hit counter script

أخبار محليّة

الراعي من فرنكفورت: بلدان الشرق الأوسط تحتاج للغة غير لغة الحرب

الأحد ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 17:18

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

شدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، على ان "بلدان الشرق الأوسط تحتاج إلى لغة غير لغة الحرب والحقد والقتل والدمار"، وإلى "انجيل العدالة والسلام"، مؤكدا ان المسحيين "ليسوا في زيارة عابرة في بلدان الشرق الاوسط، بل هم فيها مقيمون ومواطنون أصليون واصيلون". وقال: "إننا نصلي من أجل حماية هذا الحضور المسيحي لكي تنتعش بلداننا تحت حماية العذراء مريم".

جاء ذلك في عظة اليوم، التي ألقاها الراعي في كنيسة الرعية المارونية- القديس فاندل في مدينة فرنكفورت الألمانية، بعنوان "طوبى لتلك التي آمنت ان ما قيل لها من قبل الرب سيتم"، واستهلها بالقول: "طوبت اليصابات مريم لانها آمنت بكلام الرب على لسان الملاك في البشارة، بفضل هذا الايمان اصبحت ام الاله المتجسد الذي أعطاها كل ذاته. وهي بطاعة الايمان وهبته كل ذاتها نفسا وجسدا، بكامل حنان الأمومة، فصارت لنا المثال في قبول كلام الله الذي يولد الايمان، والمثال في طاعة الايمان".

أضاف: "يسعدنا ان نحتفل معا بهذه الليتورجيا الالهية، وبإحياء زيارة السيدة العذراء لنسيبتها اليصابات الحامل بيوحنا وهي في شهرها السادس. وقد مكست في بيتها تخدمها مدة ثلاثة اشهر حتى ولادة يوحنا. ويسعدنا ان نلتقي بكم مع الوفد المرافق، وان نحيي كاهنكم الاب كابي جعجع والإباء المرسلين الذين يخدمون معه في الرعايا والرسالات المارونية اليوم، الاب روجيه عبد المسيح والاب بطرس مرعب. نزور جاليتنا اللبنانية المارونية وسواها والجاليات الآتية من بلدان الشرق الاوسط، ولاسيما من سوريا العراق الجريحين، فتتفرد اوضاعكم، ونصلي من اجل إيقاف دوامة الحرب المدمرة لبلداننا وشعوبنا، وايجاد الحلول السياسية لها بعيدا عن العنف، وإحلال سلام عادل وشامل ودائم في كل من سوريا والعراق وفلسطين واليمن وسواها من البلدان. ونصلي معكم أيضا من اجل لبنان، لكي يمس الله ضمائر الكتل السياسية والنيابية، ليكونوا على مستوى الواجب الدستوري المشرف، فينتخبوا رئيسا للجمهورية جديرا وعلى مستوى التحديات الراهنة، بعد فراغ مخجل منذ سنة وسبعة اشهر، تسبب بافقاد المجلس النيابي صلاحيته التشريعية بحكم الدستور، وبتعطيل عمل الحكومة غير القادرة على الحلول محل الرئيس بأربعة وعشرين رأسا. هذا فضلا عن الخلل في المؤسسات العامة، والفساد المستشري، واشتداد الازمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة، وتفاقم الدين العام وتكاثر آفة الهجرة".

وتابع: "في هذه الزيارة بدأنا ونواصل في الايام الثلاثة المقبلة لقاءات مع السلطات والمؤسسات الكنسية من اجل مزيد من الشركة الروحية والتضامن، ومع سلطات مدنية وسياسية، لحمل قضية لبنان وبلدان الشرق الاوسط وتوضيحها على حقيقتها وأبعادها، من اجل دعمها داخليا وفي المحافل الاوروبية والدولية".

وقال: "عندما زارت مريم بيت اليصابات حملت يسوع جنينا في حشاها البتولي، وبوجود الرب الجنين اعطيت إليصابات والجنين يوحنا هبة الروح القدس، كما سمعنا في الإنجيل. فحيث مريم هناك المسيح، وحيث المسيح هناك الروح القدس. في ضوء هذه الحقيقة نفهم معنى وجود كنيسة المسيح في بلدان الشرق الاوسط والوجود المسيحي. نحن في تلك البلدان منذ ألفي سنة. وتلقينا سر المسيح وانجيله من فم المخلص الالهي والرسل الأطهار. وأرسينا في جميع البلدان الشرق أوسطية الثقافة المسيحية، قبل ظهور الاسلام بستماية سنة. وواصلوا مع المسلمين الذين نعيش معهم، رسالتنا المسيحية بكل قيمها الروحية والثقافية والأخلاقية والوطنية. انها رسالة نحملها ونؤديها بكل مسؤولية، من دون تراجع او خوف. بل نقول مصممين ان بلدان الشرق الاوسط تحتاج الى لغة غير لغة الحرب والحقد والقتل والدمار. تحتاج الى انجيل العدالة والسلام. ليس الإنجيل كتابا بل هو الكلمة التي أخذت جسدا بشريا من مريم بقوة الروح القدس، لخلاص العالم وفدائه، والمسيحيون ليسوا في زيارة عابرة في بلدان الشرق الاوسط، بل هم فيها مقيمون ومواطنون أصليون واصيلون".

وختم الراعي: "اننا نصلي من اجل حماية هذا الحضور المسيحي لكي تنتعش بلداننا تحت حماية العذراء مريم، بنعمة المسيح الفادية، وبحلول الروح القدس المقدس والهادي. وفيما نلتمس هبة الايمان والتزام طاعة الايمان على مثال أمنا وسيدتنا مريم العذراء، نرفع معها نشيد المجد والتعظيم للآب والابن والروح القدس، الآن والى الأبد، آمين".

  • شارك الخبر