hit counter script

أخبار محليّة

الدولة اللبنانية في موقع المُتفرّج على التحركات النفطية حولها

الجمعة ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 06:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عاد الحديث أخيراً عن خطورة اهمال الدولة لملف النفط اللبناني بعد اقدام اسرائيل على التواصل مع شركة «ايني» الايطالية للقيام بالاستثمار في حقلي «كاريش» و»تانين» المجاورين للحدود اللبنانية. كما أثارت هذه الخطوة القلق من تكوين تحالف إقليمي للغاز قوامه اسرائيل وقبرص ومصر، يدعم امن الطاقة في القارة الاوروبية. فهل هذا الخطر قائم وجدّي؟يقول مستشار لجنة الطاقة في مجلس النواب اللبناني الخبير النفطي ربيع ياغي لـ»الجمهورية» ان اسرائيل تشكل خطراً دائما على لبنان وليس فقط على الغاز المياه والارض. الطبيعة العداونية لاسرائيل قائمة فكيف اذا كان الموضوع حيويا واستراتيجيا مثل النفط والغاز تحديداً.

واعتبر ياغي ان اسرائيل مرّت بتوقعات غير واقعية بالنسبة الى كمية اكتشافاتها في الماضي، وهي تالياً تواجه مشكلة في تمويل تطوير هذه الاكتشافات التي تمّت في السنوات السبع الماضية، أضف الى ان اكتشافات مصر الاخيرة في حقل زهر، وهو الاكبر في حوض شرق المتوسط او الحوض المشرقي، جعلت من اسرائيل تطمح لأن تكون المصدر الاكبر للغاز من خلال هذا الاكتشاف، لذا لجأ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعدما استحصل على تفويض بإدارة قطاع النفط في اسرائيل، الى بدء حركة مكثفة من الاتصالات مع الشركات الكبرى، معظمها كان تم تأهيلها في لبنان،

ما خلق تضارباً في المصالح، لأن الشركة التي ستنتقل للعمل في اسرائيل لا يمكنها العمل في لبنان. هذه الشركات لا يمكنها ان تنتظر الحكومة اللبنانية لكي تحزم أمرها في عمليات التلزيم الى الأبد. ففي لبنان، نلاحظ التراخي والتلكؤ في هذا الملف في حين لدى اسرائيل الاندفاع الى حد التهور. هذه الشركات اليوم على طرفي نقيض، وهي ترغب في توظيف اموالها والاستثمار.

وقال ياغي ان المطلوب من الحكومة اللبنانية ان تعاود الاتصال بهذه الشركات المؤهلة وتحذّرها من التعامل من اسرائيل، خصوصاً في المنطقة الشمالية اي حقل كاريش والذي يبعد 4 كلم عن الحدود مع لبنان، ويجب العمل على اقناعها بأن مصلحتها في العمل مع لبنان وليس مع اسرائيل، لأسباب عدة منها ان هذه المنطقة الحدودية جداً حساسة، وتالياً لم يكن هناك استقرار على هذه الحدود اذا بدأ العمل في هذا الحقل، كما هناك نوع من النزاع البحري على الخط الفاصل ما بين لبنان واسرائيل.

ورأى انه بما اننا غير قادرين لأسباب سياسية وأمنية ان نبدأ بالتنقيب على النفط، يجب للاسباب نفسها ان نمنع الشركات العالمية من الاستثمار في شمال فلسطين. فالتواصل يجب ان يتم للاقناع والتحذير من أن هذه المنطقة متنازع عليها وتالياً يرجى عدم الاقتراب والاستثمار فيها، فإذا كنا غير قادرين على القيام بعمليات التنقيب في جنوب لبنان، فالافضل ان نسعى لمنع التنقيب في شمال فلسطين.

وعن التخوف في شأن انشاء خط للغاز قوامه اسرائيل وقبرص ومصر، وخطورته على مصالح لبنان في المستقبل، قال ان الحديث عن هذا الخط مبالغ فيه، لأن لا اسرائيل ولا قبرص مجتمعتين بإمكانهما ان يستثمرا ويجذبا رؤوس اموال لانشاء خط للغاز بغرض التصدير، خصوصاً ان الكميات المكتشفة في قبرص ليست بكميات كبيرة كونها لا تتجاوز 4 تريليون قدم مكعب في حقل افروديت، وانشاء اي خط للغاز مركزه قبرص وينطلق الى جنوب اوروبا سيكلف اضعاف الاحتياطي الموجود في قبرص.

عدا عن ان اسرائيل تحاول اليوم جذب استثمارات لتطوير حقل ليفتان والذي كان من المتوقع ان تنتهي من تطويره في عام 2017، يبدو انهم لن ينتهوا من تطويره قبل العام 2020، وهم لا يجدون بسهولة الاستعداد لتطوير هذا الحقل الذي يعتبر الاكبر عند اسرائيل، والمقدّر بنحو 22 تريليون قدم مكعب.

أضف الى ذلك أن اكتشاف مصر للغاز والذي تجاوز كل التوقعات بحيث بات يؤمّن لها الاكتفاء الذاتي الى جانب القدرة على التصدير، اوقف مخطط استيراد الغاز من اسرائيل وتالياً لم يعد لديها مصلحة للاستثمار في انشاء خط للغاز مع اسرائيل. وعليه، فان خط الغاز هذا سينقل الغاز من اسرائيل الى قبرص فقط، وتالياً لن يعود ذا قيمة لأن اسرائيل وحدها ستستعمله لتصدير الغاز الى قبرص ومنه الى اوروبا.

أضاف: لغاية اليوم، لا تزال قبرص غير قادرة على اقناع الاوروبيين بجدوى هذا الخط، ولا اسرائيل قادرة على ذلك لأن مصلحة الاوروبيين باتت تكمن اليوم في استيراد الغاز من حقل زهر المصري، لأنه الاقرب، وكمياته الاحتياطية أكبر.

يختم ياغي: بنتيجة هذه الوقائع، يمكن القول ان الثروة الغازية في اسرائيل في عنق الزجاجة، وهي تعيش حالة ضغط، لأن الكميات الموجودة أكبر من احتياجاتهم الداخلية وإذا استثمروا فيها ولم يتمكنوا من التصدير فستحل بهم الكارثة.

لذا هي ليست في مركز القوة لتفرض شروطها او تتمدّد، في حين باستطاعة لبنان ان يكون اقوى منها على هذا الصعيد رغم عدم استقراره السياسي، وباستطاعتنا ان نضغط على الشركات التي تفكر في الاستثمار لديها.

ايفا ابي حيدر - الجمهورية - 

  • شارك الخبر