّيها أوامرَ من القوى الأمنية بالعودة، لتنتهي بذلك تكهّنات يوم طويل بإنهاء الصفقة وعودة المخطوفين إلى أهاليهم.

 

اللحظات الأخيرة...

ما إنْ تبَلّغَ الأهالي بعودة الشاحنة المحمَّلة بالمواد الغذائية من دون إفراغ حمولتها، حتى ارتسَمت على وجوههم ملامح الشكّ، وخيَّم الوجوم على وجوههم، فمنهم مَن استسلمَ للبكاء، وآخرون وجَدوا تعزيتَهم في تحليل أسباب إلغاء رئيس الحكومة تمّام سلام سفرتَه إلى باريس بعدما كان أرجَأها مساء الجمعة، معتبرين أنّها إشارة أمل لهم.

ومساءً تضاربَت المعلومات بين استمرار المفاوضات وتعَرقُلها، بعدما تردّدَ في اللحظات الأخيرة كلام عن بروز تعقيدات أخَّرَت إطلاق سراح العسكريين.

«للتعامل بمسؤولية»

في موازاة ذلك أكّدَت المديرية العامة للأمن العام «أنّ كلّ ما تمَّ تداوُله في وسائل الإعلام منذ الصباح حتى الآن من معلومات حول عملية التفاوض في ملف العسكريين المخطوفين لدى «جبهة النصرة»، هي معلومات غير صحيحة وتتنافى كلّياً مع الحقيقة، خصوصاً لجهة الحديث عن شروط التبادل». ودعَت المديرية في بيان «وسائلَ الإعلام إلى التعامل مع هذا الملف الإنساني والوطني بمِهنية ومسؤولية، لإنجاز هذه العملية وإيصالها إلى خواتيمها السعيدة».

ناتالي اقليموس - الجمهورية - 

  • شارك الخبر