hit counter script

أخبار محليّة

دافيد عيسى: واهم من يعتقد اننا ذاهبون الى تسوية شاملة

الأربعاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 14:21

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بخلاف مناخ التسويات السائد حاليا في لبنان وموجة التفاؤل التي خرقت الأجواء، وفي رأي يعاكس الموجة ويتمايز عنها، يرى السياسي دافيد عيسى أن لا تسويات في المدى المنظور، وأن جملة أسباب وعوامل تسهم في تأخير التسوية اللبنانية الشاملة وحتى إشعار آخر. وإذا كانت التسوية الشاملة مطلوبة ويتمناھا اللبنانيون وينتظرونها بفارغ الصبر. و"سيّان ما بين التمني والواقعّ" .
كلام عيسى جاء خلال حديث مع وكالة " النشرة " حيث توقف وفي تعداده لهذه الأسباب والعوامل عند أھمها وهي:
1- العامل اللبناني وحيث ان الصراع الدائر في لبنان منذ عشر سنوات على الأقل هو في الظاهر صراع سياسي بين فريقي " 8 و14 آذار" ولكنه في الواقع والفعل صراع طائفي "سني – شيعي" يدور خصوصاً بين "حزب الله وتيار المستقبل". وهما قوتان سياسيتان وشعبيتان تملكان ما يكفي من التأثير والنفوذ داخل طائفتيهما، وتختصران المعادلة اللبنانية إلى حدٍ كبير. أما المسيحيون فكانوا طيلة السنوات الماضية كتلة ملحقة لهاتين القوتين. اي إذا جاز التعبير "مسيحيون سنة" و"مسيحيون شيعة " بالمعنى السياسي للكلمة.
فإذا كانت المعادلة متمحورة حول الطرفين الأقوى او الأكثر تمثيلاً على الساحتين "السنيّة والشيعية" فان الواقع يقول ايضاً ان "تيار المستقبل وحزب الله" لديهما ارتباطات وثيقة بدولتين اقليميتين كبيرتين هما "السعودية وإيران" ويتلقان منهما الدعم السياسي والمالي ويلتزمان سياسات وتوجهات وتوجيهات هاتين الدولتين، وسيكون من الصعب عليهما المضيّ قدماً على طريق التسوية الشاملة في مثل هذه الظروف وعزل الوضع اللبناني عن التطورات والاجواء الاقليمية بما فيها اجواء العلاقة بين "السعودية وإيران".
2 - العامل الاقليمي المتعلق خصوصاً بالعلاقة بين "إيران والسعودية"، الدولتان الأكثر تأثيراً في لبنان، وهذه العلاقة ما زالت على درجة عالية من التوتر والتشنّج خصوصاً مع احتدام الازمتين والحربين في سوريا واليمن، ولا تظهر في الأفق القريب مؤشرات إلى حوار سعودي – إيراني.
3- العامل الاسرائيلي المتربص والحاضر دائماً مع ان هناك حالة إغفال واهمال لهذا العامل المهم والأساسي والذي يلعب ويتحرك من خلف الستار. اسرائيل هي المستفيدة الوحيدة في المنطقة من كل الثورات والحروب التي اجتاحت المنطقة العربية وهي التي تكيّف وبمساعدة أميركية الاحداث وتسيّرها بما ينسجم مع مصالحها ومشاريعها لتفتيت المنطقة وتفكيك جيوشها وضرب عناصر القوة فيها. ولا يمكن للساحة اللبنانية ان تكون في منأى ومأمن من التدخلات الاسرائيلية المستترة والخفيّة في معظمها ولا يمكن لأسرائيل ان تدعّ لبنان ينعم بسلام دائم وتسويات شاملة تعاكس مشاريعها ومصالحها واهمها تفتيت الشرق الى دويلات طائفية ومذهبية متناحرة.
4- العامل الاميركي الذي يمثل ثقلاً استراتيجياً في المنطقة ولطالما شكّل عامل دفع للحلول والتسويات في لبنان وقوة ضغط وتأثير على الدول الاقليمية المؤثرة فيه. فالاميركيون منكفئون عن المنطقة وليست لديهم استراتيجة واضحة في سوريا وهو ما اتاح للروس التقدم وملىء الفراغ بعدما خلت الساحة لهم. وإدارة الرئيس اوباما تعيش آخر ايامها وبدأت عدّها العكّسي ولم تعدّ لديها لا الرغبة والإرادة ولا القدرة في احداث تغييرات جذرية أو في اجراء مداخلات وضغوط. هذا ما ينطبق على كل الازمات والملفات من اليمن والعراق وسوريا إلى ملف المفاوضات والسلام بين اسرائيل والفلسطينيين إلى الملف اللبناني الذي يقع أصلاً في أسفل سلم الأولويات.
وختم عبسى: هذا غيّض من فيّض العوامل المؤثرة والمؤخرة للتسوية في لبنان... التسوية الشاملة نتمناها مثل جميع اللبنانيين الذين سئموا الحرب والقتل والدماء والدموع... ولكن سيّان ما بين التمني والواقع.
         

  • شارك الخبر