hit counter script

الحدث - جورج غرّة

بعض الإعلام اللبناني قاتل الصفقات وخادم "جبهة النصرة"

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 06:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

منذ اللحظة الأولى لإنطلاق المفاوضات في ملف العسكريين المخطوفين طلب المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم من الوسائل الاعلامية التعامل مع الملف بمهنية ومسؤولية، كما أن ضباط الأمن العام عملوا على إخفاء المعلومات عن الصحافيين، فقط من أجل إبقاء المفاوضات سرية وبعيدة عن مسامع "جبهة النصرة" التي تراقب الوضع اللبناني وتبتز المفاوضين في الحظات المناسبة.
يوم أمس الأحد كان حاسما في ملف العسكريين المخطوفين الـ16 لدى جبهة النصرة، وهي تعتبر المرة الأولى التي يصل فيها الملف إلى هذه النقطة الحساسة، بعد سحب موقوفين من رومية ووزارة الدفاع والسجون السورية وتأمين قوافل من المواد الغذائية ومبالغ مالية عالية جدا بملايين الدولارات. ولكن للأسف هناك من يسعى في لبنان إلى السبق الصحافي، فقط ليثبت أنه على إطلاع ويستطيع تسريب المعلومات.
فلنستعرض المعلومات التي وردت منذ صباح الأحد على بعض الوسائل من مواقع إلكترونية وصحف وتلفزيونات وإذاعات:

المخطوفون أصبحوا في وادي حميد من الجهة اللبنانية.
عملية التبادل تمت في جرود عرسال وموكب الأمن العام وصل الى اللبوة وهو يقل المخطوفين المفرج عنهم.
أبو مالك التلي وصل إلى تركيا والصفقة ستنطلق.
مصطفى الحجيري موجود في مطار بيروت وما ان يصل الى تركيا سيتم اطلاق العسكريين.
ابو مالك التلي ومصطفى الحجيري أصبحوا في قطر.
الأمن العام أدخل قافلة المواد الغذائية وسلمها للسوريين في أحد مخيمات عرسال.

هذا غيض من فيض... من المعيب ما حصل بالأمس مع الإعلام الرخيص، الذي سرب معلومات ولعب بأعصاب أهالي العسكريين الذين إنهاروا بشكل نهائي، من المعيب ان تتهم النصرة المفاوضين بتسريب معلومات كاذبة للإعلام.
الأمن العام اصدر بيانا كذب فيه كل ما ذكره الإعلام عن شروط التفاوض. عدد من وسائل الاعلام ومن ضمنهم موقع "ليبانون فايلز" إلتزموا التوقف عن بث الأخبار غير الدقيقة، لأن الملف يقف عند نقطة حساسة، وكما في كل مرة وفي اللحظة الأخيرة تطالب النصرة بشروط إضافية ولكن كثرة التداول بأخبار كاذبة بالأمس أسقط المهنية وقتل المسؤولية، فالبعض أثبت أنه ليس صالحا بأن يكون أهلا لنقل الخبر للبنانيين.
هل يعقل أن البعض قال أن الصفقة إنتهت وهي لم تحصل؟ وهل يعقل ان يغادر أبو مالك التلي امير جبهة النصرة في القلمون الغربي الجرود ويتجه إلى تركيا تاركا عناصره خلفه؟ وهل يعقل ان يقال ان المواد الغذائية دخلت المخيمات وهي لم تدخل؟ وهل يعقل ان يقول البعض أن العسكريين اصبحوا في اللبوة وهم لا يزالون في مكان خطفهم؟ وهل وهل وهل...
ومنذ فجر الأحد بدأت الاتصالات الرفيعة تنهمر على ضباط الأمن العام للقول هذه الوسيلة الإعلامية ترافق الأمن العام ونحن لا، ومندوبتنا شاهدت مندوب تلك المحطة مع الموكب، وأين سيتوقف موكب العسكريين؟ وهل سيعقد اللواء ابراهيم مؤتمرا صحافيا؟، ليتبين في النهاية أن مرافقة تلفزيون "الجزيرة" للوفد كان من ضمن شروط دولة قطر الراعية للمفاوضات بين النصرة والأمن العام.
الإعلام اللبناني قاتل الصفقات، وقاتل أعصاب اهالي العسكريين المخطوفين، والبعض فقد المصداقية وانزلق إلى القعر، وخرب المفاوضات عبر بث الشائعات وخطف العسكريين مرة ثانية، فقط لتحقيق السبق الصحافي، وقاموا بنشر غسيل المفاوضات وشروط التبادل، ولهم أقول بذلك خدمتم "جبهة النصرة" فقط، ولم يعد الوطن إلى الوطن.
 

  • شارك الخبر