hit counter script
شريط الأحداث

- روبير فرنجية

الديو بين المشاهير والتشهير

السبت ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 06:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ليست خطيئة أن يكون صوتك نشازاً. وليست إعاقة أن تكون حنجرتك ليست فيروزية أو كلثومية. وليست جنحة أن تكون خامتك الصوتية تشبه "السختياني" مطرب النشاز في مسلسل "الدني هيك" لكنك حين تقرر الغناء فعليك أن تحفظ جيداً التالي:

مهما بررت مشاركتك في "استديو الفن" موديل "ديو المشاهير" لأسباب انسانية فإن اللجنة التحكيمية هي لجنة يحق لها ابداء الرأي الإيجابي والسلبي و"نعم" الفنان أسامة الرحباني ليس متوقعاً مثل ال "نعم" الذي يقولها "العرسان" عالياً أمام الأب المكلل حين يسألهم: هل تقبل فلانة أم فلاناً زوجاً أو زوجةً لك؟

"ديو المشاهير" الذي غاب لسنوات بعد  انطلاقته منذ سنوات وتتويجه ثلاثة لبنانيين نجوماً في غناء "الديو" هم: نادين الراسي، ماغي أبو غصن، طوني أبو جودة، عاد من جديد وانتقل من شاشة إلى شاشة ومن مخرج إلى مخرج ومن مقدمة إلى مقدمة، واللجنة التحكيمية التي كانت تضم إلى الثابتين فيها: أسامة الرحباني وروميو لحود فيما شغل الكرسي الثالث جمانة حداد ثم عبدالله بو الخير فإلى حسن الرداد، لم يبق من القدامى فيها إلا الرحباني الذي يضيف إلى المبارزة الصوتية – الإنسانية بعداً نقدياً جميلاً يتقبله من أسامة درساً نجوم الإحتراف على المسرح الرحباني، فكيف يمتعض منه البعض في الكواليس أو على المسرح؟ في لجنة الحكم بين الرجلين امرأة تتكئ على حضورها المثقف هي الإعلامية منى أبو حمزة التي لها في كل اطراء غمزة فهي عكس ما توقع البعض أنها ستكون جاك مارتان أو Mere Noelفي العلامات فلها رأيها في النقد المبطن بين أسطر المديح. أما طارق أبو جودة الذي جرى ترقيته من مشترك يُمتحن إلى عضو في اللجنة يمتحن فهو أيضاً ليس "كاريتاس" في ال yesيوزعها شمالاً ويميناً وحتى إن اضطر إلى منحها ترطيباً لجو أو غزلاً أو ليضيف نكهة إيحابية فبأجوبته المقتضبة يقول رأيه المتقاطع مع صديقه الرحباني أغلب الأحيان. وقبل استعراض المشتركين والمشتركات، إشارةً إلى أن مقدمة "ديو المشاهير" السنة في موسم ال mtvأنابيلا هلال وهي الثالثة بعد دينا عازار ثم هيلدا خليفة (قدمت ربع موسم) تبدو الأكثر اقناعاً ومعرفةً بانتزاع الأراء بروح ايجابية وبانحيازها إلى المشتركين وباختصارها للوقت الضائع. تستقبل وتودع، تستصرح وتختم، تتغزل وتتلقى الغزل، وليت اعداد البرنامج يتنبه لإقحامها في الغناء في احدى الحلقات مع المشترك الأطول قياساً وصبراً وانفتاحاً على التواضع والملاحظات باسم ياخور.

لنبدأ بنجوم سوريا الذين توفق البرنامج بمشاركتهم وبإضافة ثقل على مستوى المشاركات التي بدت هزيلة في بعض الأسماء. الممثلة القديرة شكران مرتجى برصيدها الكوميدي الذي تخمر في "جميل وهنا" لكل ما ينقصها اسناد الأغاني التي تليق بشخصيتها فلو غنت مع النجوم لغيرهم لجاءت النتيجة أكثر انصافاً. فلو أغمضنا الأعين وتخيلناها على المسرح تغني مع النجمة دينا حايك للراحلة فريال كريم "جارنا الشاويش" أو لطروب "يا دادا يا ختيارة" ربما لتدهورت ال yesمن فم الرحباني "الجاحظي" بها.

أما باسم ياخور الذي يبدو الوحيد المقتنع ببشاعة صوته والذي يمزح ويمازح من دون أن يحطم إطار صورته، فإن صموده في الحلقات السبع الأخيرة ليس متوقعاً حتى بتساعيات جمهوره لكنه بحضوره زاد على البرنامج نكهة احترافية كبيرة.

ونعود إلى لبنان مع الشيف أنطوان حيث لكل "ديو المشاهير" مطبخه فمن الشيف ريشارد وكثرة الظرف في شخصيته إلى الشيف أنطوان الذي يبدو أنه "على هوا السوق بسوق ومع المغني بغني". لا غصة تشفع فيه ولا نبرة ترحمه ولا خامة تسعفه لا بالأغنية ولا بالنشيد كما حين غنى "راجع يتعمر لبنان" ولا حتى بالترتيلة. كل ما يحتاجه أن يغني ما يناسب من الطبخ اللامع والبارع فيه مثل "عمي بو مسعود" أو لأبو سليم "شد طلوع" (سيارة الجمعية) أو أي طبق غنائي لا يصدق فيه الجمهور انه يحاول أن يغني. لكن الشيف أنطوان له جمهوره الواسع الذي يجعل من كل طلة له "ملوخية غنائية" شهية ودسمة.

أما الدمية poupeeلورين قديح فظلمت بحشر صوتها مع نجوى كرم في الحلقة الأولى فيما كانت الطلة الثانية ممتازة بأغنية السندريلا سعاد حسني "يا واد يا تقيل". أما ظهورها الثالث مع زياد برجي فجاء وسطياً وهي لو غنت "حبيبي بحب التش" أو "كيفك" لمادونا وربما لجورجيت صايغ: "ساعة نطرني" أو "لما بمشي عالرصيف"، فلورين واحدة من القلائل في البرنامج التي تستطيع أن تمثل الأغنية وتقدمها بصوت مغناج بل بصوت الممثلة وليس المطربة.

الإعلامية سنا نصر تطرح تساؤلاً كبيراً كيف تكون وراء الميكروفون صاحبة الصوت الإذاعي الجميل أو الجيد وعلى خشبة المسرح نجد الفرق كبيراً بين الأداء والغناء. نصر التي لن تعرف "النصر" في البرنامج وهي تتوقع ابتداء من الحلقة المقبلة خروجاً تتكل على جمهور كبير لم يخذلها حتى الآن في التصويت لها. وهي ان صمدت للحلقة ما قبل الأخيرة تكون فازت باللوتو وأصبحت أول مقدمة وفائزة لهذا اليانصيب في العالم.

أما الممثل وسام صليبا الذي سيكون خصماً كبيراً للممثل طوني عيسى والناس تتوقع أن تراهما معاً في ديو رحباني. وسام يمتلك طاقة وخامة وقدرة في غناء اللون الغربي وهو لم يستثمرهم حتى الآن. هو يمتلك محاولات في غناء اللون الغربي الشبابي وهو لم ينل فرصة على مسرح "ديو المشاهير" بعد ليظهر عضلاته وتمكنه وبروزه. هو يغني منذ صغره بطريقة صحيحة لوالده سيف البحر والجبل غسان صليبا ولم يستطع الغناء له. هو يأكل من صحن طوني عيسى والأخير يأكل من صحنه. فعيسى ورث موهبة التمثيل عن والده الممثل ناظم عيسى وصليبا أخذ الصوت الجميل عن والده. طوني عيسى غنى ومثل في مسرحية "عأرض الغجر" الرحبانية التي كان والد صليبا بطلها.

قوة طوني تكمن في عفويته التي يسعى كل من يحبه أن لا يفرملها ويفقد ميزة في حياته. قوته أن يشتاق للأغاني الشعبية الحلوة التي حفظها مثل صلاته اليومية. فكيف يصعد على المسرح ولا يغني لزياد الرحباني وجوزيف صقر ومروان محفوظ وجوليا بطرس؟

ماذا لو غنى طوني أحد أبطال "علاقات خاصة" في أحد البرايمات المقبلة مع الفنان مروان خوري أغنية "التيتر" الخاصة بالمسلسل؟

وماذا حين سيغني وسام مع والده: "يا حلوي شعرك داري"؟ يبدو أن منافستهما لن تكون سهلة.

إلى سينتيا خليفة التي تميل إلى الصخب المفرح في ظهورها. سينتيا التي قدمت ومثلت وتغني الآن في "ديو المشاهير"، حظها سيكون كبيراً لو جاءت إلى البرنامج الفنانة كارول صقر وغنت قربها قديمها في اللون الغربي.

فإلى المشتركين العرب بعد سوريا حيث لم يسجل الموسم الحالي حضوراً لامعاً لنجوم مصريين أو تونسيين أو خليجيين لهم جماهيرهم اللبنانية واقتصر الأمر على حضور الإذاعي التونسي معز التوحي والممثل المصري ادوارد. ورغم أن الأول يتمتع بكاريزما وقماشة صوتية مقبولة والثاني بتلقائية تميزه لم تتضح حجماً بعد لا في ربورتاج ولا في تقرير. وهم إن طال وقت صمودهما في البرنامج فسيكون ل "ديو المشاهير" منة عليهما بتقديمهما للجمهور اللبناني.

وفي حين غاب نجوم الرياضة ورجالات السياسة أو زوجاتهم عن لائحة المشتركين، ازداد عدد الممثلين والمقدمين وخرج منهم في الحلقة الثانية الممثلة جوي كرم التي تملك صوتاً لا بأس به في اللون الغربي ولم نتمكن من سماعها بالشرقي. كذلك الإعلامي ميشال قزي الذي ترك ظلالاً في الأستديو وخفة ظل.

 ديو مشاهير الـmtvافتقر إلى غنى اللوحات الفنية والتابلوهات الراقصة الكبيرة التي كنا نراها في مواسمه السابقة، إذ جاءت اللوحات متواضعة. وكذلك فإن إدخال نجوم الصف الثاني إلى المسرح أرهق البرنامج في أحيان كثيرة. ربما مع وصول البرنامج إلى مرحلة ينخفض عدد المشتركين فيزداد حضور العدد الباقي فيظهرون بأكثر من أغنية سيكبر الحماس وترتفع وتيرة التصويت والعصبيات الوطنية والدرامية والتلفزيونية.

كما أن التفكير بطريقة تجعل المطرب – النجم ينزل إلى ما يليق بالمشترك الذي يصعب عليه الصعود إلى طاقات النجم الضيف سيجعل حضور نجوم "ديو المشاهير" مقبولاً بدل التشهير بحضورهم في كل إطلالة.

  • شارك الخبر