hit counter script
شريط الأحداث

أخبار اقتصادية ومالية

حرب: وضعنا خطة لتحويل لبنان الى بلد منتج للتكنولوجيا

الجمعة ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 15:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رعى وزير الاتصالات بطرس حرب قبل ظهر اليوم الملتقى الثاني للرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال – المجتمع لالكتروني ورهانات التنمية في الوطن العربي وذلك في المعهد العالي للدكتوراه في الاداب والعلوم الانسانية في سن الفيل، في حضور عميد المعهد الدكتور طلال عتريسي ممثلا رئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين، رئيس الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال الدكتورة مي عبدالله وحشد من الدكاترة والعلماء والباحثين.
وقال حرب في كلمة مرتجلة:
شهد العالم نشوء وتطور تكنولوجيات كثيرة عبر الأجيال، انطلاقا من الحاجة التي هي في اساس كل الأختراعات. بدءا بالحاجة الى التنقل (سيارات وطائرات وقطارات وسفن)، مرورا بالحاجة الى الرفاهية (تلفزيون، راديو، سينما، وادوات منزلية) ثم الحاجة الدائمة الى مزيد من الوقت، وكذلك الحاجة الى الأتصال والتواصل. هذه الحاجة هي منذ قدم التاريخ، بدءا من الفينيقيين عبر التبادل التجاري، ثم اضحت حاجة اكثر ضرورية للتواصل عبر الحمام الزاجل، الى ان تم تطور الى الهاتف الثابت، ومن بعد التلكس ثم اللاسلكي والفاكس، مرورا بالهاتف النقال، وأخيرا شبكة الأنترنت. وربما كان أختراع مثل هذه الشبكة يعود الى حاجة لحماية معلومات اساسية، ولكنه تطور بفضل اجتهاد الاكاديميين والباحثين اصحاب العلم والابحاث الذين رأوا فيه فائدة للمشاركة في اعمالهم واكتشافتهم عبر الشبكة. وفي الستينات من القرن الفائت انضم اليهم الجامعيين، وأصبحت هذه الشبكة تتغذى بمعلومات لمدة ثلاثين سنة. وفي التسعينيات، دخل اخيرا الانترنت الى حياة الناس وبات اليوم، أي بعد حوالي ربع قرن فقط ركن من اركان مجتمعنا الحالي، ولم يعد ابدا من الكماليات بل اصبح حقا من حقوق الأنسان وحاجة حيوية لا غنى عنها في كافة المجالات.
وما يعنينا اليوم بالتحديد، هو دور الانترنت في مجال التربية والتعليم والابحاث. ولا بد هنا من الاشادة بدور الجامعة اللبنانية الرائد من نهاية الخمسينات في تعميم العلم والمعرفة، وخلق نخبة من الأكادميين والمتفوقين الذين اغنوا لبنان الحديث. وهي ساهمت وتساهم ايضا في التطور التكنولوجي، عبر كلياتها الهندسية والعلمية وأبحاثها، في التقليل من حجم "الفجوة الرقمية" التي باعدت بين الدول الغنية والدول الفقيرة، التي لم يتسن لها مواكبة التطور التكنولوجي واللحاق بركب الأنجازات التي حققتها الدول الصناعية المتقدمة بفضل طاقاتها العلمية وامكانياتها المادية.
ومما لا شك فيه ان حسنات وايجابيات شبكة الانترنت لا تعد ولا تحصى، الا انها ترتب علينا مسؤوليات كبيرة:
أولا، مسؤولية الحكومات والقطاع الخاص في تطوفير امكانات الأستفادة لكل الناس بصرف النظر عن ثروتهم او وضعهم الأجتماعي، لأن الانترنت أصبحت عمليا في متناول جميع الناس وبالتساوي، وليس فقط لأفراد أو قطاعات معينة. أن مسؤوليتنا بالتالي هي من جهة حماية المعلومات، وفي الوقت عينه الوقاية من أمور وافعال غير مستحبة، وبالأخص في مجال الأمن والأمان. ومن جهة اخرى تقع علينا مسؤولية نشر المعلومات المفيدة لتوعية المواطن في عدد من المجالات العلمية والمعرفية والثقافية والاجتماعية والصحية والبيئية. ونسوق في هذا المجال، على سبيل المثال، موضوع الساعة اي مشكلة النفايات وكيفية مساهمة المواطن في العمل على فرزها من المصدر.
أن الأنترنت، والتكنولوجيا بشكل عام، قد غيرت وجه العالم، وغيرت علاقاتنا بالقيم التقليدية، مثل علاقتنا بالمال والاثراء. فاليوم، بامكان اي مواطن اذا توفرت لديه الافكار الجيدة ووسائل المادية لتحقيقها ان يصبح غنيا بمجرد ان يكون وجد "التطبيقة" الناجحة، والتي تلبي حاجة يومية للمواطنين.
أن التكنولوجيا لعبت، وتلعب دورا هاما ومؤثرا في مجتمعاتنا الحديثة، فقد ادخلت تعديلات جذرية عليها. ان ما يتم عرضه اليوم على الانترنت يصبح فورا منتجا او سلعة تغزو اسواق العالم. كما ان الانترنت ساهمت في عملية التغيير في عالمنا العربي، وشكلت وسيلة هامة لنشر الفكر السياسي،وعامل مساعد في قيام ثورات وانتفاضات شعبية من اجل الحرية واستعادة الحقوق والكرامة.
وأضاف: ان جيلنا قاربها بخفر، ولكن اولادنا، واحفادنا، وطلابكم وجامعييكم قد غاصوا عميقا في هذه العالم، الذي اصبح جزءا اساسيا من حياتهم اليومية. وفي الوقت عينه، أحدثت التكنولوجيا زلزالا في العالم المهني، واحدثت تحولات عميقة في معظم المهن "التقليدية" في الصحافة وفي الصناعة المرئي والمسموع، وفي تحميل الموسيقى والمنتجات الفنية والادبية، وبطبيعة الحال في المجال التربوي. وها نحن المجتمعون اليوم في هذا الملتقى، العاملين في المجال التربوي في الجامعة اللبنانية وفي مختلف الدول العربية، ندرك حيدا أهمية هذا التحدي العلمي.
ومن موقعي كوزير للأتصالات، أدركت جيدا هذه التحديات، فباشرت فورا مع فريق عملي تحقيق طموحي بإيصال "البروند باند" الى المدن عبر الألياف الضوئية الى بيوت اللبنانيين، أي المعروفة بالـ FTTC و Fiber to the home -FTTH
التي تمكن القرى النائية من الاستفادة من الانترنت عبر ايصال شبكة الالياف الضوئية الى اقرب مسافة ممكنة من منازلهم. ان هذه التقنية تمكننا من تأمين افضل الخدمات والسرعات بكلفة متدنية.
كما تهدف الخطة الى ايصال خدمة الـ 4G عبر الخليوي الى المشتركين كافة في منتصف عام 2017. وقد بدأت الوزارة بورشة العمل والتنفيذ بدأ فور اعلان الخطة في الأول من تموز الماضي. وتقوم شركتا الخليوي "تاتش" وألفا" بالعمل على تجهيز كل ما يلزم من معدات على الارض سواء للـ 4G او للـ FTTH
وتثبيت مواقع بث وارسال نموذجية بحسب جداول الخطة المرسومة. ولا اخفي عليكم ان اقرار هذه الخطة قد واجه عقبات ومطبات وأفخاخ, منها اداري ومنها قانوني ومنها مالي وأخر تقني. وقد تم تجاوزها معظمها بفضل فريق عمل متسلح بارادة حديدية، ومتفان وواعي لحجم المسؤولية والتحدي.
ومنذ ان تم وضع هذه الخطة آليت على نفسي ان اعمل واسعى بكل جهودي لايصالها الى خواتيمها السعيدة لكي نتمكن من توفير فرص جدية لشبابنا، الذين تضعون انتم كل طاقاتكم ومعرفتكم لتزويدهم بالعلم والمعرفة ومنحهم الشهادات. ان هذه الخطة تهدف ايضا الى تحويل لبنان الى بلد "منتج" للثروات التكنولوجية بدلاً من "مستهلك" لها.
بعض المنتقدين يقرون بأن الخطة مهمة وطموحة، ولكن الوضع السياسي الحالي بشكل خاص ووضع المنطقة بشكل عام لا يوفر الظروف الملائمة لتطبيقها. وهذا بطبيعة الحال صحيح الى حد كبير، ولكن هل المطلوب الانتظار، وانتظار ماذا؟؟
ان الخطة وضعت بفضل جهود كل العاملين في الوزارة وتم تمويلها، من عائدات الوزارة نفسها من دون تكبيد خزينة الدولة اية اعباء مالية اضافية. كفانا انتظارا، وآن لنا ان نتطلع الى الامام وان يستعيد لبنان مكانته كبلد مقدام وخلاق مستفيدا من طاقاته وطاقات الشباب.

وكان الملتقى استهل بالنشيد الوطني اللبناني فكلمة تقديم للدكتور هيثم قطب تبعتها كلمة للدكتورة مي عبدالله جاء فيها:
في الملتقى الاول عام 2014 كان لنا شرف منح درع التميز في البحث العلمي للاساتذة الدكتورة هدى عدرة من لبنان وهي اول استاذة باحثة في الاداب الفرنسي وصاحبة لااسهامات البحثية المتعددة وعميدة الرابطة وأحد مؤسسيها.وهذه السنة نتشرف بتكريم احد رواد البحث العلمي في علوم الاعلام والاتصال من الأردن الشقيق، من الاستفادة من كتبه الاعلامية والنقدية والادبية العديد من الأساتذة والطلاب والباحثون وهو من اسس للنظريات الأعلامية العالم الباحث الدكتور صالح ابو اصبع .
وعددت عبدالله انجازات الرابطة وما قامت به من انشطة، مشيرة الى ان العمل جار على انشاء قاعدتي بيانات حول الاساتذة وأبحاثهم وحول المؤسسات البحثية ذات العلاقة بنشاط الرابطة.
ولفتت الى ما تتعرض له وسائل الاتصال الحديثة من مراقبة ورصد وقرصنة للكثير من المواقع والمدونات الالكترونية نتيجة اصرار الدول على احكام قبضتها على شعوبها بدعوى تهديد الأمن القومي، داعية الى نشر ثقافة الوعي بالمسؤولية والمحاسبة تجاه استخدام وسائل الاتصال الالكترونية.
وتحدث عميد المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية فقال:
الاعلام اليوم هو النموذج الواضح على لاعلاقة الواضحة بين مختلف العلوم في التعامل مع ظاهرة محددة.ويمكن ان نتناول الاعلام من جانب اعلامي بحت،من جانب سياسي، اجتماعي، نفسي، اقتصادي، تنموي، والاعلام يشكل في الواقع ظاهرة تستحق الدرس وتثير الكثير من القضايا والمشكلات التي تفرض على الباحثين وخصوصا في العلوم الانسانية دراستها ومتابعتها.
مع بدايات ظهور التلفزيون، قال احد الباحثين في سؤال عن التلفزيون انه في البداية كان اصحاب القناة يبحثون عن شخص مهم ليقول شيئا مهما، أما اليوم، وبعد ما صار البحث 24 ساعة في اليوم صاروا يبحثون عن اي شخص ليقول أي شيئ، وهذه أشكالية كبيرة تتعلق بطبيعة المعرفة التي يمكن ان تنقلها الينا وسائل الاعلام.
وبعد ذلك قلّد حرب وعتريسي والعبدالله الدكتور صالح أبو إصبع درع التميز، وألقى كلمة في المناسبة.

  • شارك الخبر