hit counter script

الإشتراكي يُعيد حساباته في "الأميركية"... هل تكون الورقة الرابحة لـ14 آذار؟

الأربعاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 06:29

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يستعدّ أكثر من 8 آلاف طالب لخوض الانتخابات الطالبية في الجامعة الأميركية ـ بيروت، لاختيار مجلسهم التمثيلي المكوَّن من 81 عضواً و17 مقعداً للهيئة الطالبية، بعد غدٍ الجمعة. وعلى رغم أنّ الفترة المخصّصة للحملة داخل حرم الجامعة محصورة بيومين (أمس واليوم) إلّا أنّ التحضيرات للمعركة بدأت منذ مطلع العام الجامعي، وبميزان القوى المتنافسة، «إنتخابات الأميركية بينحَسَبلا ألف حساب».تَكتَسب انتخابات «الأميركية» طابعاً خاصاً، في وقتٍ لا تتجاوز أعداد الجامعات التي أبقَت على الحياة السياسية الطالبية، أصابعَ اليد الواحدة. إذ يحرص الناشطون الحزبيون على متابعة أدقّ التفاصيل والتمعّن في كلّ نقطة من البرنامج الانتخابي.

ويُجمع رؤساء المصالح الطالبية الذين تحدّثت معهم «الجمهورية»، على «أنّ للطالب في الأميركية احتياجات ومطالبَ مثل أيّ زميل له في الجامعات الأخرى»، لذا فالتحدّي كبير بالنسبة إلى الأحزاب التي تسعى جاهدةً مع بدء العدّ العكسي لأن تكون على قدر تلك التحدّيات، إيماناً منها بأنّ «كسبَ المحازبين في الصغَر كالنقش في الحجر».

«القوات»

تخوض «القوات اللبنانية» المعركة ضمن تحالف قوى «14 آذار»، تحت عنوان Students at work. في هذا السياق، يوضح رئيس دائرة الجامعات الأميركية في مصلحة طلّاب «القوات»، فارس طراد، «أنّ نجاح التحالف لا يعني التخلّي عن مصالح الطلّاب إنّما إيصالهم معنا والعمل على تحسين ظروفهم، وقد أثبتَت الأعوام المنصرمة أنّ فوز «14 آذار» وتحديداً وصول «القوات» إلى الهيئة الطالبية، قد حقّقَ مجموعة من الإنجازات أبرزُها تجميد عملية رفع الأقساط».

ويقول طراد لـ«الجمهورية»: «نحن ضدّ مقولة إنّ همّ الأحزاب السياسية الوصول على حساب غيرها، إنّما نسعى جاهدين للتأكيد أنّ اهتمامنا بمصلحة الطلّاب يستمرّ بعد الفوز، وقد تبيّنَ أنّ مَن لا يتبع لأيّ حلف سياسي يعجز عن تحصيل مطالب أو الوصول إلى مشروع محدّد لافتقاره إلى روح التنظيم نتيجة غياب المرجعية الواضحة».

ما الذي يُميّز هذا الاستحقاق عن الانتخابات المنصرمة، يجيب طراد: «من جهة هذا العام انضمّ الاشتراكي بشكل واضح إلى صفوف «14 آذار»، ومن جهة أخرى اتّسَع حضور نادي المستقلّين العلمانيين في الجامعة وكأنّهم «أخذوا روح» أكثر وتشجّعوا بعد كلّ ما شهدَه البلد من تحرّكات، وقد شاركت مجموعة طالبية منهم إلى جانب المنظمات والحركات المدنية».

على رغم احتدام المعركة، يؤكّد طراد أنّ الاصطفافات السياسية تنتهي مع انتهاء الانتخابات: «منذ اللحظة التي تُحسَم فيها النتائج نضع الاصطفافات جانباً، ونعمل أكاديمياً، نمدّ يد المساعدة للطلّاب كافة، بصرف النظر عن انتمائهم».

«التيار الوطني الحر»

في المقابل، يخوض «التيار الوطني الحر» الانتخابات إلى جانب تحالف قوى «8 آذار» تحت عنوان «Students for change». في هذا الإطار، يوضح مسؤول لجنة الجامعات في قطاع الشباب في «التيار الوطني الحر» جورج بويري البنودَ الأساسية من البرنامج الانتخابي، قائلاً: «نستعدّ لهذا الاستحقاق كأيّ معركة، هذا العام وضَعنا نصب أعيننا تحسينَ ظروف الطلّاب وإصلاحَ المشكلات التي تَعتريهم، من زيادة الأقساط إلى قضايا أخرى داخلية تفصيلية، بالإضافة إلى تحسين ظروف العمل السياسي».

لا ينكِر بويري أنّ المسؤولية الأساسية تقع على كاهل الطلّاب ومدى تجاوبهم في المشاركة، لافتاً إلى «أنّنا نَحضّ الطالب على المشاركة بما أوتينا من وسائل ومنابر، لأنّ الانتخابات هي الطريق الأمثل للتعبير عن رأيهم»، مطالباً بـ«إطالة مدّة اليومين للترويج للحملات والبرامج الانتخابية، قبل الاستحقاق». وأضاف مطلِقاً صرخة مدوّية: «يكفينا أنّنا نعجز عن انتخاب رئيس للجمهورية، فكيف بنا نقبَل بتهميشنا داخل الجامعات؟».

«الإشتراكي»

«نخوض الاستحقاق في «الأميركية» مثلما نخوضه في أيّ جامعة». بنبرةٍ حاسمة يؤكّد مسؤول الجامعات الخاصة في الحزب التقدمي الاشتراكي محمد منصور أنّ «إستحقاق الجمعة يكتسب هذا الكمّ من الاهتمام نظراً إلى أنّ «الأميركية» صورة مصغّرة عن الوطن وما يضمّ مِن أطياف وألوان».

ويأسَف في حديث لـ«الجمهورية»، لـ«إنعدام الحياة السياسية الديموقراطية في العدد الأكبر من الجامعات اللبنانية، فالأجواء الديموقراطية تزيد الشبابَ تمسّكاً بوطنهم وتشبُّثاً بمستقبلهم»، مثمِّناً قرارات «إدارات الجامعات التي تحرص على تكريس الاستحقاق السنوي، مكرّسةً بذلك مبدأ التعدّدية والديموقراطية».

ويؤكّد منصور خوضَ «الاشتراكي» المعركة إلى جانب «14 آذار»، نافياً أن يحمل هذا التحالف رسائلَ سياسية: «تحالفُنا لا يُشكّل رسالة سياسية بقدر ما يَحمل رسالة طالبية وجاءَ بناءً على اتّفاق طلّاب في ما بينهم وتلاقي مصالح، وخدمةً لزملائنا»، مبدِياً إيمانَه بأنّ «قدرة الشباب على التغيير في الجامعة تُمكّنهم من إنجاز تغييرات على مستوى الوطن».

أهذا يَعني أنّكم لم تعودوا «بيضة القبّان» في الانتخابات الطالبية؟ يجيب محمد: «ليس الهدف أن نكون بيضة قبّان إنّما امتصاص أيّ غضب في الشارع، وهذا الدور الطبيعي المنتظَر من القوى السياسية».

«أمل»

من جهته، يعتبر محمد عيسى مسؤول الطلّاب الجامعيين في حركة «أمل»، أنّ «أيّ استحقاق جامعي يشكّل عاملاً إيجابياً نتيجة التأزّم السياسي والظروف المحدِقة بالبلد»، معتبراً «أنّ خوض الشباب الاستحقاقَ الجامعي يرسم صورةً أوّلية عن مستقبل لبنان».

ويَلفت محمد إلى سقوط كلّ المبرّرات والأعذار لتغييب السياسة عن الجامعات، «فمنذ 4 سنوات حتى يومنا لم تشهَد انتخابات «الأميركية» أيّ ضربة كف، ما يُشجّع على تعميم هذا الاستحقاق على الجامعات كافّة»، مؤكّداً «أنّ البلد يمكنه الاستفادة من أجواء التآخي في «الأميركية»، وتعميمها في المجتمع، وفي العمل السياسي، وبالتالي تحفيز الطبقات السياسية على درس قانون انتخابي يحفظ للشباب دورَهم».

وعن موقفهم من تموضُع الإشتراكي إلى جانب «14 آذار»، يوضح: «الإشتراكي، بصرف النظر عن تموضعه، فإنّه يَحتسب على حدة المقاعدَ التي فاز بها. فهو غير منغمس كلّياً في تحالف 8 أو 14 آذار، وله حسابات انتخابية داخل الجامعة، لذا فهو هذا العام يرى أنّ له حظوظَ أكبر إلى جانب 14 آذار».

ويلفت إلى «أنّنا فتحنا قنوات اتصال مع الاشتراكي وحاوَلنا بناءَ تحالف معه، لكنّ النتيجة لم تكن بقدر ما نتمنّاه، وفي أيّ حال سواء أكانوا في 8 أو 14 آذار، فنحن نحرص على تمرير الانتخابات سِلمياً».

في وقتٍ ترزح البلاد بين سندان التمديد ومطرقة الحياة الديموقراطية المشلولة، تبرز انتخابات الأميركية، بما تحمله من روح تنافسية وسط أجواء شبابية، بارقة أملٍ تبشّر بقدرة شباب لبنان على التغيير وتشكيل قوّة ضغط من أجل إسقاط الذهنية التمديدية لمصلحة العقلية الديمقراطية المؤسساتية الرامية لإعادة الاعتبار إلى دور لبنان.

ناتالي اقليموس - الجمهورية - 

  • شارك الخبر