hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

سلام بافتتاح معرض الكتاب العربي: الأولوية في أي تسوية هي لانتخاب رئيس

الجمعة ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 16:49

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

افتتح "النادي الثقافي العربي" بالتعاون مع "اتحاد الناشرين اللبنانيين"، عند الرابعة من عصر اليوم في "البيال"، معرض بيروت العربي الدولي للكتاب التاسع والخمسين، برعاية رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، في حضور الرئيس فؤاد السنيورة، وزيري الإعلام رمزي جريج والبيئة محمد المشنوق، ممثل وزير العدل أشرف ريفي خالد علوان، سفير الجزائر أحمد بوزيان، النائبين محمد قباني وغازي العريضي، النائبين السابقين خالد قباني وناصر نصر الله، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم المقدم هادي أبو شقرا، رئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت بلال حمد، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير، وفد من الوكالة الفرنسية للتعليم في الخارج وحشد من أصحاب دور النشر والمهتمين والمثقفين.

بداية النشيد الوطني، ثم تحدثت عريفة الحفل رئيسة اللجنة الثقافية في النادي الثقافي العربي نرمين الخنسا فأكدت أن "المعرض يقاوم ظلال العتمة العابرة، وسيبقى يحلق عاليا في فضاءات كتابه ومفكريه ومبدعيه، وستبقى أجنحته ومساحاته انعكسات للابداع وملاذا للفكر المسكون بالجمال".

بدوره، قال رئيس النادي الثقافي العربي سميح البابا: "مرة جديدة نقيم للكتاب عيدا هو العيد التاسع والخمسون، وعيد الكتاب هو الوجه المشرق لمهرجان الثقافة. حين نحتفي بالكتاب نحن في لبنان، فهذا يعني بأننا نؤسس لمطارح من الفكر الحر الذي يسلك سبيله باتجاه بلوغ مناحي فكرية وحضارية، ترسم ملامح صورة مشرقة لأجيالنا القادمة".

أضاف: "ان اصرارنا على اقامة معرض سنوي للكتاب هو الدليل الحاسم على مسيرتنا الهادفة الى نشر الثقافة وتعميمها، رافضين اعتبار الثقافة حكرا على شريحة عليا تملك السلطة او المال او السطوة أو الجاه. بل ان هدفنا الرئيسي هو الدعوة لسيادة الثقافة الشعبية، أي أن تصبح الثقافة مشاعا لكل الناس بقطع النظر عن اللون او الجنس او الانتماء الديني او السياسي، لأن الثقافة التي ندعو اليها هي الانفتاح والبناء والتنمية وإشاعة العلاقات الفضلى بين كافة المواطنين واستشراف روح المستقبل الذي يحتضن آخر منتجات المعرفة، فالثقافة، بهذا المعنى، تحرر الانسان من عقد النقص والقهر وتجعل منه مواطنا عصيا على الخضوع والخنوع".

وتابع: "طوال مسيرته الثقافية التي ناهزت 59 عاما عزز النادي الثقافي العربي هذه المسيرة بروح من الانفتاح على القوى والفاعليات والشخصيات الثقافية اللبنانية والعربية والتي شجعت هذه المسيرة ومدتها بالفعالية والحضور، حين نتحدث عن هذه الثقافة انما نتحدث بالضرورة عن الحرية، فالثقافة والحرية توأمان لا ينفصلان، وهما شريكا جهاد، اذ لا ثقافة بلا حرية، فإذا غيبت الحرية او قمعت، تحولت الثقافة - موضوعيا - للتبشير بأيديولوجية السلطة -أي سلطة- وتبرير فكرها السائد والدفاع عن سلوكها ومسيرتها، أي بمعنى أدق تصبح الثقافة ثقافة سلطوية".

وأردف: "ندعو الى الثقافة الحرة بوصفها ثقافة البناء والاعمار والتطوير والانفتاح، فنحن في لبنان نعلن انحيازنا الكامل الى الكلمة الحرة، ونلتزم بالثقافة الحرة، لأن الهدف الرئيسي هو بناء وطن الحوار الديمقراطي الحر، الذي يحمي كافة الحريات، وتتجلى عبره حرية التعبير والصحافة والنقد والتظاهر والاعتراف بحق الاختلاف والتعبير السلمي عن هذا الحق. فالحوار الديمقراطي الحر اذن هو السلوك الحضاري، ومن هذا المنطلق فلنترك لغيرنا حوار البنادق والرشاشات، حوار الحديد والنار، او حوار التسويات والصفقات".

وختم: "الابداع لا ينهض الا عبر مجتمع حر ومستقر ومنفتح ويسود فيه السلام الاجتماعي بين كافة أطيافه الاجتماعية، ورغم جيوش العتمة التي تحيط بنا من كل جانب، سنواصل نسج خيوط من الضوء لاختراق جيوش العتمة مبشرين بانبلاج صباحات مشرقات لعالم جديد أفضل وأبهى".

من جهتها، قالت رئيسة اتحاد نقابة الناشرين سميرة عاصي: "ان الاهتمام بالكتاب أمر يستدعي همة واهتمام الحكومة من خلال النظام التربوي لان اختصار التربية والمعرفة على اللوح الالكتروني سيجرد الاجيال القادمة من التاريخ ومما حملته الرواية والقصيدة من أثير اللغة".

وتوجهت الى رئيس الحكومة بالقول: "إن النشر يا دولة الرئيس اضحى صناعة صعبة ومضنية وان كان عملا تشاركيا بين المبدع والمطبعة والاخراج والناشر والمتسوق، انها صناعة باتت تشبه زراعة التبغ وقطافه وشكه ونشره انتظارا للموسم. صحيح أن معارض الكتب تستمر في الدول الشقيقة ولكن نقل الكتاب وتجارته ليست مربحة لذلك نأمل من مزارعي الكلمة ونحاتي الحرف ألا يعتقدوا اننا رب عمل نأكل تعبهم بأبخس الأثمان ذلك اننا واياهم نتعب لننتج الكتاب ونسوقه".

أضافت: "معرض الكتاب هو ما صنع في لبنان بل هو فخر الصناعات الوطنية والكاتب والكتاب والناشر والقارىء هم الجامع المشترك بين كل لبنان ولكل لبنان، بحيث ان الكتاب لن يكون جزءا من فدرالية او كونفدرالية الطوائف فهو يكتب تاريخ لبنان وليس تاريخ فئات وجهات، بل يكتب قصيدة ورواية لبنان كل لبنان.

وختمت: "إننا يا دولة الرئيس في نقابة الناشرين غير متورطين بالتوترات السياسية ولا بالتعبئة الطائفية والإضطرابات السياسية، وكل ما نطمح اليه استعادة الانسان واستقرار لبنان".

وألقى سلام كلمة قال فيها: "في كل مرة يدهمنا القنوط أو يكاد، لكثرة المشكلات والهموم واستعصاء الحلول. في كل مرة نشعر أننا على شفا الهاوية، وأن الهيكل آيل إلى السقوط. في كل مرة يسود المشهد أمامنا. يظهر من مكان ما في المدينة، نبراس يزيل الظلام، ويفتح أبواب الأمل، وينبهنا إلى أن اليأس ممنوع. هكذا هي بيروت. وهكذا هو معرض الكتاب العربي، منارتها التي ترمي الضوء في كل اتجاه. فتحية الى النادي الثقافي العربي، الذي يؤدي هذا الدور التنويري الطليعي عاما بعد عام، بهمة القيمين عليه الذين نذروا انفسهم لهذه المهمة النبيلة، وتحية الى اتحاد الناشرين على الجهود التي يبذلها سنويا لانجاح هذا المعرض المميز".

أضاف: "على رغم كل الظروف الخارجية المحيطة بالبلاد والاوضاع الداخلية الصعبة، يأتي معرض الكتاب العربي، كعادته كل عام، ليشكل مساحة لقاء حول الفكر بعيدا عن السياسة ومباذلها، والاقتصاد ومتاعبه، والأمن وتحدياته. إنه مهرجان للكلمة الحرة بكل ما فيها من سحر وسلطان، نراهما في آلاف الكتب الموزعة في ارجاء هذا المكان. وهنا أود أن أتوقف عند نوع واحد من هذه الكتب. هي الكتب الدينية، التي تحتل حيزا لا بأس به بين العناوين المعروضة، لألفت نظر النادي الثقافي العربي واتحاد الناشرين وجميع دور النشر والمعنيين بالانتاج والطباعة والتوزيع في لبنان، الى ضرورة إيلاء عناية خاصة لهذه الكتب، وأهمية التدقيق في مضامينها، والتفريق بين الغث والسمين في ما يكتب وينشر في شؤون الدين".

ورأى ان "التساهل في معايير نشر الفكر الديني، سواء تعلق الأمر بالكتاب أو بالاعلام المرئي والمسموع، من شأنه ان يفتح الباب للترويج لمفاهيم خاطئة للدين، وللتأثير السلبي على عقول الشباب مما يؤدي الى انحرافهم عن الطريق السوي ورميهم في احضان التنظيمات الارهابية المتطرفة".

وقال: "إننا نلمس ونرى كل يوم نتائج هذا الفكر المتطرف وتأثيره الخطير على شبان يلقون بأنفسهم الى الموت في سبيل ما يعتقدون انه واجب ديني. شهدنا ذلك في بلادنا مرات عدة كان آخرها في برج البراجنة حيث حصد الارهاب حياة عشرات المدنيين الابرياء. كما شهدناه في باريس حيث نشر شبان، عطل الفكر الظلامي عقولهم، الموت المجاني في الشوارع باسم فهم خاطىء ومشوه للاسلام. نحن في لبنان واجهنا وما زلنا نواجه الاعمال الارهابية الرامية إلى زرع الفتنة وزعزعة استقرار بلادنا بفضل تضافر عاملين رئيسيين.. الأول هو يقظة وتفاني جيشنا وقواتنا وأجهزتنا الأمنية التي تقدم أداء مميزا يلقى من اللبنانيين كل تقدير، والثاني هو حرص على سلمنا الأهلي الذي بقي عصيا على الفتنة رغم كل المحاولات".

أضاف: "شهدنا بعد العملية الارهابية الأخيرة في ضاحية بيروت الجنوبية، إجماعا وطنيا عكس قدرا عاليا من الحكمة والمسؤولية لدى القيادات السياسية. ونحن نرى ان هناك امكانية للبناء على هذه المواقف من اجل ايجاد السبل للخروج من الأزمة السياسية الراهنة. إن الحوار الوطني الذي يرعاه دولة الرئيس نبيه بري أو الحوارات الثنائية بين القوى السياسية، تشكل الطريق الأسلم للتوصل الى تفاهمات تخرج الحياة السياسية من الطريق المسدود، وتنهي حال الجمود والتعطيل سواء في السلطة التشريعية او السلطة التنفيذية، بما يحصن وضعنا الداخلي في مواجهة تداعيات الحروب الدائرة في جوارنا، وبما يخدم مصالح جميع اللبنانيين".

وتابع: "اننا نعلن تأييدنا لأي تقارب أو انفتاح بين القوى السياسية، ونؤكد أن الأولوية القصوى في أي نقاش أو صيغة تسوية يجب ان تكون لانتخاب رئيس للجمهورية".

وختم: "على أمل لقاء آخر في ظروف أفضل، للبنان واللبنانيين ولمنطقتنا العربية، أعلن افتتاح معرض الكتاب العربي والدولي في بيروت في نسخته التاسعة والخمسين".

وكعادته من كل عام، وزع النادي الثقافي العربي الجوائز الخاصة باختيار أفضل كتاب إخراجا وطباعة ومنحت اللجنة الفنية الجائزة الأولى ل"بغداد سيرة مدينة، نجم دالي" - دار الساقي، تصميم الغلاف سومر كوكبي وخطوط العناوين حمدي طبارة، والجائزة الثانية: ديوان "بعض مني" الشاعرة كاترين معوض - المركز الثقافي العربي 2015، والجائزة الثالثة: صحائف التكوين - الدكتور محمد بازي - منشورات ضفاف،2015.

أما جائزة افضل كتاب اخراجا للأطفال فالجائزة الاولى منحت لقصة "بابا شو يعني فقير" كنده وخليل حرب - دار الحدائق - 2015، الاخراج الفني: لينا مرهج والجائزة الثانية لقصة "حذاء الأزرار الملونة" الدكتورة لينة دسوقي، رسم: سمية محمدي- دار اصالة 2015.

بعد ذلك، قص سلام شريط الافتتاح وجال مع السنيورة على المعرض متوقفا عند الاجنحة المختلفة.

وسلم سلام درع النادي الى حمد.
 

  • شارك الخبر